صورة eiad
نشرت في .November 06, 2014
الناشر تاريخ النشر الكاتب ترجمة الرابط الأصلي للمادة
Politico Magazine هشام ملحم ديمة غزي اضغط هنا

عندما قرر الرئيس أوباما أن يشن حربه ضد إرهابيي الدولة الإسلامية كان يعي تماماً أن ما يخوضه هو أكثر من مجرد مستنقع. وما يتلاعب به هو أكثر من مجرد مصير دولتين مدمرتين–العراق وسوريا–ومجتمعين سبق أن تفككا تماماً حتى قبل أن يلوح الأمريكان لهم في الأفق. إن الرئيس أوباما– رغم تردده الجمّ – يدخل مرةً أخرى وسط الفوضى والحطام الناجمين عن انهيار حضارة أكملها.

لم تعد حضارة العرب موجودة بشكلها الذي نعرفه. فما يشهده العالم العربي اليوم من عنف وتشرذم وتطرف (تطرف الحكام والمعارضين لهم) وانعدام استقرار لم يعرف له مثيلاً منذ قرن من الزمان منذ انهارت الإمبراطورية العثمانية. وقد ذهبت أدراج الرياح كل الآمال الواعدة بتاريخ عربي حديث مشرف. أما الأحلام التي أيقظتها فينا الثورات العربية من عودة للحياة السياسية وحقوق الإنسان، فقد تلاشت عن بكرة أبيها لتحل محلها كوابيس الحروب الأهلية والانقسامات الإثنية والطائفية والمناطقية كما ترسخت عقيدة حكم الفرد الواحد. ولعل الاستثناء الوحيد والغريب هو الأنظمة الملكية الخليجية التي عفا عليها الزمن– وربما تونس–التي تبدو متماسكة في وجه موجة الفوضى في منطقة تخلو من الشرعية.

ليس من العجب إذاً أن نرى مجرمي الدولة الإسلامية العدميين يرثون بقايا تلك الحضارة المنتحرة كما ترث القوارض المدن المدمرة. وليس من عجبٍ أيضاً إن رأينا أن لا أحد يقدر على تنظيف هذه القذارة التي أوقعنا نحن العرب أنفسنا فيها إلا أمريكا ودول الغرب؟

لا توجد نظرية واحدة أو طريقة معينة يمكننا من خلالها فهم كيف بدأ العرب انحدارهم على مدى القرن الماضي. ولا توجد أسباب واضحة للفشل الذريع الذي باءت به الحركات السياسية والأيديولوجيات التي عصفت بالعالم العربي: القومية العربية بشكليها البعثي والناصري، والحركات الإسلامية المختلفة، والاشتراكية العربية، والدولة الربحية والاحتكارات الجشعة التي خلفت سلسلة من المجتمعات الممزقة. ولا أحد يستطيع تفسير لماذا تهمّشت مصر بعد أن كانت مركز الثقل السياسي والثقافي في الشرق العربي وعادت إلى الحكم العسكري بعد تجربتها الصاخبة والقصيرة في التغيير السياسي السلمي.

حتى نظرية العداء الطائفي الضارب في القدم لا توفر تفسيراً للواقع المرعب الذي تصوره الحرب الدموية بين السنة والشيعة. حربٌ  تمتد  ما بين البصرة على شاطئ الخليج وبيروت على شاطئ المتوسط يتجسد فيها التطبيق العملي لملحمة صراع جيوسياسي بين مركز قوة الشيعة في إيران من جهة ونظيره السني في السعودية ووكلائها في تلك الحرب من جهة أخرى، كل منهما يسعى لبسط نفوذه على المنطقة.

