No votes yet
عدد القراءات: 766

نجاح متواضع للولايات المتحدة في سوريا بسبب وقوع جنوب سوريا تحت التهديد

الكاتب الأصلي: 
Taylor Luck
تاريخ النشر: 
21 تشرين الثاني (نوفمبر), 2016
اللغة الأصلية: 

 

نجاح متواضع حققته الولايات المتحدة مع شركائها العرب بدعم المتمردين في جنوب سوريا. لكن اذا نجح نظام اﻷسد باستعادة حلب يمكنه ان يتجه الى الجنوب  ويغير تركيبة الحرب.
منذ اواسط ٢٠١٥ قطعت المملكة العربية السعودية تمويلها وغيرت واشنطن من تركيزها ليصبح منصباً على الدولة اﻻسلامية، وفقا لمصادر المتمردين والمسؤولين المقربين من قائد العمليات العسكرية للتحالف في عمان.  كانت النتيجة استمرار ركود المنطقة الجنوبية، فالمتمردون غير قادرين على التقدم، ونظام اﻷسد مشغول في الشمال في حلب. لكن غارات النظام الجراحية في كانون الأول  مدعومة من الطيران الروسي أعطت مدلولات جديدة

 

ماذا يمكن أن يحدث إذا التفتت قوات اﻷسد جنوباً:
ستسقط المدينة اﻻستراتيجية الشيخ مسكين وسيتم قطع خطوط اﻻمداد عن المتمردين.  بهذه الطريقة، فان المعركة على حلب هي أكثر من معركة على مدينة شمالية و هامة وضخمة. إنها حول ما اذا سيكون بمقدور قوات الرئيس اﻷسد ان تتحرك الى الجنوب. اذا فعل ذلك، فالحرب يمكن أن تأخذ طرقاً جديدة. من استثمار التحالف في الجبهة الجنوبية إلى قضايا حساسة تخصّ الحدود الجنوبية لسوريا مع اﻻردن واسرائيل، ويمكن للصراع أن يصبح دولياً أكثر، راسماً مجموعة جديدة من اللاعبين والمزيد من التوترات. يقول عبد الهادي ساري، جنرال سابق في القوات الجوية السورية وعضو المجلس العسكري للجبهة الجنوبية في درعا " إذا سقطت حلب، سنُترك لوحدنا، وسوف يسترد النظام الجنوب وكل شيء خسره، هكذا ذلك ستكون حالنا عندما تبدأ اﻷزمة الفعلية."

 

اسرائيل واﻻردن
يمكن القول أن الجبهة الجنوبية بقيت أكثر هدوءاً خلال خمس سنوات من  الصراع السوري. لكن حذر العديد من المسؤولين والخبراء من أنه يمكن أن تصبح أكثر استعصاء على الحل في الجزء الكبير منها بسبب ديناميكات الحدود الجنوبية الطويلة لسوريا.
على سبيل المثال، وضعت اﻻردن كل الفصائل تحت الرقابة: منطقة حدودها خط أحمر. وعملت مع المتمردين  للمحافظة على بقاء القتال بعيداً عن حدودها ما بين ٦ الى ١٢ ميل وتنظيم تدفق اللاجئين. وفقا للمتمردين والمسؤولين.
ويقول الناطق الرسمي باسم الحكومة اﻻردنية ووزير الشؤون اﻻعلامية، محمد المومني." أي عمل يمكن أن يدفع اللاجئين باتجاه حدودنا مع سوريا أو يدفع بالقتال إلى حدودنا سنعتبره عملاً حربياً موجهاً ضدنا" لنقل بصراحة، استخدمت اﻻردن ضربات صاروخية لتدمير العربات والدبابات والمجموعات التي تقترب أكثر من حدودها. وعلى ما يبدو فإن اﻻردن مصمم ليس فقط على منع انتشار القتال، لكن أيضا منع فرار محتمل لآﻻف من المسلحين -  الكثير من هؤلاء من اﻻردن -  إلى أراضيها تحت مظهر لاجئين.
ويصرّ المسؤولون اﻷردنيون أنه من المستحيل أن يكون ذلك سوء تقدير بسبب حساسية  حدود اﻻردن، وبالنسبة ﻻسرائيل فمن المحتمل أن يصل التهديد الخطير إلى حدودها، فقد نشر حزب الله أكثر من ٢٠٠٠ مقاتل في الجنوب في أوقات كثيرة لمساعدة نظام اﻷسد في التصدي لهجمات الجماعات المقاتلة القوية من جبهة فتح الشام، إضافة إلى الجبهة الجنوبية. لكن إسرائيل تنظر إلى أعمال حزب الله باعتبارها أكثر من مساعدة للنظام، بل تنظر إليه بأنه يسعى لفتح جبهة جديدة في حربه ضد إسرائيل.
يقول البروفسور ايتمار رابينوفيتش رئيس الوفد اﻻسرائيلي المفاوض سابقا مع سوريا " بوضوح، إن حزب الله وداعميه يرغبون في أن يوسعوا خط المواجهة مع إسرائيل الى الجولان أيضا، هذا ما يجعل إسرائيل مصممة تماما على منعه"
والشبكة المعقدة للمصالح الدولية في الجنوب جعل منها برميل بارود محتمل. يقول أندرو تابلر، الخبير بالشأن السوري من معهد واشنطن " في الجنوب لديك مثلث من المصالح اﻻسرائيلية واﻻردنية ضد الضيف السوري. المصالح التي يمكن اعتبارها بكل معنى الكلمة مصلحة بلد واحد." ويتابع " وأيضا الشمال معقد، لكن هناك مقاومة أكثر للجماعات المدعومة ايرانياً في الجنوب مقابل إسرائيل واﻻردن."

