صدرت عن دار فضاءات للنشر بعمّان، رواية جديدة للصحفي والروائي السوري المقيم ببلجيكا عبدالله مكسور، حملت عنوان: "طريق الالآم"
إنها التغريبة السورية التي ترويها معجونة بمرارة الفواجع في رواية «طريق الآلام» للروائي السوري عبدالله مكسور
ينتمي النص إلى الرواية السيرية، فهو يحكي تجرية هجرة غير شرعية لشاب سوري هو الراوي الوحيد...
تعقيباً على الحلقة الأولى من ملف " القضية" الكردية في سورية الذي يكتبه للسوري الجديد السيد حسين جلبي (للاطلاع على الملف اضغـــــط هنــــا )
وردنا هذا التعقيب من السيد (*مهند الكاطع)، ونحن اذ نلتزم بنشر ما يردنا من تعقيبات وردود حول هذا الموضوع وسواه، فإننا نثمن هذا الحوار وندعو للمساهمة فيه وتكريس هذه الحالة الصحية في التفاعل
السوري الجديد
------------------------------------------
بداية أتقدم بالتحية للصديق الاستاذ حسين جلبي واشكره على مقاله المتزن الذي يعتبر باكورة الملف الذي ينوي نشره عبر منبر " السوري الجديد" على شكل حلقات أسبوعية، نحو التعريف كما اسماه "بالقضية الكردية في سوريا"
وهنا ليسمح لي الصديق حسين جلبي قبل تسجيل ملاحظاتي على ما وردَ في نص المقال الاول، أن أضع تحفظي كسوريّ على تسمية المطالب التي يطرحها الأكراد "بالقضية" وربما تسميتها "بالمسألة" هو أقرب وأصدق وأكثر طمأنة، وبين المصطلحين فرقٌ دلالي شاسع كما لا يخفى عليه، فالقضية تطلقُ على شعب مسلوبة أرضه ومحتلة من قبل غزاة ومطرود منها ومحروم والقضية تعني حق هذا الطرف وحده في الارض التي يعتبرها لَهُ وحده ، وهذا ينطبق تماماً على القضية الفلسطينية ولا ينطبق على الاكراد السوريين الذين هم جزء من الشعب السوري وقضيته، مع احترام خصوصية ثقافتهم ولغتهم ، في حين أن "المسألة" تكون مطالب ومسائل تحتاج لإجابات يتم التعاون لإيجاد صيغة مناسبة لحلها عبر طاولة المفاوضات بما يضمن الحقوق للجميع واحترام وحدة الوطن السوري للجميع بعيداً عن اي مشاريع قومية لمكوّن دون الاخر .
أما بخصوص المقال فأسجّل بكل تقدير بعض الملاحظات على المقال توضيحاً لبعض ما وَرَد ، وحرصاً مني على أن يأخذ الصديق حسين هذه الملاحظات بعين الاعتبار اثناء مشروعه المرتقب حول كتاب يتناول الموضوع كما علمتُ منه:
١ افتقد المقال لأي إشارات مرجعية ومصادر حتى لو كان عنواناً ، فالمعلومات التي تكون بحجم تقسيم كردستان او أراضي كردية وإلحاقها "اعتباطاً" بدولة جديدة مُحال ان لا تكون مقيّدة بوثائق الدول التي أسست لتقسيم الامبراطورية العثمانية إن صحت تلك المزاعم، ولعلي ألفتُ نظر الاستاذ حسين بأن معاهدة سايكس بيكو كانت تضعُ المناطق والمدن الناطقة بالعربية التي حددها الشريف حسين ومنها ماردين وأورفا وكلس والاسكندرونة وعينتاب ضمن أراضي " الامبراطورية العربية" التي وعد فيها الحلفاء الشريف حسين ، واتفق سايكس ومستر بيكو على ان تكون هذه الولايات تحت مناطق الانتداب الفرنسي ، أما معاهدة سيفر التي انعقدت في آب ١٩٢٠ و التي حددت المناطق ذات الأغلبية الكردية وفق الواقع، فقد أبقت هي الاخرى على هذه المناطق ضمن الولايات الشمالية السورية ، وحددت المنطقة الكردية شمال هذه المناطق، اي شمال الحدود السورية الحالية بأكثر من ١٠٠ كم ، فلا الاتفاقيات الدولية ولا الملاحظات التي سجلها مارك سايكس منذ عام ١٩٠٢م يشير الى مناطق كردية او أماكن استقرار كردية ضمن حدود سورية الحالية، باستثناء قبائل رحّل تستقر في مرتفعات ماردين، وهذه أقرب القبائل لجغرافية سورية الحالية كالكيكية التي يشير مارك سايكس الى انها تنزل الى جغجغ في سهول نصيبين في الربيع وتعود لأماكن استقرارها ، وكذلك قبيلة الملية التي تستوطن ويران شهر " تركيا الحالية" فإنها تأتي في أيار الى راس العين وتصل مراعيها الى جبل عبد العزيز، وفي شمال حلب فنحن نتحدث عن قبائل البرازية المتواجدة قطعا منذ القرن الثامن عشر، وعلى اي حال هذه القبائل كما يصفها ماكس فون اوبنهايم هي بدوية متاثرة بالحاضرة العربية لذلك لها نفس طباعها وتتخذ اللباس العربي والعادات العربية على حد وصف اوبنهايم، ولا خلاف على قدم الوجود الكردي في سوريا بشكل عام سواء في حماة او دمشق او الجزيرة وكلهم نعتزُ بهم وبالعلاقات التي تربطهم وجعلتهم جزء أساسية من ثقافة المجتمع.
