ليس هذا هو الله..!!

رياح عاصفة تقذف بالناس كالريش، فيضانات، ثم رافعة ضخمة تهبط فوق تجمع من المصلين فتقتل ما يزيد عن 100 بينهم أطفال ونساء، بقي بعضهم ينزف و يتأوه لحظات من الألم الرهيب قبل أن تصعد روحه للسماء ممزقة.

ضع هذا الفيديو أمام المسلمين وقل لهم إن المكان هو معبد، والضحايا من البوذيين، فيتسابقون للقول بأنه غضب من الله شديد، وانتقام ضد هؤلاء القوم و نصرة لعباده المسلمين الذي قتلوا على أيديهم، ويستدلون على ذلك بشواهد من القرآن والسنة:

(أرسلنا السماء عليهم مدراراً و جعلنا الأنهار تجري من تحتهم فأهلكناهم بذنوبهم و أنشأنا من بعدهم قرناً آخرين)

( فَهَلْ يُهْلَكُ إِلا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ)

(فَكُلّاً أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴾

طبعا هذا هو ذات التبرير الذي سبق و ساقه أولئك أيضاً تعليقاً على أخبار وصور ضحايا الكوارث الطبيعية والبشرية حول العالم؛ من بركان ايطاليا إلى زلزال اليابان إلى التسونامي؛ في حالة الأخيرة -التسونامي- كان تبرير مقتل ألوف المسلمين في أندونسيا أنهم ابتعدوا عن ربهم وغرقوا بالملذات والمفسدات فاستحقوا ما نالهم.

 

الآن، قل لنفس تلك العينة من الناس، هذه الحادثة وقعت في قلب الحرم المكي وبجوار الكعبة، والضحايا حجيج مسلمون؛

في لحظة واحدة تنقلب المعادلة، و يتحول الانتقام إلى بُشرى يزفّونها للمسلمين، وترتفع صيحات التكبير، وتجود مخيلة رجال الدين والشعراء مادحة تدبير الله ورحمته بعباده، وانتقاءه من بينهم من اختاره لجوار أنبيائه، و ستسمع مقولة العامة الراسخة والتي يتناقلونها كحديث شريف (إن الله اذا أحب عبداً ابتلاه) وتجدهم يباركون لمن قتل سابحاً بدمائه، وربما قضى بين اولاده، وسينجحون غالباً بإقناع الاولاد المكلومين الذين رأوا أباهم كتلة من اللحم والعظام المحطمة بأن عليهم أن يسعدوا بعظيم محبة ربهم له، وأنه لم يبتليه بهكذا ميتة شنيعة إلا محبة به واصطفاءً له من بين خلائقه.

 

وأيضاً سيجد أولئك في النصوص ما يناسب مقام هذا الكلام:

ففي القرآن ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّىٰ نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ)

وفي  الحديث الذي رواه الترمذي عن النبي محمد (يُبْتَلَى الرَّجُلُ على حَسْبِ دِينه، فإن كان دِينُهُ صُلْبا اشتَدَّ بلاؤه...)

 

 

في حالتنا نحن السوريون نفعت هذه التبريرات كمخدرات فعالة لتفسير المصاب الجلل الذي يلمّ بنا؛ فالبراميل والصواريخ التي تسقط فوق رؤوس الآمنين هي ابتلاء من الله قيّضه على يد عبده بشار. وتأخرُ نصر من يصرخون منذ أربع سنين (مالنا غيرك يا الله) ضد قاتل كافر هدم الجوامع واستحلّ أعراض المسلمين، إنما هو لحكمة أرادها الله ولا نعلمها.

 في مادة شهيرة كتبها الشيخ محمد راتب النابلسي في العام 2013 تحت عنوان (5 حقائق في فقه الابتلاء)  واصفاً عذابات السوريين تلك " إن الله سبحانه وتعالى اقتضت حكمته أنه لا بد أن يمتحن النفوس ، ويبتليها ، فيظهر بالامتحان طيبها من خبيثها"

ايمانياً سيقبل المسلمون مرحلياً هذا الكلام دون نقاش، لكن في مضمونه طويّة غير طيبة وغير انسانية ولا يمكن قبولها، فكيف سيقنع هذا المنطق امرأة ذبح جنود النظام زوجها، واغتصبوا ابنتها، وقطعوا ذكر طفلها، قبل أن يحرقوهم جميعاً أمام عينيها، ويبقوها حية لتعيش بقية عمرها كشاهدة لأقسى أنواع العذاب النفسي والجسدي؟

ما هذا الحب (القاتولي) الذي ابتليت به، ما الحكمة التي يراد لهذه المرأة أن تستنتجها من هذه المصيبة؟.

