عدد القراءات: 5973

النفط والسياسة...وداعش

تعاني روسيا من انخفاض قيمة الروبل بشكل كبير، مما أدى لانخفاض أسعار الأسهم في اسواقها، واحتياطيات البنك المركزي من العملة الصعبة تتقلص بشكل مطرد، مما زاد من المخاوف لدى رجال الأعمال فبدأ رأس المال بالفرار الى خارج البلاد، وعائدات التصدير في وصلت الى أدني مستوى لها، كما أن الاستثمارات الأجنبية قد جفت بشكل شبه كامل. وقامت وكالات التصنيف الائتماني الدولية بتخفيض تصنيف السندات السيادية لروسيا الى درجة "غير مرغوب فيها". كل هذا ينبع إلى حد كبير من انكماش عائدات النفط والغاز (التي تمثل 68 في المئة من إجمالي عائدات التصدير في روسيا و50 في المئة من واردات ميزانيتها-الاتحادية). لكن من جهة اخرى ونتيجة لانخفاض أسعار النفط والغاز، قررت شركة شيفرون الغاء عقد استكشاف الغاز في اوكرانيا وقيمته 10 بليون دولار وذلك تحسباً لنقص مواردها، واوكرانيا كانت تعتمد على هذا العقد لتخفف اعتمادها على الغاز الروسي، بالتالي بات على القيادة السياسية في أوكرانيا ان تفكر في إعادة صياغة سياستها المعتمدة تجاه روسيا.  وكلما انخفضت أسعار النفط كلما قل الاستثمار في اكتشاف مصادر جديدة للطاقة، حيث قدرت شركة غولدمان ساكس ان حجم الاستثمارات التي ستلغى في هذا المجال تقدر بترليون دولار، كما ان كافة أبار النفط مرتفعة تكلفة التشغيل ستغلق، وبالتالي الكثير من الشركات العالمية في قطاع الطاقة وقطاع معدات استكشاف واستخراج النفط وقطاع شركات المقاولات والخدمات النفطية ستتأثر بشكل حاد. كما ان الاستثمار في قطاع الطاقة النظيفة (الرياح -الشمس. الخ) سيصبح دون جدوى اقتصادية. وفي ضوء توتر العلاقات الروسية الأوروبية والغاء خط تدفق الغاز الجنوبي غازبروم، عبر البحر الأسود، وفي ظل الأزمة الأوكرانية، فان الصين وروسيا ستجدان مصلحة متبادلة فيما بينهما لتغطية احتياج الأولى للطاقة، والثانية لأسواق تصريف لنفطها وغازها، وبالتالي سيدفعهما لاتباع سياسات متقاربة. ومن اثار انخفاض اسعار النفط هو انخفاض الايرادات المتاحة لداعش والتي يقدر الخبراء ايرادها اليومي منه هذه الفترة في حدود 300،000 دولار، مقارنة بقيمة ايرادات كانت تقدر بين 1-2 مليون دولار يومياً في العام 2014، هذا لن يؤدي الى نهاية داعش لكنه بالتأكيد سيسرع في ذلك. كما أن انخفاض ايرادات النفط في فنزويلا، أدى لانكماش في قدرتها على تمويل حلفائها ومنهم كوبا، التي لحظت هذا الموضوع ودفعت باتجاه التقارب مع الولايات المتحدة الأمريكية. كما أن العقوبات الغربية على إيران وانخفاض أسعار النفط، جعلها تستبدل سياسة المماطلة في مفاوضاتها حول ملفها النووي مع مجموعة الخمسة زائد واحد، بسياسة أكثر جدية

علِّق