٢ بعد انقلاب اتاتورك على اتفاقية سيفر وإتفاقه مع الفرنسيين على اتفاقية لوزان التي سلخت الالوية الشمالية من سورية وضمتها لتركيا وكذلك ألغت البنود ( ٦٢،٦٣،٦٤) الخاصة بكردستان التي حددت حدودها الجنوبية مع سورية كما قلنا وبموجب المادة ٢٧ بحيث كانت هذه الحدود متاخمة لحدود الولايات الشمالية السورية ( ماردين - أورفا - عينتاب) اشتعلت ثورة كردية سنة ١٩٢٥ كان من نتائجها تدمير مئات القرى وتهجير الاكراد، الامر الذي دفع بإعداد كبيرة منهم التوجه للحماية البريطانية في العراق والفرنسية في سورية ، وتورد الوثائق والصحف الصادرة انذاك بأن الفرنسيين شجعوا واستقبلوا هذه المجموعات والقبائل الجديدة من الاكراد والسريان كذلك وحتى ١٥٠ عائلة يهودية كانت استقرت بالقامشلي الحديثة التي بنيت على عهد الفرنسيين ، ومن اهم الشخصيات الكردية المهاجرة التي لعبت دور كبير لاحقا هو حاجو آغا مع قبيلته الهفيركان التي منحته السلطات الفرنسية أراضٍ واسعة، ومنها ناحية قبور البيض وقرى اخرى وتطوع ابناؤه في الجيش الفرنسي، كذلك ساهم الاشوريون المهاجرون من العراق، وتم إسكانهم في تل تمر رغم اعتراض من السوريين انذاك، وتطوعوا في جيش المشرق الجديد ، لكن بقي عرب واكراد وسريان في كتلة الوطنية المقاومة للفرنسيين ومن أشهر الاكراد سعيد الدقوري في عامودا، وهو من الاكراد القدامى وقبل الفرنسيين في منطقة عامودا الحدودية.
٣ قبل الحديث عن تأسيس اول حزب كردي سنة ١٩٥٧ كان يجدر الإشارة الى اول حركة قومية عقدت اجتماعها في بحمدون وهي جمعية خويبون ويتزعمها مؤسسي الفكر القومي الكردي مثل جلادت بدرخان وكاميران بدرخان والاخوان زازا ولاحقا أوصمان صبري وجكر خوين والعديد من الأسماء ، وهم كلهم من الفارين من الاضطهاد الأتاتوركي ، وفي برامجهم السياسية التي تنص على تحرير كردستان من الأتراك يختفي تماماً ذكر شيء متعلق بسوريا ، بل هناك تاكيد على احترام سوريا وحدودها السياسية .
٤ تبرير خلو الادبيات الكردية بعد تأسيس اول حزب من أدنى أشارة لارض كردية في سورية يبدو انه متأخر وغير مقنع ، فحتى ما كان ينشره الأدباء الاكراد والساسة في مجلة هوار الكردية الصادرة من دمشق في ثلاثينيات القرن العشرين في زمن الفرنسيين باللغتين الكردية والفرنسية، كان يخلوا تماماً من هذه التسميات المحدثة في سورية !! فالجزيرة كانت تسمى الجزيرة عندهم، وهذا اسمها منذ ماقبل الفتح الاسلامي وتستطيع مراجعة التراث البلداني والتاريخي سواء عند الواقدي او ابن حوقل او ياقوت الحموي او المقدسي وذلك قبل حتى ظهور العثمانيين بقرون !! حتى كوباني نجد انها في أحسن حالاتها عند المثقفين الاكراد كاوصمان صبري الذي كان يكتب في الثلاثينات منها ويسميها بالكردية كانيا عربان وهي الترجمة الحرفية لعين العرب وقبلها عند العثمانيين ضمن وثائقهم كانت قرية اسمها عرب بينار اي عين العرب . بعبارة اخرى لم يستخدم الاكراد مصطلح كردستان سورية او مناطق كردية قبل الأحداث الاخيرة التي تلت حرب الخليج والغزو الامريكي للعراق وصولاً لاندلاع الثورة السورية.
