حول الكتاب:
الصراع داخل المجتمع المسلم حول مصدر الشرعية السياسية وطبيعة النظام السياسي الأفضل مستمر منذ بدايات القرن الثامن عشر الميلادي، مذ أن بدأ السلاطين العثمانيون...
الناشر | تاريخ النشر | الكاتب | ترجمة | الرابط الأصلي للمادة |
---|---|---|---|---|
N24 | 20 كانون الثاني (يناير), 2016 | Sophie Lübbert | أنس الزيتاوي | اضغط هنا |
العنوان الأصلي:
فتاة تعمل في مساعدة اللاجئين تطلق ما بداخلها قائلة : " لم أعد أحتمل المزيد"
حصلت إحدى الأخصائيات الاجتماعيات على وظيفة في مركز للاستقبال الأول للاجئين في مدينة هامبورغ وهذا ما أسعدها، وكان في نفس الوقت سبب خيبة أملها .
إنني أعمل منذ خريف عام 2015 في مجالي المهني بوظيفة ثابتة في مركز هامبورغ للاستقبال الأول للاجئين. بصراحة لقد قدمت الطلب بنفسي لهذه الوظيفة لأن هذا بالفعل ما كنت أرغب القيام به . وعندما حصلت على ورقة القبول المبدئي للوظيفة في صندوق البريد كدتُّ أن أطير من فرحي، وأخيرا أستطيع تقديم المساعدة ليس فقط نظرياً، وإنما أيضا أصبح بإمكاني فعل ما هو عملي وملموس للاجئين.
ذهبتُ في اليوم الأول للعمل وأنا في أفضل مزاج. لقد كنت مرتبكة نوعا ما وهذا طبيعي فأنا في اليوم الأول للعمل ولكن ماعدا ذلك كل شيء كان جيد بالنسبة لي. كان الزملاء في العمل مندمجين ولطفاء جدا مع اللاجئين الذين لم أدخل منذ البداية باتصال مباشر معهم، ومع ذلك كنت مرحبة بكامل الحماس للدخول في هذا المجال ووجدت كل شيء رائع.
" سيكون كل شيء هنا عظيم" هذا ما ظننته . في الأيام التالية شعرت بأن حماسي هذا في العمل قد تلاشى، فوجدت نفسي مسؤولة عن 1500 لاجئ، إيجاد لهم مكان للإقامة حيث كنت أنا المسؤولة عن المحادثات الاجتماعية، حل جميع مشاكلهم الاجتماعية، دعم ومتابعة مسار طلبات اللجوء بالإضافة لتثبيت مواعيدهم الطبية عندما يحتاجون ذلك.
في ذلك الوقت جاء أول بضعة لاجئين إلى مكتبي الذي سأدير فيه المحادثات الاجتماعية، وبعد أول بضعة زيارات من قبل اللاجئين لاحظت الفرق الواضح بين تصوري الذهني الإيجابي جدا والمثالي حول اللاجئين وبين الواقع.
بالطبع يجب علينا عدم التعميم على جميع اللاجئين، فالكثير منهم لطفاء جدا، شكورون جدا. طيبو التعامل و سعيدون كثيرا لوجودهم هنا. ولكن بصراحة 90 بالمائة من اللاجئين الذين قابلتهم كانوا مزعجين وللأسف لم يكونوا كما كنت أتوقع
سكن وسيارة فاخرة ووظيفة ممتازة:
أولا : الكثير منهم متطلبون لأبعد الحدود. يأتون إليّ ويطالبونني بتأمين لهم شقة وسيارة فارهة ومن الأفضل كذلك وظيفة ممتازة، لأن هذا واجبي ولأجل هذا أنا أجلس هنا وهم إلى هنا وصلوا. وعندما أرفض أو بالأحرى عندما أحاول أن أوضح لهم أن هذا غير ممكن يغضبون ويرفعون أصواتهم بعدوانية. أحد الأفغان هدّد بقتل نفسه، وبعض السوريين ومجموعة من الأفغان قالوا أنهم سيضربون عن الطعام إلى أن أساعدهم بتغيير مكان الإقامة . وإحدى زميلاتي من أصول عربية صرخوا عليها بأننا سنقطع رأسك. لمثل هكذا أمور كانت تأتي الشرطة أكثر من مرة في الأسبوع
ثانيا :غالبا ما يقدمون معلومات غير موثوقة أبدا، يأتون إليّ ومعهم الأوراق ويحكون حكاية لا تمت للواقع بصلة. ويصرُّون على كذبهم وقد تأكدت مرة عندما تحدثت مع زملائي حول ذلك فكانوا غالبا ما يخبرونني أن هذا الشخص حضر لديهم سابقا وروى رواية مختلفة تماما . على سبيل المثال أتاني أحد الأشخاص الذي كان يحمل قرار ترحيله ويريد أن يعرف ما الذي سيحدث وشرحت له ثم ذهب ليعود بعد فترة وجيزة لإحدى زميلاتي ويُريها أوراق ثبوتية جديدة باسم مختلف ويقول لها بأنه هذا الشخص . لم يتم سحب البطاقة الشخصية منه وإنما فقط تم نقله لمخيم آخر.
