Your rating: لا يوجد (4 votes)
عدد القراءات: 463

حلب...الهبوط الى الجحيم

الكاتب الأصلي: 
Bethan McKernan
تاريخ النشر: 
1 كانون اﻷول (ديسمبر), 2016
اللغة الأصلية: 

 

فرنسا تُحذر : " حلب  قد تشهد واحدة من أسوأ المجازر منذ الحرب العالمية الثانية."

إنها " رائحة الدم " هذا ما قاله أحد الأطباء في المناطق المحاصرة، بالتزامن مع تصعيد قوات الأسد لحملتها الوحشية الأخيرة قبل تغيير الإدارة الأمريكية.
تَختبر حلب " الهبوط الى الجحيم" في خضم تحذيرات تقول أنه من الممكن أن تشهد المدينة واحدة من المجاز اﻷكبر منذ الحرب العالمية الثانية، بينما تستمر قوات الرئيس اﻷسد بهجومها الوحشي على المدينة، وذلك بعد أربعة أشهر من الحصار وحملة قصف هائلة أدت إلى تدمير شرقي حلب المسيطر عليها من قبل التمرد، وفرار الآلاف من المدنين عبر خطوط المواجهة هرباً من محاوﻻت اﻷسد القضاء على متمردي المدينة.
لقد شرّد التقدم الواسع للجيش السوري المدعوم من الروس والميليشيات المتحالفة معه الآﻻف  من السكان، حيث قالت اﻷمم المتحدة "لقد بقي السكان حائرين أين سيتجهون طلبا للأمان ، بينما  يشتد القتال بوتيرة أسرع"ويحاول المتمردون المحافظة على اﻷحياء اﻷساسية. وعلى الأرجح  فإن الرقم الفعلي لهؤلاء الذين فروا إلى مناطق الحكومة أعلى بكثير.

يوم اﻷربعاء، عقد مجلس اﻷمن التابع للأمم المتحدة اجتماعاً طارئاً في نيويورك لمناقشة اﻷزمة اﻻنسانية. وقد حذر رئيس الاجتماع -سفير فرنسا في اﻷمم المتحدة- فرانكويس ديلاتري قائلاً :
" لا يمكن أن تبقى فرنسا وشركائها صامتين في وجه ما يمكن تسميته بالمجازر اﻷكبر للسكان المدنيين منذ الحرب العالمية الثانية".  في الوقت نفسه زعمت روسيا أن الضربات الجوية التي يشنها النظام والهجوم البري على شرقي حلب يهدف إلى " تحرير " المنطقة.
و كذلك أخبر الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية ايغور كانشيكوف الصحفيين أن :
" نصف اﻷراضي في أجزاء شرقي حلب احُتلت من قبل الميليشيات في السنوات اﻷخيرة"  وأكد : "اﻷكثر أهمية هو أن أكثر من ٨٠ ألف  سوري قد تحرروا، بينهم عشرات الآﻻف من اﻷطفال. وتلقت أعداد كبيرة من هؤلاء  ولأول مرة الماء والطعام والعناية الطبية من المراكز اﻻنسانية الروسية." وتابع يقول : " إن نظرائنا الغربيين يظهرون عمىً مفاجئاً عندما جاء وقت تقييم الوضع الحقيقي في حلب."

ومن طرفهم، أدان الناشطون على اﻷرض ما يرونه صمتاً مستمراً من السياسيين الغربيين في وجه ما وصفه المتحدث باسم برنامج الغذاء العالمي كـ "هبوط بطيء إلى الجحيم." وقال الدكتور عبدول، أن الخدمات الطبية في حالة انهيار تام - كان هناك ٣٠ دكتور تقريبا في شرقي حلب غادروها -  وكانت تصارع للبقاء ومتابعة مهامها.
وأرسل آخر صورا لـ الاندبيندنت، لِما قال عنه أجساد مصابة بجروح لا تزال ملقاة في الشوارع. وأيضا أرسل وسيم زرقا -وهو أستاذ وناشط مع المتمردبن-  تسجيلات عبر الواتس آب للصحفيين يوم الثلاثاء، قال فيها: بينما تعمل المعارضة ﻻستيعاب المئات من العائلات الهاربة  من المناطق التي استردها النظام بسرعة، فإن ثلاثة أضعافهم يشغلون بعض اﻷبنية، وأن مصير أعداد كثيرة من هؤلاء الذين عبروا إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة أو الذين يمكثون في المناطق التي استردها الجيش السوري في أحيائهم غير معروف.
وأكد وسيم،  انه شديد القلق على مصير شخصين تم اعتقالهما، ويعرفهما جيدا. " آ؟مل أن يكونا على ما يرام، لكنني لست متفائلا حولهما اﻵن" كما قال.
الخوف من اﻻعتقال واﻻستجواب من قبل الجيش او المخابرات  او الشرطة السرية ذائع الصيت، وهذا كان واحداً من العوامل الرئيسية لبقاء ٢٥٠ ألفاً من سكان شرقي حلب فيها دون أن يغادروها، بالرغم من حضّ كل من النظام وروسيا المقيمين على المغادرة إلى مكان آمن وأن عليهم فعل هذا.
وأيضاً استمر الموت الذي يأتي من السماء، كما أعلن رجال الخوذات البيضاء "من جديد الضربات الجوية - التي تلقي البراميل المتفجرة - طوال الليل وطيلة يوم الثلاثاء. سقط ١٠ قتلى بسبب الشظايا"
وقال المرصد السوري لحقوق اﻻنسان الذي يتخذ من بريطانيا مقراً له، أن العدد اﻻجمالي للقتلى من المرجح أن يرتفع وكذلك  هناك أعداد من الجرحى والمفقودين.
وتعتبر حلب أكبر المدن السورية سكاناً، وكذلك مركزاً اقتصادياً حيوياً، وقُسمت الى قسمين : قسم غربي تحت سيطرة الحكومة، وقسم شرقي تسيطر عليه قوى التمرد منذ عام ٢٠١٢ .
وعُرفت حلب بـ ( جوهرة سوريا) وكانت ميداناً للمعارك الأكثر وحشية على مدى خمس سنوات من الحرب الأهلية.

إن استعادة المدينة سيكون نصراً عسكرياً ومعنوياً للأسد، يمكّنه من الانتقال الفعلي ِلمن يسمون بالمتمردين المعتدلين من المدن في سوريا، والذين يتمركزون في الجنوب والشمال من البلاد.
تحدث مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا  من بروكسل، السيد ديمستورا بأنه لا يستطيع أن يقول إلى أي مدى بمقدور المتمردين أن يصمدوا ضد هجوم ضخم وجديد. " هذا تصعيد عسكري ولا أستطيع أن أخبركم كم من الوقت بمقدور شرقي حلب الصمود."،  وقد أخبر البرلمان الأوربي. " يبدو أن هناك زيادة مضطردة في الحركة على الجانب العسكري."
لقد صعدت موسكو ودمشق من حملتهما من أجل إنهاء المعركة في حلب قبل أن يشغل الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب مكانه في البيت الأبيض 21/01/2017 ، وقد أعاد التأكيد على هذا أحد المسؤولين البارزين في الحكومة السورية الثلاثاء الماضي.
تقول تقديرات الأمم المتحدة أن العدد الإجمالي التقريبي الذي خلفه الصراع السوري حتى اليوم، بلغ 400 ألف قتيل، و نزح أكثر من نصف سكان البلاد من بيوتهم.
 

علِّق

المنشورات: 14
القراءات: 39048