No votes yet
عدد القراءات: 19083

قد يكون اكتشاف حياة غريبة وشيكاً.. كيف سيتخطى الدين ذلك؟

الكاتب الأصلي: 
The Guardian
تاريخ النشر: 
30 نيسان (أبريل), 2017
اللغة الأصلية: 

ستكون الأديان في مواجهة عوالم جديدة وحياة جديدة، وأمام لغز لاهوتي مطلق، لكنها ستتكيّف في النهاية كما فعلت من قبل

 

منذ حوالي عقدين من الزمن، كان من غير المؤكد تماماً ما إذا وجد نجوم أخرى غير النجوم في مجموعتنا الشمسية تحيط بكواكب أخرى. لكن وفقاً لناسا، فإن آخر عدد من الكواكب الخارجية المؤكَّدِ وجودها يصل إلى قرابة 3.500 كوكب، وأن ما لا يقل عن 6 من بينها أرض محتملة. وسيرتفع هذا العدد بكل تأكيد، كما يعتقد العديد من الباحثين أن تطور التكنولوجيا سيمكّن البشر من اكتشاف شكل آخر من الحياة على كوكب آخر في الأعوام القادمة.

 

ومن الممكن فهمه أيضاً أن هذه الاكتشافات ستثير أسئلة حول مكان الأرض في الكون. علاوةً على ذلك، سيشكّل الاتصال مع حياة ذكية في مكان آخر من هذا الكوكب لغزاً لاهوتياً وفلسفياً ستجد فيه الكثير من الديانات تحدياً كبيراً، وهذا صحيح على الوجه الخصوص بالنسبة للمسيحية التي تركّز في المقام الأول على الجنس البشري، والتي تعّلمنا أن الله قد خلق الإنسان على صورته، وأنه خلق جميع الكائنات الأخرى من حيوانات ونباتات وسخرها للبشر.

 

ولم يعد  التفاعل مع الحياة الغريبة يُدرَس في مجال الفلسفة لوحده بعد الآن، فقد دخل نقاشه في الميدان العلمي التقليدي. وإدراكاً لهذا الاحتمال، قدّمت ناسا عام 2014 مبلغ مليون دولار أمريكي لمركز اللاهوت، وهو مؤسسة مستقلة، لدعم مبادرة لدراسة "الآثار الاجتماعية لعلم الأحياء الفلكية". لكن البعض انتقدوا ناسا لمنحها المال لمنظمة متأصلة في اللاهوت المسيحي.

وقد نشأت فكرة الفضاء غير المتناهي إلى جانب مجد الخالق غير المتناهي لدى نيكولاس من كوزا، وهو فيلسوف ألماني  احتفظ باعتقاده غير المتناهي باللاهوت في إطار كاثوليكي.

وفي عام 2017، مهّد هذا النوع من الأفكار الفلسفية الطريق أمام العلم التطبيقي، وقد تم تسمية 3 علماء في مجال علم الكوكب خارج المجموعة الشمسية في القائمة السنوية لمجلة تايمز والتي تضم أسماء 100 شخصية الأكثر تأثيراً في العالم.

 

والسؤال الجوهري سيكون كالتالي: هل يمتد خلق الله إلى ما وراء الكوكب الواحد؟ وإن كان الأمر كذلك، هل سيؤمن سكان تلك الكواكب بالخالق نفسه الذي يؤمن به البشر؟ كيف يمكن للخالق أن يحرم سكان تلك العوالم من فرصة التوبة من خطاياهم؟ هل يعني ذلك أن الخالق المتجسد في يسوع في تلك الكواكب يتناقض مع تعاليم الإنجيل التي تقول بأن الخلاص في المسيح كان حدثاً فريداً مخصصاً للبشر على الأرض؟

 

يمكن أن يكون هذا على قدر كبير من الأهمية بالنسبة  للديانات المؤسساتية التي تجاوزت اكتشاف كواكب غريبة والضجة التي تلت ما يسمى بـ "exotheology"

وهو مصطلح يصف قضايا لاهوتية على صلة بالذكاء خارج كوكب الأرض. إذ لطالما أظهرت هذه المؤسسات القدرة على البقاء متصلة، كما أنها كلما واجهت نقلة نوعية جديدة، تخرج بتأويلات من النصوص تبرر وجودها.

 

وبالنسبة للديانات التقليدية والمؤسسات الدينية، فإن الرغبة في توسيع ثروتها وقوتها المادية لها الأسبقية على نشر المذاهب اللاهوتية. وقد أدى ذلك في كثير من الأحيان إلى ثقافة الاستغلال للبشر والكوكب على حد سواء. ولعل هذا يفسر السبب في عدم حل الثورة الكوبرنيكية والدارونية للنظام الديني إلى حد كبير في الماضي. علاوة على ذلك، ستستمد النخبة الدينية على الأرض الشجاعة والتصميم على السعي لتحقيق أهدافها من العالم المادي حتى وإن كانت مقتنعة بوجود أكوان متعددة تعمل بقوانين فيزيائية مختلفة.

كما يشبه انتصار هذه المؤسسات جرأة الكائنات الحية لدى مواجهتها تحديات في الطبيعة؛ ذلك أن المؤسسات الدينية تتمتع بمهارات مثيرة للإعجاب في النجاة، أكبر من القدرات البشرية الفردية. ويوجد لديها أيضاً أصولها في احتياجاتها الشخصية والعاطفية، وبالنسبة للكثيرين، ستستمر بتأمين هذه المتطلبات.

 

بيد أن هذا الدين، الذي أصبح شخصياً، بات كائناً معقداً لديه تطلعات للسيطرة على المجتمع والثروات. وقد خلصت دراسة حديثة أجراها مركز بيو للأبحاث إلى أن نمو المجموعات الدينية الرئيسة سيتجاوز ارتفاع عدد السكان غير المنتمين دينياً، على الرغم من الاتجاهات السائدة في الولايات المتحدة وغيرها من الدول الغربية، التي من المتوقع ازدياد عدد الأشخاص غير المنتمين دينياً فيها.

إذاً، كيف لنا أن نجد حلاً للنظرية التي تنص على وجود العوالم المتعددة وآلهتهم الكثيرة؟ يمكن أن نكون واثقين بأن الأديان الأرضية لن تستوعب الآلهة الغريبة. ولعله يجدر بنا الانتقال إلى عالِم الفلك "كارل ساجان" الذي كتب في الأكوان: "وفي الوقت نفسه، هناك في مكان آخر عدد لا حصر له من الأكوان لكل آلهة خاصة به يحلمون بالحلم الكوني. ويقال إن الإنسان قد لا يكون هو من صُنع الآلهة، بل إن الآلهة من صُنع البشر".

 

التعليقات

الله له ملك السموات والأرض وما بينهما والكل عنده لايتعدا حجم الذره .وهو الواحد الأحد الفرد الصمد .هو الذي خلق السموات والأرض والانسان وجعل له العقل .ليتفكر في خلق الله تعالى وفي خلقه هو . سبحان الله العظيم الذي خلق السموات والأرض وما بينهما والكل عنده بمقدار.

علِّق

المنشورات: 295
القراءات: 2346942

مقالات المترجم