نشرت في .June 08, 2016
الناشر تاريخ النشر الكاتب ترجمة الرابط الأصلي للمادة
Global Research 4 حزيران (يونيو), 2016 ERIC ZUESSE عبد الله ضباب اضغط هنا

 

الجيش السوري الحر هو مجموعة مختارة من المقاتلين  من قبل أميركا (مصطلح باراك أوباما عندما يصفهم "المعارضة المعتدلة" و "المتمردين المعتدلين"، ولكنهم فقط الأشخاص الذين تدعمهم حكومة الولايات المتحدة علنا​- ليس دعما سرا مثل فرع تنظيم القاعدة في سوريا و بعض المجموعات الأخرى). جميع هذه الجماعات تحاول الإطاحة بالحكومة السورية، وعلى الرغم من أنها كثيرا ما تتعاون مع بعضها البعض، مثل تنظيم القاعدة في سوريا (وتسمى "جبهة النصرة")، وISIS تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ويسمى أيضا "ISIL" و"داعش”، تهاجم المجموعات أيضا بعضها البعض في بعض الأحيان، لأن كل مجموعة منها تحاول زيادة أراضيها، وتريد أن تخرج منتصرة للسيطرة على كل سوريا، أو من أكبر قدر من سوريا ممكن، في التسوية النهائية.

فعليا كل الأعضاء في كل واحدة من هذه الجماعات هم من الجهاديين، ولكن دول أجنبية مختلفة تدعم جماعات مختلفة، ومجموعة أميركا المفضلة هي الجيش السوري الحر FSA - المجموعة التي تطلق هذه "القذائف".

 

في هذا الفيديو (الفيديو في الأسفل)  في التوقيت  1:46 علم "فصيل السلطان مراد" يرفرف. وفي التوقيت1:50 إنها راية النصرة ترفرف. لذلك، هذه المرة كل الجماعات تعمل معا، بسبب هدفهم المشترك ألا وهو الانتصار على الحكومة السورية في حي الميدان، وهو ما يبدو أنهم قاموا به هنا، على الأقل في الوقت الراهن. تدعم تركيا مجموعة السلطان مراد (التي، في عهد أردوغان، أصبحت دولة أصولية سنية، على غرار الممالك العربية، ولكن بدون النفط). ويتم دعم تنظيم القاعدة بشكل رئيسي من قبل آل سعود، حلفاء الولايات المتحدة ضد الأسد.
يتم تمويل كل واحدة من هذه المجموعات من قبل مصالح مالية مختلفة إلى حد ما، ولكن كل تلك المصالح متحدة في رغبتها في إسقاط الحكومة غير الطائفية التي تحكم سوريا، وأن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية كانت تحاول منذ عام 1949، أن تقلب وتستبدل هذه الحكومة بحكومة سنية أصولية (بما يعود بالمنفعة على آل سعود المتشددين السنة، حلفائنا). على الرغم من أن الغالبية العظمى من السوريين دعموا دائما سوريا غير طائفية، لكن الفصائل المختلفة للإسلام السني في الدول الأجنبية السنية المتشددة قد دعمت ذلك (وخصوصا بعد فترة 2007 – 2010 من العجز الشديد في سوريا، ويترتب على ذلك "الربيع العربي" وهو الحركة المناهضة للحكومة في سوريا خلال عام 2011)، زود الحراك بأسلحة ومقاتلين جهاديين لإسقاط الأسد.


وقد مولوا أيضا الدعاية لتجنيد الجهاديين من جميع أنحاء العالم، للقتال في سوريا وربما سيصبحون شهداء سماويين في هذه "الحرب المقدسة" أو الجهاد، ضد ' الحكومة السورية "الكافرة" غير الطائفية, التي فضلا عن ذلك يقودها الشيعي بشار الاسد – وكل الشيعة يجب أن يقتلوا، وفقا لهذه التعاليم السنية المتشددة (التي تنشأ، وتقاد، من قبل المملكة العربية السعودية).

