محمد سماحه يكتب : - شُفت يا عم ’’إسلام بحيري’’ أتسجن . . ياله في داهية. - يا راجل حرام عليك . . هو أي حد تنويري هيدعو لتجديد الخطاب الديني لازم يتحبس بتهمة الإجتهاد - لا الموضوع مش كده يا برنس .... الموضوع أنه يستحق الحبس علشان جريمة تانية - طيب يتحبس ليه ؟ - هقولك - قول نفسي اعرف . - شوف يا سيدي ... الحكاية بدأت من سنة 1260 لما سيف الدين قطز هزم التتار . - إيه يا عم علاقة ده ’’بإسلام بحيري’’ ؟ - منا جايلك في الكلام ... لو سمحت أسمعني للآخر ومتقاطعنيش . - طيب لما نشوف أخرتها ! - بعد هزيمة التتار في عين جالوت إنسحبوا لبلاد فارس وفي الفترة دي ومن قبلها بشوية كان في تتار كتير دخلوا الإسلام وكان منهم قائد عظيم تتاري اسمه ’’بركة خان’’ المهم بعدها بحوالي 40 سنة جه ملك تتاري اسمه ’’قازان’’ علي رأس جيش كبير من التتار الفُرس علشان يغزو الشام ويدخل دمشق ’’قازان’’ كان داهية وحب يفرق جيش المسلمين المكون من جنود مصرية وشامية ’’قازان’’ أشهر إسلامة وسمي نفسة ’’محمود غازان’’ وبعت رسالة للخليفة العباسي (الشرفي) في بغداد وكان اسمه ’’المستنصر’’ يعلن له أنه سيحارب تحت راية خلافتة !! وأستمر ’’محمود غازان’’ بالزحف والتقدم نحو دمش لغزوها !! وطبعاً جنود التتار أعلنوا دخولهم الإسلام بأمر من قائدهم ’’محمود غازان’’ وبالطبع إعلان ’’غازان’’ إسلامه لم يكن سوى حيلة لتشتيت معسكر المسلمين وإضعافه والتطور المهم والخطير ده آتي ثمارة وإدى إلى إضعاف معنويات المسلمين، وإلتباس الأمر عليهم، فصار كثير من المسلمين يرون أنه لا داعي لمقاومة التتار ما داموا قد أصبحوا مسلمين، وبأنه لا فرق بين التبعية للمماليك أو التتار خصوصا وإن ’’محمود غازان’’ بدأ حرب نفسية ودعائية وفضل يبعت جواسيس ينشروا بين جنود الشام ومصر دعاوي حُرمة قتال جنود التتار المسلمين وكان محور كلامهم بيدور حول الحديث الشريف ’’إذا إلتقي المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار ’’ - رغم إننا بعدنا أوي عن موضوع حبس ’’إسلام بحيري’’ ... لكن هنا في سؤال: إيه المشكلة إن التتار يدخلو الإسلام؟ - المشكلة إنهم كان ليهم إسلامهم الخاص !! - بمعني ؟ - بمعني انهم الصلاة عندهم مرتين بس في اليوم !! وده مش كسل .. لا همه قرروا إنهم يصلو مرتين بس ومفيش حج ومفيش زكاة ومعندهمش مشكلة من اللي بيشرب خمر مثلا وهكذا !! بس يا سيدي وهزموا المماليك ودخلو دمشق سنة 1299 وإستباحو المدينة وعاثو فيها فساداً وعملو مذبحة عامة !! في الفترة دي مين كان موجود في دمشق ؟ - مين ؟ - عالم مشهور عمرة 37 سنة أسمه ’’ أبن تيمية ’’ ابن تيمية شاف إن جنود المسلمين خارت قواهم وضعفت عزائمهم من حيلة جنود التتار بدخولهم الإسلام !! أبن تيمية أصدر فتوي بوجوب قتال ’’جيش الطاغوت’’ حتي وإن قالوا بالشهادتين (اللي همه التتار) أبن تيمية أصدر فتوي برِدّة جنود جيش التتار ووجوب قتلهم وسماهم ’’الفئة الممانعة’’ أو المانعة (يقصد مانعة لإقامة حدود الله وشعائرة.... صوم , حج ... الخ) وقال ابن تيمية إنهم يقتلون المسلمين ويستبيحون الأعراض والنهب والسلب وينطقون بالشهادتين لخدعة المسلمين وقال كلمته الشهيرة ’’لو رأيتموني في هذا الجانب (جانب التتار) وفوق رأسي المصحف فأقتلوني’’ ومن هنا جاءت فتوي تكفير جيوش تنطق بالشهادة (فتوي زمانية مرهونة بظرف تاريخي) ومن هنا ظهر مصطلح ’’جند الطاغوت’’ و ’’جيش الرِدّة ’’ وبعدها بـ 4 سنين أنتصر المماليك ومعاهم أبن تيمية عليهم في معركة سهل شقحب 1303 م - ياااه . . يعني حكاية جيش الرِدة وجند الطاغوت دي كانت علي التتار اللي دخلو دمشق ؟ - آه والله شفت بقي .... ويجي اليومين دول داعشي (شيطان) يمشي علي قدمين يضحك علي (جاهل) يمشي علي قدمين ويقتطع الفتوي من سياقها التاريخي ومن ظرفها الزماني ويُنزلها علي أي جيش مسلم ويقنعه أنه يقتل ويفجر ويدبح بفتوي شيخ الإسلام وكله في سبيل الله - ابن تيمية كمان أصدر فتواه الشهيرة بأن ’’المجاهر بالنية يستتاب وأن أصر يقتل’’ والمجاهرة بالنية دي كانت فعل التتار مدّعي الإسلام والجواسيس المرجفين اللي بيندسوا وسط جيش المسلمين وعاوزين يأكدوا دخولهم الإسلام (كخدعة وكحرب نفسية) فينطقو النية للصلاة بصوت جهور وعالي وسط المسلمين من منطلق (يكاد المُريب أن يقول خذوني) - يعني فتوي قتل الذي يُصر علي المجاهرة بالنية كان مقصود بيها التتاري اللي بيجي يصلي وسط جيش المسلمين فبيعلي صوته بالنية علشان يلفت أنظار الناس وكأنه بيقولهم أنا أسلمت أهوه . . خافوا بقي ومحدش يحاربني في المعركة ؟ - أه . . وبنفس الطريقة يجي واحد أفاك (شيطان) يمشي علي قدمين زي ’’إسلام بحيري’’ وينتزع الفتوي دي من سياقها الزماني وظرفها التاريخي وميحكيش للناس السياق الكُلي العام اللي يخليك تفهم عِلة الفتوي من فهمك للحال العام ويجي إسلام يحكي الفتوي (مبتورة) لوحدها لمجموعة من (الجهلاء) من النوعية اللي لا هتقرأ ولا هتأصل ولا هتتثبت ويقولهم ’’شوفو أبن تيمية الإرهابي . . أصل العنف والتكفير ؟ أحرقوا كتب ابن تيمية .. أحرقوا كتب التراث .. أبن تيمية بيقولك لو جارك بيصلي جنبك الجمعة سمعت صوته في النية أقتله . . شوفتوا الإرهاب ؟’’ واطعن بقي وهرتل واشتم في كتبة التراث . - انا كده فهمت ليه فتاوي ابن تيمية لما نقرأها أنهاردة دون معرفة الحال والسياق العام تبان أنها فتاوي مجنونة لانه إجتهد في سياق جنون عصرة - الله يفتح عليك . . أنت كده فهمت .. وبكده هتفهم إن ’’ إسلام بحيري’’ المفروض يتحبس بجريمة (النصب) بإجتزاء النصوص والتدليس علي عقول العوام من الناس بإخفاء الظرف الزماني الشارح والمبّرِر لكل فتاويه مش علشان هو مجدد أو مجتهد وبيزدري الاديان وحاجة أخيرة هقولهالك : أي خبر ينتزع من سياق الحال التاريخي الشارح له ويطرح علي عقول العامة في زمان آخر غير زمانه بالضرورة الطرح ده هيخلف تطرّفين . . ( طرفي نقيض) ... والحق دائماً يقع بين تطرّفين.