روسيا
حضور روسيا عقد المشهد. لا بد من اﻻعتراف  أن روسيا انبثقت كلاعب في سوريا، لذلك سارعت كل من إسرائيل واﻻردن للتواصل مع موسكو. أسس اﻻردنيون مع الروس مركز متابعة لمنع سوء الفهم أو أية حوادث مؤسفة بين الطائرات الحربية الروسية وقوات الحدود اﻻردنية. وتم ترتيب مشابه بين اسرائيل وروسيا يشتمل على " خط مباشر" بين ناتنياهو والرئيس الروسي بوتن، وفقا للتقارير، ومع ذلك، ما تزال مشاعر عدم الثقة قائمة.
نصبت روسيا أنظمة صاروخية في سوريا، حيث أضحت كل من إسرائيل والأردن في مداها. وعلى نحو متكرر تنتهك الطائرات الروسية المجال الجوي اﻻسرائيلي. هذا ما يقوله الخبراء. وبشكل خاص عبر المسؤولون اﻻردنيون عن " اﻻحباط" تجاه القصف الروسي لكل من الشيخ مسكين، و للمتمردين المدعومين من (السي أي ايه) بالقرب من الحدود اﻻردنية. وحتى اﻵن، بقي الحوار متوتراً، لكن القلق هو أن اﻷمور يمكن أن تتغير حالما ينتهي الصراع في حلب.
وتقول جنيفير كافاريلا خبيرة بالشأن السوري من معهد دراسة الحرب. " ليس هناك أي وهم أن روسيا ستتقيد بهذه اﻻتفاقيات، ستتابع مصالحها اﻷفضل من دون حذر،"

 

داعش
وسط كل هذه المناورات، تلوح في اﻻفق الدولة اﻻسلامية كورقة منافسة. يمكننا القول أن فروع الدولة اﻻسلامية في جنوب سوريا متباينة مقارنة بوجودها في أجزاء أخرى من سوريا، حيث استولت المجموعة على أراض بالقوة. لكن في جنوب سوريا، نشأت الدولة اﻻسلامية عضوياً، فقد انفصلت مجموعات المتمردين واحدة وراء أخرى معلنة ولاءها للدولة اﻻسلامية.  بدلاً من القيام بمواجهة علنية مع النظام، فإن هذه الفروع التي تتبع الدولة الاسلامية تملك قدرات محدودة، وتنتهز الفرصة عندما تُلحق الخسائر بالمتمردين لتستولي على أرض أكثر.
من الضروري توجيه قوات المتمردين الى أن أراضي الدولة الاسلامية من الممكن أن تتوسع على طول الحدود مع الأردن والجولان الى الغرب، هذا ما يقوله المسؤولون الأردنيون وقوات المتمردين. خاصة عندما تصبح على أبواب خسارة الرقة عاصمتها في سوريا، يمكن أن تهاجر الدولة الاسلامية الى الجنوب.
ويقول السيد ساري المسؤول السابق في القوات الجوية السورية " اذا استعاد النظام الجنوب، فإن الكثير من الميليشيات ستذهب الى مسار ثالث -  القاعدة أو داعش" .
وكنتيجة لانعدام التقدم  في الجبهة الجنوبية خلال السنة الماضية، فقد أصيبت أعداد كبيرة من المدنيين السوريين بالإحباط من تيار المتمردين بشكل عام، ويقول محمد من درعا 25 سنة المؤيد والداعم لجبهة النصرة " نحن نريد أن نقاتل النظام، دفاعا عن أنفسنا، ومن أجل هزيمته، نحن مستعدون للانضمام بكل قوانا لجبهة النصرة أو داعش أو حتى الشيطان نفسه لتتخلص منه"،  وتزعم الجبهة الجنوبية بأنه لو توفرت لها أسلحة ثقيلة مناسبة  مقارنة بقوات الدولة الإسلامية الأصغر لقضينا عليها خلال "يومين أو ثلاثة أيام " والحيرة والقلق الدائمين يتمثلان في سقوط الأسلحة بأيدي الدولة الإسلامية أو جبهة النصرة، وهذا ما ترك جبهة الموك تتراجع بشدة في الجبهة الجنوبية.

وما سيحدث فيما بعد يعتمد على دعم  رئيس الولايات المتحدة الأمريكية القادم حيث يعتبر أساسياً  للقيام بالضربات العسكرية الاردنية أو الاسرائيلية الواسعة، وتأسيس منطقة آمنة أو منطقة حظر طيران في الجنوب، أو أي مقاومة للمحاولات الروسية، ومع ذلك يقول المسؤولون في المنطقة أنهم سيعملون وفق إرادتهم الخاصة، حتى لو كانوا مضطرين.  " نحن نعمل من دون قيادة من الولايات المتحدة....وفي أغلب الأوقات من دون أية قوة"
هذا ما قاله مسؤول في الحكومة الاردنية وتابع " لكن إذا بات استقرارنا مهدداً، فإننا سوف نعمل"

علِّق

المنشورات: 14
القراءات: 39045