الإسلام كما هو في كل ما وصلنا عنه من تفاسير وروايات وأحاديث وشروح وسير وأحداث ,, ملئ حتى قمة رأسه بالشوائب؛ ولو حاول العلماء نخله، لما بقي فيه شيء؛ فكيف يمكن التخلص من بعض الأحكام الشرعية النصية التي لم يعد لموضوعاتها وجود في هذا العصر؟ هل نستمر على حشو أذهان التلاميذ والطلاب بها عبثا وتضييعا للجهد والوقت، ويمكن أن تكون سببا في ترسيبهم، مع أنها لم تعد صالحة لشيء في هذا العصر؟ أضرب مثلا بأحكام الرق والجزية وتقسيم الغنائم وإهداء الجواري والإماء ، ونسب ابن الحرة ونسب ابن الأمة وميراثهما ... ؟ ماذا نفعل بكل هذا في مناهجنا التربوية ؟ ولماذا نرسب تلامذتنا إذا لم يحفظوها ؟ وهل يمكن تنقية مقرراتنا منها ؟ لا سبيل لحل المعضلة الإسلامية إلا بالفصل بين الدين والدولة في المناهج والمقررات الدراسية؛ وترك التعمق في الدين لمن اختار ذلك طواعية، وليس إلزاما .. واعتبار الدين منهجا للتعبد وطريقا للجنة؛ لمن أراد الجنة؛ وليس من حق أحد أن يرغم غيره على اتباع الطريق الذي يسلكه هو, أو جره عنوة إلى الجنة؛ فالجنة لا تريد من يُـجَـر إليها مكرها