بل والأشد غرابة أنه ربما تقضي بقية حياتها دون أن تعلمها لأنه (لا يعلمها إلا هو)، تماماً كما عاشت أجيال من الفلسطينيين وماتت وما زالت بانتظار أن تعرف الحكمة من أن ينتصر اليهود قتلة الانبياء وخونة النبي على عباده المسلمين الموحدين الذين يحمون الأقصى (حيث طاف وصلى بالانبياء.)..!!

 

 

على أية حال هذا الموضوع ليس طارئاً على الفكر الاسلامي، بل هو مؤصل منذ عقود، وهو ما يقودنا إلى عنوانين رئيسيين في الفقه الاسلامي تم بهما تفسير كل مصائبنا وتجييرها إلى المجهول، بل وخطت بهما صحائف وكتب (انظر الكتب أدناه):

1-    فقه الابتلاء

2-    سنة التدافع

 

أما الأولى فتقول:

أن العبد المؤمن في هذه الحياة الدنيا لا يمكَّنُ حتى يبتلى، أي أنه لا ينال مراتب العلو في الدنيا ولا في الآخرة إلا بعد أن يبتلى، قال تعالى: ﴿وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ﴾ الأنعام: 165"

انظر الروابط:

-         كتاب سنة الابتلاء (اضغط هنا)  

-         سنة الابتلاء تمحيص وتمكين (اضغط هنا)  

 

و أما الثانية:

فقد تكلم فيها كل أحبار الأمة، قديمهم وجديدهم، وتتلخص أن كل ما يحلّ بالمؤمنين على أيدي أعدائهم إنما هي سنن ألهية مرسومة مسبقاً ولا يمكن زحزحتها، وتدخل ضمن الخلطة العجيبة لهذه الحياة، وأنه عز وجل قد يدفع بأعداء دينه ليهزم أبناء دينه جولة ضرورية ضمن المعركة الشاملة المستمرة ما بقيت الحياة، والتي سينتصر فيها المسلمون في النهاية، والتي لا نعلم متى سنشهدها، بل و ما معنى أن تشهدها ثلة قليلة على حافة الحياة الدنيا بعد أن ندفع لهم نحن من عذابتنا قرونا وقروناً من الألم..!!

انظر الروابط:

1-    من سنن الله التدافع (اضغط هنا)

2-    كتاب سنن التدافع  (اضغط هنا)

3-    سنة التدافع (اضغط هنا)  

 

إن كل ما سبق من تفسيرات يضعك أمام ثلاثة خيارات، جميعها تسيء لله والدين:

1-  الله عز وجل يختبرنا ويقوي إيماننا بتحطيمنا وقتلنا وإذلالنا: بطبيعة الحال يطيب للمتدينين وصف الأمر على أنه تربية واصلاح وتهذيب للمسلمين، كأن تضع ولدك أمام مواقف صعبة كي تقوى شأوته، لكن التوصيف الحقيقي للموقف هنا هو أنك تقتله لتربي به اخوته، لا يوجد مدرسة فلسفية أو دينية على وجه البسيطة عرفت هذا المفهوم التربوي

2- إذا كنت مؤمنا يجب أن تكون غبيا: هناك حكمة ربانية لا تعرفها، ووربما لن تعيش لتعرفها، بل ولا يحق لك أن تسأل عنها، لكن يجب أن تؤمن بها ..!!

في هذه الحالة هناك من يريد أن يقنعنا أن كل مصائب وابتلاءات السوريين اليوم هي محبة وتطهير لأنفسنا من ذنوبنا، لكن ما يجري على ارض الواقع هو تطهير حقيقي لوجودنا.

