صورة eiad
نشرت في .January 04, 2015

أن تكون إيجابياً بين محيط من السوريين التقليديين فأنت إما مضطرب عقلياً أو قادم من ثقافة أخرى ولما تتعرف بعد على الثقافة الجمعية لمجتمعك المحلي.

تتم مواجهة الأشخاص الايجابيين يومياً بالتحدي؛ "أن لا شيء يمكن أن يغير واقعنا المرير و مصيرنا القاتم" وعلى هذا الأساس نتعاطى مع ما يقدمون بسلبية قد تجعلهم ينكفؤون عن إيجابيتهم. 

لذلك، و تفادياً لهذه المواجهة سأدعوكم للفشل ... هيا بنا نفشل

صباح الفشل سنستبدلها بـ صباح النور
مساء الفشل سنستبدلها بـ مساء الخير
الله يفشلك الهي بدلا عن الله يرزقك الهي
روح ان شاء الله بتمسك الذهب بيقلب تراب بدل العكس

و النتيجة المزيد من السلبية التي لا يمكن الا أن تؤدي الى المزيد من الغرق في الفشل، و أنا هنا لا أتكلم عن علم الطاقة الايجابية و محاولات مريم نور لإقناعنا بأن الطعام العضوي يساعد البشرة، فنحن لا نملك هذه الرفاهية الآن..

التذكير بالفشل كضرورة:
في حالة التشرد و الشتات والضياع السوري علينا تعزيز مفهوم الفشل كخطوة ضرورية نحو النجاح، وفي هذه الحالة يجب النظر للفشل كدرجة في سلّم صاعد، وليس فخاً للهاوية والهزيمة كما يظن غالبيتنا.

يبدأ التفشيل على مستوى العائلة الصغيرة، فأية محاولة للقيام بمبادرة غير تقليدية تقابل غالباً بالتشكيك بنجاحها وجدواها وأنها ستهدر مالك و تؤثر على التزاماتك ومسؤولياتك تجاه العائلة، و في حال قررت تجاوزت المطب الأول تبدأ دائرة الأصدقاء و المقربين بالضغط بذات الاتجاه، و إن تجاوزت هاتين الدائرتين قد يأتيك المعارف و زملاء العمل إما بدافع الغيرة أو الجهل أو لمجرد عدم الثقة محاولين إسقاطك بالضربة القاضية.
إذا خرجت من هذه الدوامة وتجاوزتهم جميعاً و مضيت في مشروعك، يأتيك التحدي الحقيقي المتمثل بإثبات نفسك في محيط من المراهنين على فشلك، وأنت هنا كأي إنسان طبيعي تخشى الفشل والشماتة و الاستهزاء.
أما إذا كنت من ذلك الصنف الذي يقرر المتابعة نحو النهاية، مدفوعاً بإيمانه وتحفيزه الداخلي، حينها فقط تبدأ بذور النجاح بالظهور، و يبدأ المفشّلون بإعادة التموضع، وربما التقرب منك رويداً رويداً ليكونوا شركاء في نجاحك، وهنا تكون قد ببدأت بقطاف ثمار إصرارك على هدفك.
هذه هي مسيرة من يسعى للنجاح في محيط لا يشجع النجاح و لا يشجع تجاوز الفشل، مسيرة قد تكون لاستخراج شهادة سياقة، أو للبدأ بمشروع تجاري بسيط أو للسفر أو حتى لبيع أو شراء أي شيء.

لقد تجاوزت الأمم المتحضرة مفهوم تشجيع المبادرات و دعم المحاولات، إلى مفهوم تقدير الفشل كخطوة نحو نجاح قادم .
مشاهير النجاح معظمهم من مشاهير الفشل من ستيف جوبز إلى أوبرا وينفري الى آخرين، جميعهم كان فشلهم هو الدافع الحقيقي للنجاح والتألق.
يقول يندل فيليبس معرفاً الهزيمة و الفشل: هي القدرة على التعلّم  و الخطوة الأولى لشيء أفضل
أما توماس أديسون الذي أنارت اختراعاته الدنيا وأطلقت مسيرتها نحو التقدم، فيقول عن محاولاته الـ 99 الفاشلة قبل أن يصل لاختراع المصباح الكهربائي:
لقد تعلَّمت 99 طريقةً  لا يعمل بها المِصباحُ الكهربائي.

الفشل هو طريقنا الوحيد للنجاح

هيا بنا نفشل

 

 

 

التعليقات

في الصميم ....هي ثقافة عامة نأمل تجاوزها ....و مقالك حتماً يساهم بتحديث هذه النمطية السائدة. شكراً
تحليل دقيق لما يحصل لكل عمل ناجح في مجتمعنا .. في الدول المتقدمة يعلمون كم من الجهد يحتاج العمل ليكتمل وينجح ولذلك يشجعونه ويحفزونه ويعطونه كل التسهيلات .. اما في الدول الجربانة يضعون له عصي في الدواليب ويطلقوا عليه رصاصة النهاية عندما يكون في المهد .. فقط الأجنة الجبارة تستمر وتنجح .. فاقد الشيئ لا يعطيه
تحليل دقيق لما يحصل لكل عمل ناجح في مجتمعنا .. في الدول المتقدمة يعلمون كم من الجهد يحتاج العمل ليكتمل وينجح ولذلك يشجعونه ويحفزونه ويعطونه كل التسهيلات .. اما في الدول الجربانة يضعون له عصي في الدواليب ويطلقوا عليه رصاصة النهاية عندما يكون في المهد .. فقط الأجنة الجبارة تستمر وتنجح .. فاقد الشيئ لا يعطيه

علِّق