ليس ثمة تعليل واحد وشامل يفسر مجمل الأهوال في سوريا والعراق حيث قضى ربع مليون شخص نحبهم خلال السنوات الخمس الماضية وحيث شهدت مدن بشهرة حلب وحمص والموصل رعب العصر الحديث عبر أسلحة الأسد الكيميائية ووحشية الدولة الإسلامية. فكيف نفسر تمزيق سوريا لنفسها لتصبح حلبة صراع يعيد فيها العرب والمسلمون إحياء حروبهم الأهلية القديمة كما كانت إسبانيا في ثلاثينات القرن الماضي؟ وفي حرب النظام السوري على المدنيين في المناطق المناوئة له استخدمت أسلحة حديثة كصواريخ السكود والبراميل المتفجرة بالإضافة إلى تكتيكات تعود إلى العصور الوسطى كحصار وتجويع المدن مما جعلنا نرى لأول مرة منذ الحرب العالمية الأولى منظر السوريين وهم يموتون من الجوع وسوء التغذية.

لو تمعنا ملياً في سيرة العراق خلال العقود القليلة الماضية لوجدنا نبوءات بموته القادم. فقد بدأ موته البطيء مع قرار صدام حسين المميت غزو إيران في أيلول 1980. ومنذ ذلك الوقت ذاق العراقيون الويلات مع توالي الحروب على  دولتهم. وفي ظل تلك الفوضى الدائمة ما كان الغزو الأمريكي في 2003 إلا الشرارة التي أعادت إشعال فتيل العنف في المنطقة.

إن الاستقطابات الإثنية والطائفية والسياسية التي تعاني منها سوريا والعراق تبلغ من العمق درجة يصعب معها تصور كيف يمكن أن يعود البلدان دولتين قائمتين. أما في ليبيا فقد أدى حكم معمر القذافي المرعب على مدى اثنين وأربعين عاماً إلى دمار سياسي كامل وأحدث شرخاً في الوحدة الهشة للبلاد. فلا غرابة إذاً أن تتفكك الدولة وفق الشروخ العشائرية و المناطقية بعد أن ورثتها الفصائل المسلحة. واليمن من جهته غدا يمتلك كل مقومات الدولة الفاشلة: انقسامات سياسية وطائفية وعشائرية وتقسيم للدولة ما بين شمال وجنوب مع خلفية من الاقتصاد المهترئ. أضف إلى ذلك مشكلة ماء الشرب الذي يوشك على النضوب مما قد يجعلها أول دولة في العالم تنقطع فيها مياه الشرب.

أما البحرين فقد حافظت على استقرارها الهش بفضل قوة السلاح من جيرانها وبالأخص السعودية. ولبنان القابع تحت سيطرة حزب الله، الذي كان يقال عنه قبل ظهور تنظيم الدولة الإسلامية أنه أكبر قوة غير حكومية في العالم، فمن الممكن أن يزج به الأسد وإيران والدولة الإسلامية إلى دوامة الحروب الأهلية المتعددة الجارية في سوريا.

وكان أحد نتائج غياب الأمن القومي وعودة الأسلمة الموت البطيء لمدن الشرق الأوسط كالإسكندرية وبيروت والقاهرة ودمشق التي كانت مدنا ًعالمية في وقت سابق.  فقد كانت الإسكندرية في وقت من الأوقات مركزاً للعلم والبهجة لمختلف الثقافات. فقد وصفها الكاتب مارك توين في كتابه "أبرياء في الخارج" بأنها كانت تشبه باريس تحت ثوب الليل. لكن الإسكندرية اليوم باتت مرتعاً خصباً للإسلام السياسي خصوصاً بعد نزوح معظم المصريين من أصل يوناني مع غيرهم من العرب وغير المسلمين خارجها. أما بيروت التي كانت أكثر مدن المشرق العربي تحرراً فقد أضحت اليوم تعاني لتحافظ على ما بقي فيها من انفتاح وتقبل للآخر لتعادل الضغط الذي يمارسه عليها حزب الله بهدف تحويلها إلى "طهران" أخرى على المتوسط. فخلال العقود القليلة المنصرمة حث الإسلاميون في المنطقة النساء على لبس الحجاب والرجال على التحلي بمظاهر التدين وأرهبوا بشكل مباشر وغير مباشر المثقفين والفنانين الذين يشذون عن الطوق التقليدي.