ثالثا : نادراً ما يلتزمون بوعودهم واتفاقاتهم . فأنا مهمتي تثبيت وتأكيد المواعيد الطبية وجميع اللاجئين يجب عليهم إجراء فحوصات طبية أساسية تشمل صور أشعة ولقاحات وفحص طبي شامل ولكن الكثير منهم يريدون الذهاب لأطباء آخرين كطبيب الأسنان أو طبيب الجراحة العظمية. وبالتالي أضطر لإجراء مواعيد أخرى وعندما يحين الموعد يختفون ولا يأتون وهذا غالبا ما يثير غضب الأطباء ويجعلهم يطلبون مني عدم تأكيد الكثير من المواعيد ولكن ماذا علىّ أن أفعل ؟ فلا أستطيع رفض طلب الحصول على موعد فقط لأنني أتوقع بأن طالب الموعد قد لا يظهر.
مشاكل النساء:
ورابعا وهذا كان الأسوأ بالنسبة لي: هو سلوك بعض اللاجئين تجاهنا نحن النساء. فمن المعروف أن النسبة الأكبر من اللاجئين - بتقديري الشخصي ما يقارب 65 بالمائة أو حتى 70 بالمائة - هم رجال غير متزوجين وبعمر الشباب (حوالي 20 وكحد أقصى 25 عام).
وجزء منهم لا يحترمنا نحن النساء أبدا ولا يأخذ أي شيء من قِبلنا بجدية. وكوني امرأة فعندما أقول لهم شيئا أو أود أن أعطيهم البطاقة الشخصية لا يديرون لي بالا وكأن ما أقوم به غير مهم ثم يذهبون مرة أخرى لأحد الزملاء الذكور للاستفسار عن ذات الشيء . كانوا ينظرون لنا كنِساء بنظرات فيها نوع من الازدراء أو نوع من التطفل والحِشريّة. كانوا يصفرون، ينادون بعضا ثم يتكلمون بلغتهم ما لا نستطيع فهمه ثم يضحكون بسخرية . كان هذا حقا مزعجا جدا بالنسبة لنا . وذات مرة قام أحدهم بالتقاط الصور لنا بهاتفه الذكي بدون إذن. حتى ولو اعترضت إحدانا على ذلك . وأخيراً في إحدى المرات كنت أصعد على أحد السلالم لاحظت بضعة رجال يسيرون ويصعدون خلفي ويضحكون كل الوقت - أتوقع أنهم كانوا يسخرون مني - ويتكلمون عني .
في الأسابيع الأخيرة حدث الأسوأ :
زميلاتي قلنَ لي بأنه يحدث معهم أيضا شيء من هذا القبيل ولكنهن أضفنَ بأننا لا نستطيع فعل شيء حيال ذلك . وأن هذا ينتمي لطبيعة عملنا . وأن الأفضل تجاهل هذا الشيء وعدم الاكتراث له وهذا ما فعلته بالفعل. صرت أسير للأمام عندما يصفر أحدهم خلفي أو يناديني من الخلف. صرتُ لا أقول شيئا ولا حتى ألتفت إليهم كي لا يتحرشوا بي بشكل أقوى وكي لا أعطي لهم شعورا أن معاكستهم لي تؤلمني أو تؤثر بي. ولكن للأسف هذا لم يجدي نفعا، فالتحرشات دائما تصبح أسوأ وبصراحة خاصة في الأسابيع الأخيرة حيث تزايد عدد الرجال القادمين من شمال أفريقيا، من المغرب، تونس ومن ليبيا كانوا يأتون للمؤسسة بعدوانية وعنف . هنا لم أعد أستطع التجاهل وقمت بردهم وإيقافهم عند حدهم كي لا يتمادوا أكثر.