٥ مسالة دراسة محمد طلب الهلال سيئة الصيت ، نلاحظ جميعنا انها بقيت دراسة لم ينفذ بحمد الله شيء من بنودها الاساسية:
- فالبند الاول : المتعلق بتهجير الاكراد من الحدود والذين قال ان معظمهم مهاجرون الى الداخل السوري وتوزيعهم على الجغرافية السورية لم يطبق منه شيء على مواطن كردي واحد ، وأذكّر بأن العلامة ووزير المعارف السوري محمد كرد علي سنة ١٩٣١م وهو دمشقي جده كردي جاءها من السليمانية ، كان قد زار الجزيرة في آب سنة ١٩٣١ واعد تقريراً عن وضع المعارف والتعليم فيها ، ومن جملة مقترحاته لرئيس الجمهورية انذاك بأان يتم ابعاد جمهرة المهاجرين الاكراد من الحدود وإسكانهم في الداخل السوري ومنحهم أراضٍ لمن أراد الاستقرار في سوريا في الجنوب وحتى في حمص وحماة وحلب !! ورغم هذا لم تجرِ اي عمليات ترحيل !
- البند الثاني : سياسة التجهيل وعدم انشاء مدارس ايضا لم يتم العمل بها ، بل ومنذ عهد الحكومة الوطنية في ظل الفرنسيين وحتى يومنا هذا اغلب المدارس هي في بلدات الشريط الحدودي .
- البند الثالث : اجراء الإحصاء السكاني : هذا الوحيد الذي جرى سنة ١٩٦٢ في عهد حكومة العظم قبل وصول البعث للسلطة وكان قرار الإحصاء هو نزع الجنسية عن جميع سكان الجزيرة البالغ عددهم نحو ٣٤١ الف نسمة ثم منحهم مهلة شهر لإثبات انهم موجودون في سورية قبل عام ١٩٤٥م ولم تتم مساءلة من كان موجودا قبلها اي المهاجرون بين عامي ١٩٢٥-١٩٤٥ ، وذلك لان وتيرة الهجرة ازدادت بشكل هائل بعد عام ١٩٤٥ نتيجة الازدهار الاقتصادي في المنطقة . ومع ذلك انا ضد الإحصاء الذي حدث ونتائجه التي لم تمنح الجنسية الى ٨٥ الف نسمة ، علما ان شهادة تعريف من المختار وشاهدين كانت تعتبر وثيقة كافية لإثبات الوجود ، لكن نتيجة الجهل ورغبة بعض الملاكين بالاستحواذ على الاراضي أقنعوا الفلاحين بان لا يثبتوا وجودهم لكي لا يخدم ابناؤهم بالجيش والغاية كانت سلب أراضيهم !
- البند الرابع : سد باب العمل فهذا كان مسدوداًئء امام جميع السوريين ، اما عدم تمليك الاراضي وتأجيرها فهذا طبق على العرب قبل الاكراد بالمحافظة ولا تزال قرانا جميعها مستأجرة ندفع عليها ضريبة سنوية .
- البند الخامس : التحريض بين العرب والأكراد شغل الأمن الشاغل كما هو التحريض بين الدروز وأهل درعا والعلويين والسنة و تواليك.
- البند السادس: نزع الصفة الدينية من المشايخ الاكراد بقي حبراً على ورق ، وبقي المشايخ الاكراد كبيت الخزنوي هم من يجمع المريدين الجهلة من عرب وكرد حولهم وأصبحوا بدعم من النظام من كبار ملاكي الجزيرة !
- البند السابع : ضرب الاكراد ببعضهم كان اسهل بند تنفذه السلطات المخابراتية ، فهذه حالة قديمة في المجتمع الكردي القبلي مشابهة لما يختلف عليه زعماء العشاير العربية فالواقع مزري على اي وجه ، اما ادعاء بعض الاكراد اصولهم العربية فهذه حالة معروفة بالتاريخ منذ عصر الأمويين، ولعل معظم الزعماء الاكراد كما يشير مارك سايكس وقبله شرف خان البدليسي المعاصر للسلطان سليم الاول كانوا يدعون النسب العربي واعتقد لأسباب سياسية .