3-   نحن مسيّرون، و الله هو سبب نجاحنا وفشلنا: قبل فترة خرج الشيخ المحيسني- القيادي في جبهة النصرة زافاً النصر يقول:

"والله لم نفعل شيئا بإيدينا، ولم ننتصر بأسلحتنا، الله هو من نصرنا" هذه الجدلية السببية تستدعي المنطق العكسي الذي يقول أن الله عز وجل هو أيضاً  سبب هزائم النصرة في معارك سابقة، وكذلك كل هزائم الكتائب الأخرى وما تبع ذلك من قتل ودمار (أراده الله)

 

الآن، لن يثير كل ما سبق لدى كثيرين أية تساؤلات جدلية، وسيتفرغون لشتمي واتهامي بالجحود بالله وربما الردة والكفر التي تستدعي اقامة الحد (الذي أمر به الله وليس نحن..!!)

لكن في الحقيقة، وعلى عكس ما يتوقع أولئك، فإن كل ما أحاول قوله هنا هو تنزيه المنزلة الإلهية عن أخطائنا وشرورنا، ونفي ما يرتكب باسم الله، وقد يبدو في الكلام أعلاه جرأة غير مستحبة وغير مستساغة، لكنها تبقى باعتقادي أكثر استساغة مما نحول لصقه بمقام الله عز وجل، والذي ثمة من يريد تحويله إلى متلذذ بدماء الناس ومتعطش للتنكيل بهم، ويستخدمهم فئراناً لتجاربه... حاشى لله أن يكون كذلك، و لو أننا نفهم الرسالة الربانية بحق لم تجرأنا على هذا الظن السيء.

إن السببية هي مفهوم فيزيائي بحت، وعز وجل أبدع كل شيء عندما خلق الفيزياء والرياضيات، وترك الامور لتتفاعل لوحدها، هذه هي سنن الله الحقيقية؛ الماء هو ذرتا هيدروجين وذرة اوكسجين ولا يخلق من لا شيء، ولا يستدرّ بالدعاء، ولا ينزل بمعجزة... لقد وضع لنا عز وجل عناوين عريضة، فأغرقنا أنفسنا وتورطنا بدوامة من التشريعات لا نستطيع الخروج منها، و ربطنا كل ما يحدث بأدق تفاصيل حياتنا بإرادته وسميناها (شريعة)، في واقعة تستدعي من جديد الخلاف المشهود حول هل الانسان مسيّر أو مخي؟.

لو أن الانسان مسيّر لما كان من داع لجنة ونار، ومكافئة وعقاب، فلا السارق سارق إلا بما خلقه الله في سريرته، ولا القاتل إلا بما دفعه الله لفعله بحسب منطق (سنن التدافع)، ولما كان من داع ليقول لنا في غير موضع (أفلا تعقلون)

ما يؤلم حقاً أنه مرت قرون وقرون، وأمم وأجيال من المسلمين، ولم يفكر أحد بهذه المسألة ويضع لها حداً، رغم كل ما كابدناه على إثرها من مصائب؛ أمر  يجعلك تعتقد أن العقل المسلم على حافة الجنون، و هناك اتفاق عام ومستمر أن نبقى هناك.

 

لقد أوردت أعلاه آيات قرآنية قلت إنها تستخدم في مجمل ما انتقده وانفيه عن صفات الله، هذا في الحقيقة ليس تناقضاً، بقدر ما هو استدعاء لحالة تفسير القرآن الزماني والمكاني، وصحة فكرة صلاحه نصاً لكل زمان ومكان، وهذا مبحث آخر.

لقد قضيت جل طفولتي وشبابي في المساجد، وقرأت كل ما أشاهده اليوم على أيدي داعش وممتهني الدين، ولأنه يصعب الخروج بنتيجة صحيحة من هذه المعمة الموبوءة بالمفاسد والاخطاء المتراكمة، فقد وصلت إلى نتيجة واحدة من كلمة واحدة أعتقد أنها كفتني من كل الإسلام...الله عز وجل (عادل)، وكل ما ينفي أو يقلل أو يبخس عنه هذه الصفة فهو ليس منه في شيء.

