هات ضلعك خنجراً


 

لا تنتحب رويدك... هي خطوات وتبلغ لحدك... هات ذراعك، مازالت كبيرة على قبرك المنحوت بمسامير القهر... هات جذعك، ما زال فيه رمق من أحشاء تحتضر... فلا تتبرم وانتظر... احضن جوعك وانتظر... تكور في مهدك وانتظر...

واحذر أن تتسول العتق من حريق ابتلع آلاف الضحايا... احذر أن تهب عظامك قرابين صاغرة على مذبح الخطايا... فلن يبصر العالم هشيمك لو اشتعلت الأرض مرايا... لن يبلغ أنينك مسامعه لو تفجرت صرخاتك حمماً وشظايا ... فأنت جمر الحصار المتسلل من دساتير الحقد المكفهر... أنت جار الفجار المتسربين من مجون مواخير العهر... فكيف تنشد الطهر من عهر أبناء البغايا؟...  

 

انظر... خمس سنوات وطريق القدس يتشوق ليتسلق رفاتك... خمس سنوات وجرذ الفرس يتحرق ليعلن وفاتك ... خمس سنوات ومجلس التبن والرمم المتحدة يرجمان تراتيل صلواتك... فكيف تجرؤ على اقتحام محفل الأبالسة بحراب جذعك الضامر؟... كيف تجسر على رمي موائد فجورهم بسهام صدرك الغائر؟... ألم تؤمن بعد أن جبينك العاصي تلطخ بوشم كافر؟ ... ألم توقن أن خطيئتك الفاحشة مطوقة بإثم ثائر؟... ألم تدرك لليوم أنك في حضرة عالم مارق عاهر؟...

ما لي أراك تتحصن على أعتاب ضمائر غاصت في سبات أهل الكهف؟... مالي أراك تدفن مأساتك في محجري جفن خائن لم يرف؟... ما لك لا ترى الوحوش تتحلق لتنهش لحمك الملتهب على رائحة النزف؟... لم يتبق ماجن لم يرتشف من شرايينك المسفوحة قبل أن تجف... لم تتبق عورة متلحفة بجلد الأفاعي لم تخلع رداءها المهترئ لتتعرى وتنكشف... فاجمع الآن أشلاء آدميتك المتسمرة على أعتاب الذل وانصرف... استوي على تنهدات هيكلك المنهك وقف... قف، لكن قبل أن تنصرف... هات ضلعك خنجراً... هات دمعك مئزراً... وابصق... ابصق، رذاذ ثغرك الطاهر في لحاهم شرف... ابصق، رصاص جوعك القاهر في محياهم ترف... ابصق، رصاص جوعك القاهر في محياهم ترف…

 

التعليقات

بوح المعاناة يفوح بآﻻم ظلم العالم من ثنايا كلماتك التي ستنتشي زهورآ تقهر الأحقاد والتوحش والموغلين في الدماء

علِّق