لقد بدأت بتغيير طريقة لباسي . أنا فتاة أحب ارتداء الأشياء الضيقة نوعا ما ولكن هذا لم يعد ممكنا أصبحت أرتدي البناطلين ذوات القصة العريضة والقمصان المحتشمة، وأصبح استعمالي للمكياج قليل جدا وفي معظم الأحيان أستعمل المكياج المخفي، ولم أغير فقط مظهري كي أحمي نفسي من هذه التحرشات وإنما غيرت أيضا سلوكي. فعلى سبيل المثال كنت أتجنب السير في منطقتنا في تلك الأماكن التي غالبا ما يتواجد بها رجال عزَّاب. وعندما يتوجب عليَّ فعل ذلك أحاول أن أسير بسرعة وعدم الابتسام لأحد حتى لا يفهمني بشكل خاطئ . ولكن غالبا ما أبقى في مكتبي وعندما تتاح لي بالفرصة أبقى فيه طوال النهار. ولا أستقل المواصلات العامة للذهاب من وإلى عملي لأن مؤخرا تمت ملاحقة ومعاكسة إحدى زميلاتي من قبل بعض الشباب حتى وصلت لمحطة القطار وهذا ما أنا بغنى عنه فلذلك آتي إلى العمل بالسيارة .
أنا أعرف أنا هذه تصرفات احترازية شديدة؛ تغيير طريقة ملبسي وتجنب بعض الأماكن والقدوم بالسيارة وأجده فظيع جدا أن أضطر للقيام بكل هذا ولكنني مجبرة على ذلك فما هو الحل البديل؟ .أن أدع الكل يحدق بي وبطريقة لباسي ؟ هذا غير مقبول.
لم أتوقع يوما مساعدة كبيرة من جانب المسؤولين لا بهذه الأمور ولا بالمشاكل الأخرى. لا من مكتب الداخلية ولا من مكتب المهاجرين واللاجئين. عندما يتصل بهم شخص ما غالبا لا يردون على الهاتف. بالنسبة لي لم يعد أمامي سوى خيار الاستقالة ولكن دائما أحكم عقلي وأستبعد هذا الخيار فأنا أحب زملائي كثيرا وأحب أطفال اللاجئين بالإضافة أنني كنت سابقا مقتنعة تماما بهذه الوظيفة وبما فيها . ولكنه صعب للغاية عندما أنصدم بأن كل شيء مختلف عما كان يتخيله المرء فأعود وأقول أن الاستقالة هي الحل المقبول. في الوقت نفسه أفكر في نفسي أن الكثير من الزميلات وحتى الزملاء يرغبون أيضا بالاستقالة لأنهم لم يعودوا يحتملوا كمية الأخطاء التي تحدث وليس بوسعهم فعل أي شيء . وأكون صادقة جدا عندما أقول " أنني أيضا لم أعد أحتمل المزيد"
التعليقات
كل هاد الكلام غير مستبعد أبدا
رابط المقال يوجد في الأعلى في
معقول
Naes
كل ما لها عم تنضف بلدنا...
فتاة تعمل في مساعدة اللاجئين تطلق ما بداخلها قائلة : " لم أعد أح
رد ع الكذب
رد على لاجئ
صحيح
مش سوريين
لاحول ولاقوة الا بالله
مجرد تساؤل..
شباب سوريه للاسف تضيع انتبهوا يااحبائي
باع ب
عار
حسبي الله
اسف من اجل الانسه صاحبت الموضوع وارجو منهاتقبل اعتزاري الشخصي له
نعم فيهم الكثير من قليلون الأدب وخاصه من المغرب وليبيا لاأدري ما
نعم فيهم الكثير من قليلون الأدب وخاصه من المغرب وليبيا لاأدري ما
لاجئين
التعليق علي موضوع المرشده الاجتماعيه والاجين
كل إناء ينضح بما فيه
هاد الشي غير مقبول لاننا نحن
لاجديد
تركو البلاد للشيعة
مترجم من وين؟؟ وين الرابط
تعليق
كلام مبالغ فيه
شي يهوي
صحيح
comment
للاسف مات الدين مع هل عالم
ناشطة المانية متطوعة
ممكن ولكن هناك تضخيم
أبن مصدر الخبر
من الوارد حدوث هذا
المقال
أوضعنا
لاجئين فايق ستار
مآساة المواطن العربي السوري الشريف
ياجماعة كلو كذب بكذب العالم
اختلط الحابل بالنابل
التعليق على المقال
حسبن الله ونعم الوكيل
كلام منطقي
اريد ان اضف كومنت
رد
كذابة , عنصرية متلها متل
مش مقتنع
كلام فاضي
الصفحات
علِّق