مصر اليوم خالية تماماً من الجامعات المرموقة ومراكز البحوث بينما تواظب على نشر صحافة فاشلة قائمة على العداء للخارج وترسيخ القومية المفرطة. واندثرت الأفلام الجريئة والخلاقة التي اعتدناها من الرواد كالمخرج يوسف شاهين منذ أكثر من ستين عاماً. ويعجز المجتمع المصري اليوم عن تقبل مفكر مثل عملاق الفكر العربي طه حسين (1920 – 1973) بسبب تشكيكه في الإسلام. والمطربة العظيمة أسمهان (1917 – 1944) لن تجد لها آذاناً صاغية حين تغني "روحي وقلبي وجسمي وعقلي وكياني.. في يدك". في مصر الحاضر مطربة كأسمهان ستلاحق وتطرد خارج البلد.

 

بتعبير آخر لم يظهر الجهاديون والدولة الإسلامية من العدم. فلقد خرجوا من بقايا جسد متعفن لحضارة أفلت. وهم أحد أعراض مرض عضال ألمّ بالثقافة العربية السياسية القمعية والسلطوية بعد عقود من الحكم الديكتاتوري الذي قادنا إلى الخسارة المروعة في الحرب مع إسرائيل عام 1967. وقد دقّت تلك الهزيمة ناقوس الموت للقومية العربية وأعادت إلى الحياة الإسلام السياسي الذي عرض نفسه بديلاً للأيديولوجيات العلمانية التي هيمنت على الجمهوريات العربية منذ الحرب العالمية الثانية. فقام الإسلاميون بالترويج لفكرة أن الإسلام هو الحل للنهوض بالعرب من جديد.. وكانوا يؤمنون بهذه الفكرة.

 

في قلب هذين التيارين السياسيين: الإسلامي والقومي تكمن مجموعة من الأفكار السلفية (بمعنى رغبة العودة إلى الماضي) والتي تتميز بنزويتها واعتمادها على ماضٍ أقرب للخيال من الحقيقة. إذ لا زال العديد من الإسلاميين–بمن فيهم جماعة الإخوان المسلمين التي تعد منبعاً لهذه الجماعات– يحاولون استعادة أمجاد الخلافة العثمانية وقد أقروا بذلك صراحة أو ألمحوا إليه إلماحاً. والفئات الأكثر تطرفاً (كالسلفيين) يتوقون للعودة إلى أيام الإسلام النقي في عهد الرسول محمد وصحابته.  والديمقراطية بالنسبة للغالبية من الإسلاميين تنحصر في أنها حكم الأكثرية وفرض حكم الشريعة الذي ينص على التفرقة بين الجنسين والتمييز ضد غير المسلمين.

 

دعونا هنا نواجه الحقيقة المرة: لا يوجد دليل على أن الإسلام بأوجهه السياسية المختلفة يمكن أن ينسجم مع الديمقراطية الحديثة. فمن أفغانستان تحت حكم الطالبان إلى باكستان والسعودية ومن إيران إلى السودان لن يجد الباحث كتلة إسلامية واحدة يمكننا وصفها بأنها ديمقراطية أو عادلة أو تحكم بالمعروف. ولا نستثني من ذلك حكم الإخوان المسلمين قصير الأمد في مصر برئاسة محـمد مرسي. فقد حاول الإخوان احتكار السلطة وقاموا بملاحقة المعارضة وإرهابها. وأوشكوا على إدخال البلد في نفق مظلم قبل أن ينهي انقلاب عسكري عنيف تجربتهم في الحكم الإسلامي.

