علِّق

صديقي، أول شي أنا أحيي حرصك على أمتك وظهورها بمظهر حضاري في العالم. وأحيي جرأتك في طرح تابوهات ومحرمات لا يجرؤ الكثيرون حتى على التفكير فيها، وإن اختلفت معك غالباً في طريقة الطرح، فأنا أرى أنك تنظر للأمور من زاوية سطحية و "أحادية الأبعاد" لا تختلف كثيراً عن نظرة المثقف الغربي للإسلام.. وهو الذي لا يعرف منه إلا الشكل! النقطة الأولى: أرى لديك سوءاً في فهم بعض الآيات.. يعني مثلاً: ضمن مخططك لـ "ثالوث الشر".. كيف فهمت أن عبارة "متكئين على سرر مصفوفة" هي حث على طلب السلطة؟؟؟ يعني هذا الفهم لا يمكن أن يصدر عن مسلم يفقه اللغة العربية ويقرأ التفاسير!!! هو كناية واضحة وصريحة عن الرخاء والنعيم!! وإذا كنت فهمت بأن السرر المصفوفة هي العروش.. فًكيف يمكن للسلطة أن تجتمع في أكثر من عرش؟؟؟ العادة أن يكون عرش واحد.. وليس عروش متعددة! ولا أنا غلطان؟؟؟؟؟ وضربك لهذا المثال في موقع مهم من المقال دليل كاف على سطحية فهمك للآية، وأن يدفعك لإعادة النظر بكل ما تكتب حول هذا الموضوع!!!! النقطة الثانية.. ألا تتفق معي بأن محمد عليه وآله الصلاة والسلام كان رجل دولة من الطراز الرفيع؟؟؟ وأنه صنع أمة ودولة وحضارة من لا شيء؟؟ طيب بناءً على ماذا صنعها؟؟ الجواب: بناءً على القرآن الكريم! إذاً مناقشة الآيات يجب أن يكون في سياقها وألا تُنزع من تاريخها ووقتها وتُسقط على زمن مغاير قد لا تصلح له! ستقول لي: أنا مقتنع معك، ولكن الدواعش ومن لف لفهم هم من يسقطون الآيات في غير زمانها ومكانها. وأجيبك: إذاً يجب أن يوجه الاتهام لهم.. وليس للنص! هذا ردي في عجالة، ولست متخصصاً لأجيب عن كل النقاط وأبدي رأيي فيها، ورحم الله امرءاً عرف حده فوقف عنده. ويكفيني بأني إنسان يدعو إلى الحوار بين الأمم وينبذ العنف إلى أقصى الحدود، ويُقدم عقله وإنسانيته على كل شيء. والله الهادي إلى سواء السبيل.