تحالفت الولايات المتحدة هنا في الواقع مع أسرة آل سعود الذين يمتلكون المملكة العربية السعودية، ومع أصدقائهم عائلة آل ثاني الذين يملكون قطر، وأيضا مع أصدقائهم عائلة الصباح الذين يملكون الكويت، وأيضا مع ست عائلات مالكة الذين يملكون الإمارات العربية المتحدة. وجميع هذه العائلات المالكة أصولية سنية تهدف إلى تأمين النفط والغاز، وخطوط أنابيب النفط والغاز، والبيع في أكبر سوق للطاقة في العالم, أوروبا. ستبنى هذه الأنابيب عبر سورية، وهذا هو سبب تولي الولايات المتحدة وحلفائها في الخليج الأمور في سوريا، أو على الأقل للسيطرة على شريط من خلال ما هو اليوم سوريا، وذلك لتمكين بناء هذه الأنابيب وصولا الى أوروبا.
في حين أن هدف أميركا في هذا أساسا خنق روسيا، التي تعد أكبر مورد حالي للنفط والغاز إلى السوق الأوروبية، والهدف الرئيسي للأسر العربية الحاكمة هو توسيع أسواقها، إلى الحصول على حصة أكبر من مبيعات الطاقة في أوروبا. يميل النفط والغاز عبر خطوط الأنابيب لأن يكون أرخص، وبالتالي أكثر تنافسية من حيث التكلفة من شحنه بالشاحنات أو البواخر؛ لذلك، هذه "حرب الأنابيب" لتوسيع الأسواق.

 

ماهية الحرب السورية بالنسبة لأمريكا إنها لغزو روسيا.

بالنسبة لأفراد العائلات المالكة العربية، إنها لتزويد حصة أكبر من واردات الطاقة الأوروبية.

بالنسبة لتركيا، فهي لانتزاع حصة من مبيعات النفط الذي يسرقه هؤلاء الجهاديون، النفط من العراق وسوريا، وأيضا للخدمة داخل الناتو كوكلاء العائلات العربية الحاكمة، جسرا بين الناتو ودول مجلس التعاون الخليجي.

هذا الجسر هو وظيفة ذات قيمة عالية ومربحة ليتم الوفاء بها.
ملايين اللاجئين الذين أفرزتهم هذه الحرب، كثير منهم يفرون إلى أوروبا، ليسوا سوى نتائج، في الأساس، لعملية التطهير الجارية في سوريا، للتخلص من الناس الذين يدعمون الحكومة السورية الحالية، المتحالفة مع روسيا، بدلا من الولايات المتحدة وحلفائها.

لذلك: تلك "القنابل" هدفها ترويع ما يكفي من السوريين وحثهم على الفرار، حتى (أنها تأمل) إزالة ما يكفي من السكان من الأرض، وذلك لخطوط الأنابيب المراد بناؤها.


والسوريون يعرفون ذلك. ونتيجة لذلك، ليست فقط مختلف الجماعات الجهادية محتقرة من قبل ثلثين إلى حوالي 80٪ من الشعب السوري، ولكن لا يقل عن 55٪ من السوريين سيصوتون لبشار الأسد ليكون زعيم البلاد، في أي انتخابات حرة ونزيهة - وأوباما يعرف هذا، وذلك هو سبب معارضته الديمقراطية بشدة في سوريا، حتى بان كي مون (بهدوء شديد) أدان موقف أوباما لرفضه الديمقراطية في سوريا. وعلاوة على ذلك، فإن الشعب السوري بأغلبية ساحقة (بنسبة 82٪، على وجه الدقة) ذكروا الولايات المتحدة باعتبارها المصدر الرئيسي للمعاناة الهائلة التي يواجهونها.
وبعبارة أخرى: ترويع السكان أمر جيد، ليس سيئا، من وجهة نظر الولايات المتحدة وحلفائها - والعديد من السوريين يعرفون ذلك. ولكن عدد قليل من المقاتلين المناهضين للأسد الذين يكرهون داعش ISIS والذين تمت الإشادة بهم من قبل حكومة الولايات المتحدة لا يعرفون أو يفهمون هذا بالضرورة. هؤلاء المقاتلون المناهضون للأسد الذين، لسبب ما (سواء كان ذلك منافسة ISISداعش، أو ربما حتى أنهم حقا يكرهون داعش حاولوا مساعدة وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ضد ISIS داعش، وقد صدموا لأن حكومة الولايات المتحدة غير مهتمة. وهذا غير منطقي بالنسبة لهم.