- البنود ٨،٩،١٠ الخاصة بوضع عناصر عربية مسلحة مكان الاكراد وتهجيرهم كان يقضي ضمن دراسة الهلال كما لا يخفى على الاستاذ حسين جلبي بان يتم اسكان عشيرة شمر وترحيل الاكراد نحو الجنوب ، وعمليا لا هذا حدث ولا ذاك .. فلا يزال الاكراد على الشريط الحدودي مع عرب المنطقة الأصليين مثل طيء وزبيد والشرابيين ، باستثناء وحيد يتم تضخيمه وربطه بمشروع الهلال الذي هو صدى فقط ، فقد تم منح ٤ الاف أسرة غمرت أراضيها مياه سد الفرات أراضٍ من املاك الدولة سنة ١٩٧٤، وعندما نقول املاك الدولة اي أراضي استولت عليها الدولة منذ الستينات من ملاكين عرب واكراد وجلهم من العرب ، ووزعتها على الفلاحين ومابقي منها بقي باسم الدولة في كل المناطق السورية ، هؤلاء المغمورين موزعين على ٤٠ قرية فقط في الحسكة واكيد وضعهم في الشريط الحدودي كان لغاية سياسية او مقدمة لمشروع سياسي لم يكتمل ، اذ ان هذه النسبة اقل من ٣٪ من مجموع القرى في المحافظة ومجموع المساحات ، وهي كما قلت أراضي لم يتم نزعها من فلاحين ، ولو حصل لكانت مذابح حدثت.
٦ مسالة أعداد الاكراد : لا يوجد بالفعل احصاء رسمي لسكان المنطقة على اسس قومية ، الا ما طرح من دراسات تطوعية شاركت بإحداها أظهرت ان الاكراد يشكلون نحو ٢٦-٣٠٪ من سكان محافظة الحسكة ، وبغض النظر عن دقة هذه النتيجة ام لا ... فان هناك إحصاءات رسمية تحدد عدد سكان كل محافظة وكل ناحية وكل قرية ، اخرها احصاء صدر في ٢٠١١ ويعتمد على سجلات الاحوال المدنية .
- عدد سكان سوريا بموجبه يقترب من ٢٢ مليون
- محافظة الحسكة بعربها وأكرادها وسريانها وأرمنها وجميع مكوناتها ١.٥ مليون
- عين العرب بقراها ونواحيها العربية والكردية ٢١٠ الف نسمة .
- عفرين بعربها وأكرادها نحو ١٩٠ الف نسمة
فإذا كان عدد سكان هذه المناطق الذي يشمل العرب والأكراد وغيرهم هو دون ٢ مليون ! فكم سيكون عدد الاكراد اذا أضفنا عليهم سكان حي الاكراد في دمشق واكراد حي الأشرفية والجميلة في حلب؟
اخيراً : هل هي كردستان سورية ام غربي كردستان ام روجافا ؟
هذا السؤال الذي يطرحه الاستاذ حسين في ضوء ما تقدم شرحه فيه مغالطة تاريخية وسياسية ايضا وعدم أخذ بعين الاعتبار ايضا المكونات الاخرى الغير كردية من سكان المنطقة الأصليين . رغم ان الاستاذ حسين ينقل ما يعتقده مطلقوا تلك المصطلحات ، وكلامي موجه لهم بطبيعة الحال.
هذه المناطق المنفصلة بعضها عن بعض جغرافيا ليست كتلة واحدة، ولا يشكل فيها الاكراد ايضاً وحدة متجانسة او مستقلة ، إذ يتقاسمون فيها التعايش مع المكونات السورية الاخرى ، لذلك أسماءها القديمة الأصلية هي ما يجب ان تُسمى به فقط :
الجزيرة السورية ( الحسكة) ، الريف الشمالي في حلب ( عين العرب + عفرين)
وكل تسمية اخرى هو تجاوز على تاريخ هذه البقعة الجغرافية واستحداث مصطلحات ذات دلالات سياسية بعيداً عن رغبات الشعب السوري و على هامش ثورته و لا يخدمنا ابدا كسوريين بل يعمق هوة الخلاف .
....عاشت سورية حرة لجميع ابنائها
التعليقات
رد على ادعاء السيد مهند الكاطع بان الحزام العربي لم ينفذ.
النقاش المطلوب
صح لسانك
رد السيد مهند على ملف القضية الكردية
هي قضيت شئت ام ابيت
تأييدا للسبد مهند القاطع في رده على مقال السيد حسبن جابي
بعثي اباً عن جد
ردّ علمي
مغالطات تاريخية
تعقيب على رد الأخ مهند على مقال حسين جلبي
يا سيادة التاريخي روح اقرا
علِّق