 

وعلى شاكلة الإسلاميين، صب القوميون العرب و البعثيون بالذات جلّ اهتمامهم على أمجاد العرب القديمة التي ازدهرت في مدن شهيرة كدمشق وبغداد والقاهرة وقرطبة في الأندلس (اسبانيا حالياً). وقد اعتقد القوميون أن ثقافة العرب ولغتهم (وإسلامهم بدرجة أقل) كفيل بتوحيد مختلف كيانات العرب المتباينة في تطورها السياسي والاجتماعي والثقافي.  ورفضوا تصديق واقع أن هذه المجتمعات مختلفة كثيراً عن بعضها البعض. فالأقليات التي رفضت الاعتراف بعروبتها عانت من الاضطهاد وحرمت من الجنسية ومن أبسط الحقوق. كما تعرض أكراد العراق إلى قمع رهيب وقتل وصل لدرجة الإبادة الجماعية. وقد ظهر الاستبداد العربي مستتراً تحت قناع القومية لدى كل من صدام و القذافي والأسدين. لكن هؤلاء الطغاة أحاطوا أنفسهم بعزلة تامة فصلتهم عن شعوبهم. وكان أبلغ وصف لواقع تلك الشعوب المؤلم ما كتبه الشاعر السوري المبدع محـمد الماغوط عندما قال " أدخل إلى المرحاض وأوراقي الثبوتية بيدي".

 

إن فشل أنظمة الديكتاتوريات لم يكن يختلف عن فشل الملوك الذين أطاحت بهم وهذا أفسح المجال أمام الإسلاميين للنمو والتنظيم. وقد بدأ ذلك في العام 1967 بعد الهزيمة الساحقة التي مُنيت بها مصر الناصرية وسوريا البعثية على يد إسرائيل. حيث بدأت الحركات والأحزاب الإسلامية الإمساك بخيوط اللعبة السياسية منذ تلك اللحظة. وازدادت وحشية ديكتاتوريي المنطقة في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي في محاولة يائسة منهم للتمسك بسلطتهم المتهاوية. بينما ثابر الإسلاميون على الظهور مجدداً بحلة جديدة كل مرة ليتم سحقهم مرة أخرى وبعنف أشد.

 

كانت سنة 1979 مفصلية بالنسبة للإسلام السياسي. إذ تفجرت فيها الثورة الإسلامية في إيران وكان أحد أسبابها الدعم الغربي للشاه الفاسد لمدة طويلة. كما قام الاتحاد السوفيتي باحتلال أفغانستان وكذلك احتلت مجموعة من المتعصبين الدمويين الجامع الكبير في مكة لمدة أسبوعين. وبعد هذه الأحداث الجسام ازداد الإسلام السياسي سلفيةً عند السنة وعدوانية عند الشيعة.  فلكي تؤكد السعودية على طابعها الوهابي الأصولي ازدادت صرامة في تطبيقها لأحكام الشريعة ورفعت من دعمها المادي للإسلاميين المغالين في التعصب ولمدارسهم حول العالم. فيما كان لأسلمة الحرب في أفغانستان ضد الاحتلال السوفيتي –وهو المشروع الذي مولته الولايات المتحدة والسعودية ومصر وباكستان–أثر زلزالي على الخارطة السياسية لجنوب آسيا والشرق الأوسط. فكانت الحرب الأفغانية البذرة التي أنبتت شتى التنظيمات الإرهابية مثل الجماعة الإسلامية المصرية والقاعدة، الأبوان الشرعيان لتنظيم الدولة الإسلامية.

 

وكان من نتائج هذا الصراع الطويل على الشرعية ما بين الأنظمة الديكتاتورية والإسلاميين  قيام الشعوب بانتفاضة الربيع العربي في أوائل 2011 التي لم يحمل بدائل سياسية وكانت الشعوب العربية كالمستجير من الرمضاء بالنار: فإما وحش الدولة الأمنية أو غول الإسلام السياسي. وبحكم خبرة الإسلاميين الطويلة في العمل السياسي قاموا بتهميش العلمانيين والليبراليين الذين قادوا الثورة المصرية في بدايتها وفازوا بانتخابات البرلمان والرئاسة. وفي ظل التغييب القسري عن الحياة السياسية فإن انقسام العلمانيين والليبراليين وقلة خبرتهم في العمل السياسي حالا دون تقديمهم بديلاً مقبولاً لنظام الحكم العسكري وللإسلاميين.

