الديمقراطيون يتحاشون الحديث عن سوريا - ترجمة السوري الجديد

الكاتب الأصلي: 
Vivian Salama
تاريخ النشر: 
2 أيلول (سبتمبر), 2016
اللغة الأصلية: 
0

 

قدم دونالد ترامب في كلمته التي ألقاها في المؤتمر الوطني الجمهوري ستة مراجع للصراع في سوريا، لافتاً إلى أن الأمة التي مزقتها الحرب تعتبر مصدر الكثير من الاضطرابات في العالم، ولا سيما الهجرة والتطرف.

وبعد أسبوع في مؤتمر الحزب الديمقراطي، أشارت هيلاري كلينتون غير مرة إلى سوريا.


 



ولا يزال الصراع في سوريا لغزاً  كبيراً لكل من الرئيس باراك أوباما وكلينتون (وزيرة خارجيته السابقة).

مع تردد ثابت لدخول الولايات المتحدة في حرب أخرى في الشرق الأوسط، ركزت الولايات المتحدة جهودها العسكرية في قتال جماعة الدولة الإسلامية في شمال سوريا والعراق في الوقت الذي تواصل الجهود الدبلوماسية لذلك بعيد الفشل في إنهاء الحرب الأهلية.

تدخل الحرب الآن عامها السادس، أدى الصراع في سوريا الى مقتل أكثر من ربع مليون شخص، نزح نحو 11 مليون نسمة، وتحولت الأزمة الى عالمية، من دولة علمانية إلى قفير من الفصائل بمصالح متنافسة بشكل خطير.

وقال روبرت فورد، السفير الاميركي في سوريا خلال الانتفاضة والآن هو زميل بارز في معهد الشرق الأوسط قال: "في مجال السياسة الخارجية, اثنتين أو ثلاثة من أكبر المشاكل لإدارة أوباما، كانت سورية تحتل مكانا بارزا في تلك القائمة"،. يضيف فورد: هناك عنصر داخل الحزب الديمقراطي، "سيذهب إلى حد القول أن الولايات المتحدة ساعدت في التسبب في تلك المشكلة."



ناورت كلينتون حول القضية، خاصة وأن وجهات نظرها قد لا تكون في توافق مع رئيسها السابق. ويشير أقرب مستشاريها إلى أنها كانت في كثير من الأحيان تنتهج نهجا أكثر تشددا في العلاقات الدولية من الكثيرين في حزبها، بمن فيهم أوباما، ولكن الخوض في مثل هذا الوضع المعقد على أثر الحملة الانتخابية يجازف بمماطلة الناخبين الذين هم أكثر قلقا على الوضع في البلاد.

"هناك فائدة في النقاش حول سوريا بدون التوغل سياسيا في هذه المرحلة"، قال ايلان غولدنبرغ، مستشار كلينتون والذي هو زميل أقدم ومدير برنامج الأمن في الشرق الأوسط في مركز الأمن الأميركي الجديد. " ستكون هناك عملية صارمة منا لتقييم كل الخيارات المتاحة أمامنا. إنها أعمق بكثير مما ستحصل عليه في الحملة الانتخابية ولكن غريزتي تقول لي انها سوف تبذل جهدا أكبر."



في حين كانت كلينتون واحدة من المرشحين المؤيدين للتدخل والتي ترشحت للرئاسة في عام 2016، وقالت انها لم تتغاضى عن إزالة قوية للرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة، ودعت بدلا من ذلك الى الانتقال السلمي. وقالت في حوار في شهر ديسمبر انها تدعم إنشاء منطقة حظر الطيران "لإنشاء تلك الملاجئ الآمنة داخل سوريا." وسيكون الهدف محاولة حماية الناس على الأرض على حد سواء من قوات الأسد، التي تواصل إسقاط البراميل المتفجرة، ومن داعش.

وأضافت: "وبطبيعة الحال، لا بد من إزالة التعارض مع الروس، الذين يطيرون أيضا في هذا الفضاء".



لكن كلينتون تهربت من سؤال حول ما إذا كان عدم اتخاذ إجراءات أكثر حزما في سوريا يضر بمصداقية الولايات المتحدة، قائلة في نقاش آخر في وقت لاحق "كقائد أعلى للقوات المسلحة، عليك أن تقيم باستمرار القرارات التي يجب أن تقوم بها."


نوع التدخل الذي تصوره كثيرون - استهداف مقار رئيسية تابعة لحكومة الأسد بعد أن تبين استخدام النظام للأسلحة الكيميائية في عام 2013 - لم تأت ثمارها. وكانت أي شهية للتدخل من أي نوع منخفضة وخاصة بعد غزو الولايات المتحدة للعراق الذي لا يحظى بشعبية كبيرة، وكانت واشنطن لا تزال تعاني من هجوم 2012 على القنصلية الأميركية في بنغازي، ليبيا، الذي قتل فيه أربعة أمريكيين، من بينهم السفير كريس ستيفنز. وقد اضطرت كلينتون للرد على الاستفسارات على الإخفاقات الأمنية التي أدت إلى هذا الهجوم.

 

وقال فورد: أن كلينتون  كانت متزنة تجاه تجربة ليبيا". " مرة أخرى في عام 2012 . فهمت تماما، الحاجة إلى نهج أكثر قوة (في سوريا). وأضاف: أنا لم اسمعها تقول أننا في حاجة الى ارسال الجيش الاميركي". "لكنها فكرت أن هناك أشخاص على الأرض يمكننا مساعدتهم."

عندما جاء الوقت للعمل في سوريا، اختار أوباما مساعدة القوات المتمردة المعتدلة، وبعد ذلك بعام، انطلقت الغارات الجوية لاستهداف مجموعة الدولة الإسلامية.

أوباما ووزير الخارجية جون كيري دعما أيضا شراكة عسكرية مع روسيا للحد من الدور التوسعي للولايات المتحدة في سوريا لسنوات قادمة.

لا يتناول  ترامب كثيرا النزاع في سوريا، لكنه اتهم مرارا وتكرارا إدارة أوباما انها السبب في تنامي جماعة الدولة الإسلامية، والتي في عام 2014 أخذت أكثر من ثلث سوريا والعراق، على الرغم من أن الكثير من تلك الأراضي منذ ذلك الحين قد اُستعيدت. هذا الشهر، اتهم اوباما بأنه "مؤسس داعش"، مضيفا "أود أن أقول أن المؤسس المشارك لداعش هي هيلاري كلينتون الملتوية ".



وقال ترامب انه لا يعتقد أن الأسد هو المشكلة الأكبر في سوريا، ودعا إلى إنشاء مناطق آمنة داخل سوريا للاجئين حتى لا يضطروا إلى الفرار من البلاد.

المراقبون الخارجيون يحذرون من توقع الكثير في قدرة كلينتون لتحويل هذا الصراع، قائلين أن أي عمل في المستقبل قليل ومتأخر جدا.



جو ماكارون، وهو محلل السياسات في المركز العربي في واشنطن العاصمة، يحذر من أن "رهان المعارضة السورية على رئاسة هيلاري قد يكون باعادة وزن خياراتها في عام 2011 و 2012 على توقع حدوث تدخل أميركي في عهد أوباما.

 

علِّق

المنشورات: 46
القراءات: 694321

مقالات المترجم