 

لمسح الأراضي، الإرهاب أمر جيد، ليس سيئا. يجب أن لا تقف وكالة المخابرات المركزية عائقا في الطريق، وهي لا تفعل ذلك. وهي سبب أخذ هؤلاء المقاتلين لخطاب الحكومة الأمريكية عن مكافحة ISIS  على محمل الجد، في كثير من الحالات، أصيبوا بعد ذلك بخيبة أمل، تتعاون الآن مع تنظيم النصرة وجماعات أخرى من هذا القبيل، والتي هي فقط هامشيا أقل تطرفا من داعش. على الأقل داعش  ISIS لا تكذب عليهم، مثل ما تفعل الحكومة الأمريكية.
وبما أن الحكومات الأوروبية متحالفة مع الولايات المتحدة، تلك الحكومات مختلفة حول ما يجب القيام به مع اللاجئين الذين تفرزهم عمليات الولايات المتحدة والتحالف - (والذين ستفرزهم). على الأقل حتى الآن، كثير من الأوروبيين يكرهون اللاجئين أكثر من حكومة الولايات المتحدة، وبالتالي فإن المشكلة هي مجرد ازعاج سياسي لقادة الاتحاد الأوروبي، ليس سببا لتفكك التحالف الغربي (تحالف الدول الأوروبية مع حكومة الولايات المتحدة )، الذي يبدو أنه لا يزال قويا، والذي لا يزال يؤيد بقوة من قبل الأوروبيين (بما في ذلك حتى من قبل أولئك الذين يكرهون هؤلاء اللاجئين - اللاجئين الذين هم نتيجة لهذا التحالف ذاته، الذي يدعمونه).


على الرغم من أن عملية مسح الأراضي (تهجير السكان) هذه تخلق إزعاجا في أوروبا، إلا أنها أكثر من ذلك بكثير، مسألة حياة أو موت، في سوريا. بالنسبة للأرستقراطيات العربية، يتم العمل عليها أساسا للتجارة( إنها ليست أيديولوجية، باستثناء السنة ضد الشيعة)؛ ولكن بالنسبة للأرستقراطية الأميركية، إنها بشكل رئيسي من أجل السلطة: قهر روسيا، من خلال التخلص من حلفاء روسيا، إحاطة روسيا، ثم تأييد القتل - ما لم ترفع الحكومة الروسية أولا راية الاستسلام البيضاء (في هذه الحالة سوف يستولي الغرب على النفط والغاز الروسي ، 'سلميا).
ربما سيواصل التحالف الغربي كما هو. ولكن ربما لن يفعل. لملايين السوريين في خضم الجحيم الذي تسببه واشنطن وحلفاؤها هناك، الكثير قد يتوقف على ما إذا كان سيستمر كما هو. من دون التحالف الغربي، فإن الجهاديين الأجانب الذين يدمرون بلادهم عليهم أن يغادروا. هؤلاء الجهاديون يعتمدون تماما على دعم باراك أوباما، الملك سعود، رجب طيب أردوغان، أنجيلا ميركل، وغيرهم من قادة التحالف الغربي. ولا واحد من هؤلاء القادة يمكن أن يستمر بهذا الغزو المستمر لسوريا من دون الدعم المستمر من زملائهم الغربيين. تدمير سوريا هو جهد فريق. ولكن ربما سينهار هذا الفريق قبل أن يتمكن من تحقيق نوع من النصر الذي هو مطلوب للنجاح 'الحقيقي. من هو الجانب الذي سوف يتخلى عن هذه الحرب أولا؟


شيء واحد مؤكد: ما يراه السوريون من حربهم لن يقربهم إلى الغرب. وهذا يعني أيضا: الأمر لن يقربهم إلى تركيا والسعودية وقطر، والولايات المتحدة. هل سيقربهم إلى الاتحاد الأوروبي؟ بالتأكيد لا إذا كان الاتحاد الأوروبي ضدهم كلاجئين. ومع ذلك، إذا انفصل الاتحاد الأوروبي عن الولايات المتحدة، ثم ربما، ربما فقط، يمكن أن تنشأ علاقات إيجابية بين أوروبا والعرب العلمانيين الذين شكلوا منذ فترة طويلة غالبية السوريين. والتي شكلت الحكومة الأمريكية والعائلات المالكة السنية الأصولية مشكلة لهم. والسؤال هو: هل يستمر الأوروبيون بتحالفهم معهم؟ أو، إذا لم يكن كذلك، متى سوف يتفكك التحالف الغربي؟
 

  • ERIC ZUESSE
Aleppo | Living in the crosshairs | May 29th 2016

علِّق