No votes yet
عدد القراءات: 1065

مترجم: تركيا تُواجهُ موجةً جديدةً من المهاجرين السوريين.

الكاتب الأصلي: 
Par Marie Jégo et Alain Salles
تاريخ النشر: 
9 شباط (فبراير), 2016

هجومُ الجيش السوري بدعمٍ من روسيا على حلب يثير مخاوف جديدة لدى الأوروبيين، إضافةً للصعوبات الموجودة عندهم أصلاً فيما يخصُّ احتواء الللاجئين المتدفقين على شواطئ اليونان.

تركيا التي تستضيف مليونين ونصف من اللاجئين تواجه اليوم موجة جديدة من المهاجرين المتدفقين نتيجة النَّار المنصب على العاصمة الاقتصادية السابقة لسورية "حلب".

أكثر من ثلاثين الف لاجئ تجمَّعوا في ظروفٍ محفوفة بالمخاطر على الجانب السوري من الحدود في باب السلامة واعزاز.

وزَّعت منطمة "أطباء بلا حدود" أكثر من ٢٠٠ خيمة، لكن ينقصُ مكانُ الإقامة الآمن والماء والصَّرف الصحِّي كما قال رئيسُ بعثة المنظمة في سورية Muskilda Zancada.

 

هل ستستوعب تركيا اللاجئين الجدد ؟

سمحت تركيا فقط للحالات الحرجة صحيَّاً بالدخول إلى الجانب التركي من الحدود، وظلت بوابة العبور إلى تركيا مُغلقة طوال عطلة نهاية الأسبوع " وصلت تركيا إلى طاقتها القصوى في استيعاب اللاجئين" كما صرَّح نعمان كورتولموش نائب رئيس وزراء تركيا الأحد 7 فبراير.

"في نهاية المطاف ليس أمام هؤلاء الناس مكانٌ آخر للذهاب إليه، إمَّا أن يموتوا تحت القنابل وتنظر لهم تركيا كما ينظر لهم العالم أجمع، أو أن نفتحَ حدودَنا أمامهم".

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أكَّد أنّ تركيا لن تُعيد أياً من اللاجئين، لكن ينبغي الحرصُ على تحديد الوقت الذي سيستطيعون فيه دخول تركيا.

هذا الموقف يضع أنقرة في ورطة، حيث أنَّ هناك مليونين ونصف من اللاجئين المسجلين على أراضيها، منهم ٣٠٠٠٠٠ فقط في المخيمات، في حين يهتمُّ الأخرون بشؤونهم بأنفسهم.

مئات آلاف الأطفال السوريين غير الدَّارسين يُستخدمون كأيدي عاملة صغيرة في الحقول وورش العمل.

تركيا لا تبدو في عجلةٍ من أمرها لفتح أبوابها أمام لاجئين جدد، ما زال السيد أردوغان يعتقد بإمكانية إنشاء منطقة آمنة في شمال سورية، وهو يدعو إلى ذلك منذ عام ٢٠١٣ حيث يستطيعُ اللاجئون الاستقرار هناك "بأموال المانحين نستطيع بسرعة إقامة مدينة جديدة في سورية" كما قال رئيس تركيا السبت.

لكنَّ الولايات المتحدة لا تأخذ مشروع أردوغان هذا على محمل الجد لأنِّ مشروع المنطقة الآمنة سيفتح باب مواجهةٍ عسكرية مع روسيا النشيطة عسكريا في سورية.

 

هل أوروبا على استعداد لمساعدة أنقرة في استقبال اللاجئين السوريين؟

رئيسة الديبلوماسية الأوروبية فيديريكا موغيريني دعت السبت أنقرة إلى تحمل واجبها الأخلاقي فضلاً عن القانوني في عدم إعادة اللاجئين قسراً وعبر السماح لهم بالدخول إلى تركيا بعد فرارهم من القصف العنيف في حلب.

