نشرت في .May 14, 2016
الناشر تاريخ النشر الكاتب ترجمة الرابط الأصلي للمادة
upi 9 آيار (مايو), 2016 Maher Saman Ayman Mohammad عبد الله ضباب اضغط هنا

 

لعقود عديدة، كانت معظم وسائل الإعلام السورية أداة دعائية في يد النظام السوري. ولكن في عام 2011،  وجدت الصحافة المستقلة طريقها إلى سوريا في ظل الانتفاضة ضد الرئيس بشار الأسد.

يقول صحفيون في المعارضة السورية أو المناطق التي يسيطر عليها الثوار أنه يتم مراقبتهم و ترهيبهم بقسوة، وأحيانا على النحو الذي كان في ظل نظام بشار الأسد.
في هذه المناطق التي تم فيها إخراج الحكومة كان العديد من السوريين عبروا عن أملهم في أن الانتفاضة السورية ستجلب كل أنواع الحريات، بما في ذلك حرية الصحافة. ومع ذلك، فقد تم التعامل مع تلك الآمال بهجمة قاسية خلال السنوات القليلة الماضية.

الصحفيون في المناطق التي تسيطر عليها مجموعة واسعة من جماعات المعارضة والثوار- تتراوح بين فصائل المعارضة الوطنية والإسلامية، بما في ذلك الجماعات الكردية العرقية والجماعات الإسلامية مثل جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة، والدولة الإسلامية – يقولون أحيانا أنهم يختبرون درجة مختلفة من التدخل والترهيب العنيف أحيانا.


 

في جنوب سوريا، على سبيل المثال، عشرات من فصائل المعارضة المسلحة تسيطر على أراضٍ مبعثرة ولكن متشابكة والصحفيون الذين يعملون هناك يقولون إن هناك الكثير من التوتر بين هذه المناطق.

في محافظة درعا الجنوبية، على سبيل المثال، حيث أدى القتال العنيف في عام 2014  إلى وضع أكثر استقرارا كلما سيطرت الفصائل الحاكمة أكثر، كانت هناك تقارير عن مقتل عدد من الناشطين الإعلاميين.

- في النصف الثاني من عام 2014، اغتيل ناشط إعلامي يدعى أحمد المسالمة، برصاص مسلحين مجهولين في درعا.

- بعد وقت قصير، قتل ناشط إعلامي آخر يدعى قيصر حبيب في سرير المشفى في المحافظة، على يد مقاتلين من الفصائل المحلية التابعة للجيش السوري الحر، وهي مجموعة تتكون في معظمها من ضباط وجنود منشقين عن القوات المسلحة السورية العازمين على إسقاط نظام الأسد، بعد أن اشتبك مع المجموعة.

- في منطقة أخرى تسيطر عليها المعارضة في جنوب وشرق الغوطة، وهي ضاحية ليست بعيدة جدا عن دمشق وهي حاليا تحت الحصار من قبل قوات الأسد، "هناك رقابة داخلية بسبب الخوف"، قال محمد وهو ناشط إعلامي محلي طلب أن لا يستخدم اسمه الكامل لأسباب تتعلق بالسلامةرغم عدم وجود رقابة ممنهجة، كما قال، تحاول العديد من الأطراف السيطرة والتأثير على الصحفيين وتوصيف وسائل الإعلام تجاههم.

- في تموز الماضي، قامت إحدى هذه المجموعات، جيش الإسلام (وهو تجمع سلفي وإسلامي مسلح ينشط بشكل رئيسي حول دمشق)  بـاعتقال مواطن صحفي يدعى أنس الخولي واتهمته بالمشاركة في مؤامرة لاغتيال زعيمها. ومع ذلك، كان هناك اشتباه منتشر أن السبب الحقيقي لاعتقاله كان تغطية الخولي للاحتجاجات ضد جيش الاسلام.
- في يناير كانون الثاني عام 2016، واعتقل ناشط اعلامي آخر يدعى عبد المعين حمصي أيضا في الغوطة الشرقية بتهمة "الإساءة إلى الثور،" فقد اعتقل لإعداده تقرير فيديو استطلع باستهزاء آراء الناس حول مستقبل سوريا، مقارناً الرئيس بشار الأسد بأبي بكر البغدادي، زعيم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق و الشام قضى الحمصي بضعة أيام في السجن وفقد وظيفته، في حين تم حظر القناة الإعلامية التي بثت التقرير من في المنطقة. ضرب المسلحون أيضا واحدا من الرجال الذين تمت مقابلتهم في الفيديو.

 

هناك أيضا تقارير عن الرقابة والترهيب في المناطق التي يسيطر عليها الاكراد في الشمال.

- المنطقة الكردية في سوريا لديها تاريخ طويل من النشاط الإعلامي من قبل الثورة في عام 2011؛ وزّع صحفيون محليون صحفاً محظورة انتقدت نظام الأسد وعالجت قضايا اجتماعية وسياسية. في الواقع منذ انفصال منطقة الحكم الذاتي الكردية عن سيطرة النظام،  والأصوات المعارضة في وسائل الإعلام المحلية ليست شائعة كما كانت ذات مرة.

"وسائل الاعلام المحلية، سواء كانت مستقلة أو حزبية، تعمل في صالح السلطات" قال الصحفي مصطفى عبدي، من كوباني، وهي مدينة بالقرب من الحدود مع تركيا التي كانت تحت سيطرة ميليشيا YPG الكردية منذ عام 2012.

وقال عبدي إن القضية الرئيسية التي تعيق عمل الناشطين الإعلاميين في منطقة الحكم الذاتي الكردية هي العلاقة الوثيقة بين وسائل الإعلام والسلطات المحلية والأحزاب السياسية. "وحتى أولئك الذين لا يتبعون أنفسهم رسميا مع أي طرف سياسي معين يقبلون ويدعمون كل ما تفعله السلطات. فهي لا تعالج القضايا الاجتماعية والسياسية، كما هو المفترض أن تفعل".