 

كان متوقعاً إذاً أن ترزح مصر تحت  قبضة الإسلاميين وفلول النظام الأمني لحسني مبارك بعد الإطاحة به. فالثورة لم تتخلص إلا من مبارك وبعض من أتباعه في رأس الهرم السياسي. وأبقت على بقية الهرم القمعي: الجيش وجهاز الأمن والقضاء والإعلام والاقتصاد (ما يسميه المصريون بالدولة العميقة). فجاء الانقلاب الدموي في 2013 ليقضي على تجربة الإسلاميين الفاشلة في الحكم وبذلك اكتملت الدائرة وعادت مصر تحت سيطرة جنرال متقاعد.

 

في العراق أيضاً ساهم فشل رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي في ظهور الإسلاميين. ولأول مرة في تاريخ العراق تكون الغلبة للشيعة التابعين لإيران. أما الأقلية السنية فهي مهمشة ومنعزلة مما جعلها ضحية استغلال تنظيم الدولة الإسلامية لها لصالح أجنداته.

 

واجهت كل العصور الإسلامية (حتى المستنيرة منها) تحديات من المجموعات المتطرفة التي تميل إلى الإسلام المتعصب والمتشدد. ورغم مسمياتها المختلفة إلا أنها تشترك في المبادئ الرجعية المتطرفة نفسها. فقد نالت مدينة قرطبة نصيبها من تخريب قصورها العظيمة ونهب مكتبتها المشهورة على أيدي "المرابطين" في عام 1013 بعد أن كانت أكثر مدن أوروبا تقدماً في العصور الوسطى. وحركة الإخوان (لا علاقة لها بتلك التي في مصر) في شبه جزيرة العرب في عشرينات القرن الماضي تحالفت مع مؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبد العزيز آل سعود في البداية لكنه سحقها فيما بعد عندما بالغت في تطرفها. أما طالبان والقاعدة والدولة الإسلامية فهي عنوان المجموعات المتطرفة لعصرنا الحديث.

 

وقد يكون خطأً أن نجمع كل المجموعات الإسلامية ضمن تصنيف واحد كما يفعل البعض رغم أنها كلها محافظة بدرجات مختلفة. فالمنظمات الإرهابية كالقاعدة والدولة الإسلامية تختلف عن حركة الإخوان المسلمين التي نبذت العنف منذ زمن بعد أن جربته لفترة وجيزة من الوقت.

 

بالرغم من ذلك فإن معظم هذه التنظيمات هي أغصان في شجرة واحدة وجميعها نتجت عن أمراض الحضارة العربية. فالدولة الإسلامية–كما القاعدة–ليست سوى ورم سرطاني في الجسد السياسي العربي جذوره موغلة في قفار عالم عربي معذب يبدو أنه يهيم على وجهه بلا هدف. ولأن الوصول إلى هذا القاع السحيق استغرق عقوداً وأجيالاً فإن الخروج منه سيتطلب وقتاً طويلاً يتعدى ما تبقى لي من سنوات في هذه الحياة. لقد زرع القوميون والإسلاميون في عقول جيلي من العرب فكرة حماية قلاعنا الحصينة في العالم العربي من الهمجية (الامبريالية والصهيونية والسوفييتية) المحتشدة خارج أسوارنا، ولم نكن نعلم أن الهمج كانوا في الحقيقة بين ظهرانينا، يتحدثون لغتنا وقد أرسوا قواعدهم في مدننا.

 

هشام ملحم هو مدير مكتب واشنطن في قناة العربية الإخبارية التي تبث من دبي. وهو أيضاً مراسل جريدة النهار اللبنانية.

  • هشام ملحم

علِّق