نشرت في .February 07, 2016
الناشر تاريخ النشر الكاتب ترجمة الرابط الأصلي للمادة
7 شباط (فبراير), 2016 Dania Akkad ديمة الغزي اضغط هنا


عاملو إغاثة سوريون يقولون أن كيري أخبرهم على هامش مؤتمر المانحين بأن "المعارضة سيتم سحقها" وأن يتوقعوا ثلاثة أشهر من القصف.
قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لعمال إغاثة سوريين أنه من المتوقع أن يستمر القصف على دولتهم لمدة ثلاثة أشهر سيؤدي إلى "سحق" المعارضة. جاء ذلك بعد ساعات من انهيار محادثات السلام في جنيف.


وفي حديث دار على هامش مؤتمر سوريا للمانحين هذا الأسبوع في لندن بحسب ما ذكرت المصادر، ألقى كيري اللوم على المعارضة السورية في تركها للمحادثات والتمهيد لهجوم مشترك من الحكومة السورية وروسيا على حلب قائلاً: "لا تلوموني، اذهبوا ولوموا المعارضة"، وذلك بحسب ما قالته إحدى العاملات في الإغاثة لميدل إيست آي بشرط التحفظ على هويتها لحماية المنظمة التي تعمل فيها.
وتزامناً مع هروب عشرات الآلاف من قصف الحكومة السورية وروسيا على حلب، قال كيري للمراسلين يوم الجمعة أن روسيا وإيران (حليف آخر لسوريا) قد قالتا أنهما مستعدتان لوقف إطلاق النار في سوريا، مضيفاً بأنه "سيتأكد مما إذا كان هذين الطرفين جادين في طرحهما" عقب اجتماع المجموعة الدولية لدعم سوريا (المؤلقة من سبعة عشر دولة من ضمنها الولايات المتحدة وروسيا) المزمع عقده في ميونخ الأسبوع المقبل. لكنه ترك انطباعاً واضحاً لدى عمال الإغاثة بتخلي الولايات المتحدة عن جهودها في دعم الثوار المقاتلين.


كان قد تم تعليق محادثات جنيف في وقت سابق من هذا الأسبوع بعد رفض وفدي الحكومة والمعارضة الاجتماع وجهاً لوجه، وقد طالب وفد المعارضة بوقف القصف بكل أشكاله قبل المضي في المحادثات، في حين قالت الحكومة أن الثوار "غير جادين" في الوصول إلى السلام.
وقد قال مسؤول تركي رفيع لميدل إيست آي يوم الجمعة أن تصريحات كيري المتناقضة بعد انهيار محادثات جنيف وضعت ضغطاً أكبر على تركيا والمملكة السعودية.
هذا وقد حذر رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو في مؤتمر المانحين يوم الخميس من توجه عشرات الآلاف من الناس نحو الحدود التركية قادمين من حلب. وفي اليوم نفسه قالت المملكة السعودية أنها بإمكانها إرسال جنودها كجزء من قوى متعددة الجنسيات لمحاربة مجموعة الدولة الإسلامية. كلتا الدولتين ينتابهما عدم الارتياح بشكل كبير حيال احتمال انهيار الجيش السوري الحر الذي اعترفت به الولايات المتحدة، وذلك بحسب ما قاله المسؤول التركي الرفيع.