- أنشأت منطقة الحكم الذاتي الكردية إدارة وسائل الإعلام الخاصة بها، والتي ألغت تراخيص جميع المؤسسات الإعلامية والمراسلين ودعتهم إلى إعادة تقديم طلبات للحصول على تراخيص تحت مجموعة جديدة من القوانين تحدد "مسؤولية السلطات عن تسهيل عمل الصحفيين".

 

ضمن المناطق التي تسيطر عليها ما تسمى الدولة الإسلامية، أكثر خوف الصحفيين هو على حياتهم.

الدولة الاسلامية تحتكر جميع وسائل الإعلام في أراضيها. وقد قسمت المناطق الخاضعة لسيطرتها الى محافظات، كل منطقة لها مكتب إعلامي خاص بها، مسؤولة عن جميع الأخبار والتقارير الصادرة في تلك المحافظة. كما يحظر أي نشاط خارج شبكة وسائل الإعلام الرسمية الخاصة بها وأغلقت القناة الإعلامية الوحيدة بالمعارضة في شرق مدينة دير الزور، وصادرت جميع معداتها.

تعمل بعض وسائل الإعلام الرسمية وشبه الرسمية في (الدولة الاسلامية)، مثل مجلة دابق ووكالة أعماق، والتي تنشر بأربع لغات. وتعتبر هذه وسائل للدعاية على نطاق واسع بدلا من كونها مصادر للأخبار.

على الرغم من أن العمل بشكل مستقل في المناطق التي تسيطر عليها داعش يكاد يكون مستحيلا، بعض الصحفيين المحليين يعمل هناك بسرية. تقارير نادرة جدا قد تخرج من المناطق الخاضعة لسيطرة داعش نبهت الى اجبار الصحفيين لمبايعة داعش على العمل لديه.
يتعين على الصحفيين تقديم موادهم إلى المكتب الإعلامي للدولة الإسلامية قبل إرساله إلى أي مؤسسة إعلامية. يعاقب أولئك الذين يتعاملون بشكل مستقل أو مباشرة مع وسائل الإعلام. وقد تم اعتقال أو قتل بعض الصحفيين الذين تجرؤوا على العمل سراً في المناطق التي تسيطر عليها داعش، في بعض الحالات بعد أن فروا إلى بلدان مجاورة.

على سبيل المثال، قتل المخرج السوري ناجي الجرف في 27 ديسمبر كانون الاول في غازي عنتاب، تركيا، بعد أن هرب إثر توثيق عنف داعش ضد الناشطين في حلب.

 

مقاتلو جبهة النصرة، الذين يتبعون لتنظيم القاعدة في سوريا، انتشروا أيضا في جميع أنحاء البلاد ولهم وجود في معظم المناطق التي تسيطر عليها فصائل المعارضة. سلطة هذه المجموعة على وسائل الإعلام تزداد كلما اتجهت شمالا. سلطتها هي الأقوى في حلب وإدلب، وذلك بسبب وجود فصائل أخرى في الشمال تتشارك العديد من المبادئ الأيديولوجية.

"جبهة النصرة دائما لا يمكن التنبؤ بها"، قال أحمد، وهو ناشط اعلامي من الجزء الذي تسيطر عليه المعارضة في حلب. النصرة تحظر أي تقارير تنتقد أنشطتها أو مضايقتها المدنيين والصحفيين. مضيفاً "يجب على الصحفيين توخي الحذر عند التعامل مع الأخبار المتعلقة بأحد الفصائل المتقاتلة".

في الآونة الأخيرة، عطلت النصرة مظاهرة لإحياء الذكرى الخامسة للثورة في شمال غرب مدينة معرة النعمان، الى الجنوب مباشرة من إدلب، ضربت الناشطين الاعلاميين واعتقلت البعض. وجاء الحادث قبل بضعة أيام من مهاجمة أحد الألوية من معرة النعمان، الفرقة 13، وذلك بهدف دفعهم للخروج من المنطقة كلها. استمرت الهجمات بوتيرة سريعة، مما أدى إلى موجات من المقاومة المحلية العلنية للنصرة.

في وقت سابق من هذا العام، داهم مقاتلوا النصرة مقر راديو فريش في كفر نبل، بالقرب من معرة النعمان، وصادروا جميع الأجهزة واعتقلوا مدير الاذاعة، رائد فارس، ل "خرقه آداب الشريعة " في منشور له على الفيسبوك، فضلا عن بث الأغاني من محطته الإذاعية.

تبني وجهات نظر مختلفة يضع الصحافيين في خطر، لذلك يتظاهر الكثير منهم أن لديه نفس فكر النصرة، حتى يتمكنوا من مواصلة عملهم.

وقال إبراهيم، وهو ناشط من إدلب. أن "الصحافي يجب أن يحافظ على علاقات جيدة مع الفصائل الحاكمةواضاف "انهم ببساطة لا يمكن أن يعملوا كصحفيين إذا لم يفعلوا ذلك."

 

وتتألف المجموعة الإعلامية المستقلة السورية من خمس مؤسسات اعلامية سورية مستقلة تعمل معا لتسليط الضوء على قصص لا حصر لها من البلد الذي مزقته الحرب:

مراسلون عرب للصحافة الاستقصائية، إذاعة روزانا، سوريا بتعمق، سوريا بلا حدود ، مركز توثيق الانتهاكات في سوريا. ويدعم هذا المشروع الإعلام الدولي.

  • Maher Saman Ayman Mohammad

علِّق