لكنَّ هذا النداء يتناقض مع دعوات الأوروبيين المتكررة إلى منع اللاجئين السوريين من دخول الاتحاد الأوروبي انطلاقاً من تركيا.

المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وصلت الاثنين إلى أنقرة لتنفيذ خطة العمل الموقعة في التاسع والعشرين من نوفمبر السابق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا التي تهدف إلى وقف تدفق اللاجئين السوريين إلى دول الاتحاد الأوروبي، حيث تعتبر ميركل أنَّ مفتاح حل هذه الأزمة بيد أنقرة.

عبَّرت ميركل عن صدمتها إزاء "المعاناة الإنسانية" للسوريين الذين تقطعت بهم السبل على الحدود السورية التركية، ونددت كذلك بالقصف الروسي الذي يستهدف مدينة حلب، وأعلنت ميركل في مؤتمرٍ بجانب رئيس وزراء تركيا أحمد داوود أوغلو عن التوصل إلى اتفاقٍ بين بلديهما يهدف إلى تعاونٍ أعمق بهدف منع عمليات التهريب وتسهيل الوكالة الأوروبية للحدود Frontex.

قالت ميركل إن أنقرة وبرلين سيطلبان مساعدةً من الناتو هذا الأسبوع لمواجهة عمليات التهريب والهجرة غير الشرعية على طول السواحل التركية.

كانت أنقرة وقعت مع بروكسل أواخر نوفمبر الماضي اتفاقية عمل تقتضي توفير مساعدات أوروبية بقيمة ثلاثة مليارات دولار للسلطات التركية في مقابل التزامها بمراقبة الحدود ومنع عمليات التهريب.

كانت إيطاليا منعت البدء في تنفيذ هذه الاتفاقية، لكنَّ تحفظاتها زالت نهاية كانون الثاني السابق بعد لقاءٍ في برلين جمع بين ماتيو رينزي رئيس وزراء إيطاليا وميركل "هذه المليارات الثلاثة ستهدف إلى مُساعدة اللاجئين بما يضمن بقاءهم في تركيا" كما يُقال في باريس اليوم.

 

هل ينخفضُ تدفق اللاجئين من تركيا إلى أوروبا ؟

تريد بروكسل رؤية مزيدٍ من النتائج كما أشار"يوهانس هان" مفوَّضُ شؤون التوسيع في الاتحاد الأوروبي السبت الماضي في أمستردام مُعرباً عن أسفه : "تمَّ الاتفاقُ على خطة العمل منذ اكثر من شهرين لكننا لا نرى إلى الآن تقلصاً حقيقياً في أعداد المهاجرين إلى الاتحاد الأوروبي"، وقال مصدرٌ فرنسيٌّ بعد لقاءٍ جمع ميركل وهولاند الأحد في ستراسبورغ: " ليس هناك الكثيرُ من الالتزام، يجب أن يجري ذلك بسرعةٍ أكبر".

تهدفُ السلطات الأوروبية إلى تسهيل إعادة المهاجرين لأسباب اقتصادية من اليونان إلى تركيا، وقد قبلت اليونان الجمعة الاعترافَ بتركيا باعتبارها "بلداً آمناً"، وهذا سيسهل تفعيل اتفاق إعادة القبول المتبادل بين البلدين الذي لم يكن مستخدماً من قبل بسبب العلاقات المضطربة بين البلدين، وهذا سيسمح بإعادة المهاجرين غير الآتين من سورية أو العراق أو باكستان مباشرةً من السواحل اليونانية.

"ينبغي على الوكالة الأوروبية للحدود فرونتكس مرافقة المهاجرين الذين لا يستطيعون تقديمَ طلبات اللجوء، يجب خفضُ تدفق المهاجرين والبتُّ بطلبات اللجوء بالسرعة القصوى" كما يقول مصدرٌ من الرئاسة الفرنسية.

علِّق