وقال عاملا إغاثة سوريان أنهما تحدثا إلى كيري خلال حفل استقبال مؤتمر المانحين وأخبراه بأنه لم يفعل ما يكفي لحماية المدنيين السوريين، فكان رده أنهما يجب أن يلوما المعارضة على ذلك، وعلى حد قول عامل الإغاثة الثاني لميدل إيست آي في حوار منفصل مشترطاً عدم الإفصاح عن هويته "قال ما معناه أن المعارضة هي التي لم تُرد المفاوضة ولا وقف إطلاق النار، وهي التي انسحبت"، وأضاف "ماذا تريدونني أن أفعل؟ أن أخوص حرباً مع روسيا؟ أهذا ما تريدون؟" بحسب قول عاملة الإغاثة.
وقال عاملا الإغاثة أيضاً أن كيري أخبرهما أنه يتوقع ثلاثة أشهر أخرى من القصف سيتم خلالها "سحق المعارضة". وقال العامل الثاني أن أقصى ما بدا كيري مستعداً لعمله هو إلقاء المساعدات من الجو على المدن السورية المحاصرة، الأمر الذي قال أنه قد تباحث فيه مع روسيا: "قال أنهما على وشك القيام بذلك وهم يناقشون الأمر مع الروس".


تراجع الموقف الأمريكي في سوريا
كما قال عامل إغاثة ثالث عمل كوسيط بين الحكومتين الأمريكية والسورية خلال الأشهر الست الماضية لميدل إيست آي أن كيري قد أطلع الرئيس السوري بشار الأسد في تشرين الأول (أكتوبر) على عدم رغبة الولايات المتحدة بإزاحته، وأصر عليه أن يتوقف عن استخدام البراميل المتفجرة التي ترهب المدنيين بحسب زعم المصدر. كما زعم المصدر قول كيري بأنه يمكنه أن "يقنع العامة بالقصة" إن أوقف الأسد البراميل المتفجرة، وأن الأسد رد عليه بأن على الولايات المتحدة في المقابل "أن تكف عن دعم الثوار".
يأتي كلام كيري للأسد ضمن سلسلة إعادة النظر في السياسة الأمريكية بعد فشل برنامجها لتسليح وتدريب الثوار السوريين المقاتلين. انتهى البرنامج بفشل ذريع في أواخر آب (أغسطس) الفائت عندما افتضح أمر دفعة تخرجت منه حديثاً عرفت بالفرقة 30 وقُبض على أفرادها بعد عبورهم الحدود عائدين إلى سوريا للمرة الأولى. وبعد شهر من ذلك احتجزت جبهة النصرة مجموعة أخرى من الثوار وقيل أنها سلمت أسلحتهم إلى القاعدة في سوريا. وقد زعم سيمون هيرش في تقرير له نشرته صحيفة لندن ريفيو أوف بوكس بأن جنرالات في البنتاغون ممن كانوا يظنون أن البرنامج لن ينجح قد أفسدوه بتوفيرهم معلومات عن تحركات الجنود للأسد.


وقد تعرض كيري للنقد مؤخراً بسبب ضغطه على المعارضة لحضور محادثات جنيف، ونقل عنه أنه قال أن المعارضة ستخسر دعم الولايات المتحدة إن لم تذهب. وبالمقابل واجهت الإدارة الأمريكية نقداً لاذعاً على قبولها بقاء الأسد كقائد لسوريا، ويقول بعض الخبراء عن هذا التطور بأنه أضعف من النفوذ الأمريكي على روسيا وخلق توتراً مع حلفائها في الجيش السوري الحر المصمم على أن بقاء الأسد خط أحمر.
وعندما استفسرت ميدل إيست آي لدى وزارة الخارجية عن مزاعم عمال الإغاثة عما قاله المصدر الوسيط، أحالتنا إلى تصريح كيري يوم الجمعة وإلى المؤتمر الصحفي اليومي لوزارة الخارجية، لكنها لم تجب على سؤالنا تحديداً قبل وقت نشر المادة.

  • Dania Akkad

التعليقات

عبارة مهمة جدا في مقدمة كتاب العلاقات السرية بين اسرائيل وروسيا، وهي لما نقرأها نشعر كأنها تحكي عن اليوم: "هناك مخطط للإيقاع بين العرب والغرب" وهذا المخطط هو الذي أنجح قيام اسرائيل، واذا نجح المخطط نفسه هذه المرة سوف يحصل التقسيم في سوريا، لا سمح الله.

الصفحات

علِّق