 

عودة إلى المدخل الذي بدأت به:

صادفت حادثة سقوط الرافعة في الحرم المكي ذكرى أحداث 11 ايلول 2001، وكما سرّ كثير من المسلمين البارحة بمقتل ما يزيد عن مئة مسلم واعتبروا ذلك فضلاً من الله ومنة واصطفاءاً لمن قضى (فعساً)، أيضاً قبل 14 سنة حصل الشيء نفسه، وسرّ كثير من المسلمين وهم يرون أناساً من لحم ودم يقفزون من نوافذ البرجين قبل أن ينهارا ويقتلا 3000 انسان، وهي ليست مصادفة، أن يخرج بن لادن بعد الحادثة الاجرامية فيقول أن ما قام به هو (فضل من الله ومنة)... كلي أمل أن لا يأتي يوم ويقول فيه السوريون -المدافعون بأسنانهم عن النصرة- ذات الكلام على اعقاب جريمة أخرى سيرتكها أولئك القاعديون (لرفع راية الله…!!).

 

 

* إياد شربجي

* رئيس التحرير

تصوير من الحرم المكي يظهر قوة الرياح وكيف يتطاير الحجاج من شدتها !

التعليقات

أستاذ إياد .. كلامك لا يوحي بالمعرفة الواسعة التي ذكرتها بأمور الدين وإنما ينم عن غياب المعرفة بأصول الدين ومقاصد الشريعة ، قرأت كلامك للأخير على أمل أن أجد بديلاً عن الأفكار التي تنتقدها لكني لم أجدك تقدم شيئاً سوى التشكيك والتشكيك فقط .. هل تنتظر ممن يقرأ كلامك أن يكون على درجات عالية من الوعي بحيث يجد بدائلاً أنت لم تجدها ولم تقدمها ؟ لماذا تفترض أن القرّاء أوعى منك وأكثر ذكاءً بحيث يمكنهم الوصول إلى ما عجزت أنت أن تقدمه لهم ؟ الخلاصة : إذا وجدت البديل إطرحه وإذا لم تجد فلا داعي لتشكيك الناس بمعتقداتهم وشكراً

ما يصيب المؤمن اما ابتﻻء او عقوبة

شكلك زمان ما قرأت قرآن الله يهديك حاول تقرأ القرآن بهدوء وخشوع وستجد كلام من الذي فيه مغالطة نصيحة أخ

اعتقد ان مقصد الاستاذ هو ان هذه سنة الحياة .. امم تظهر وامم تنتهي لأن الحياة هي كذلك وهذه سنة الاكوان .. فالمرأه المكلومه قد تكفر بالله سبحانه وتعالى اذا جاء احد ليقول لها ان الله يبتليك.. فلماذا هي ولماذا بهذه الطريقه.. وبعد كل هذا الابتلاء قد تجد من يقول لها انك اذا جزعت ستدخلين النار..؟!! هي سنة الاكوان اذا وليس ابتلاء وليس اختبار .. امم بنيت على خطأ وآن الاوان لجني ثمار الخطأ والظلم وما الثورة الا سبب لتصحيح الخطأ

يعطيك العافية اخي إياد .. صحيح انك لم تقدم البدائل كما يطالب الكسالى هنا .. ولكنك وضعت يدك على الاورام السرطانية في الفقه الديني والتي تصب كلها في مصلحة الحاكم تاريخيا مهما كانت ملته او مذهبه.. ربما لن يكون سهلا ان تبدأ الناس بالتحرر من هذه المفاهيم الاتكالية فرجال الدين منعوا المسلمين وقبلهم المسيحيين من التفكير والتدبير الا من بوابة الله سبحانه وتعالى بغية عدم التمرد او الكفر لعدم تحمل المصاب .. وكانهم بنفون عن الله عز وجل صفة الرحمة والغفران .. بورك قلمك واستمر في فتح هذه الخياطات التافهة لرجال الفقه المستزلمين للسلطة التاريخية ولاننسى خصومهم من رجال الدين الحالمين ان يكونوا في السلطة او بجوارها في أسوأ الاحوال محل خصومهم.. وطظ كبيرة بالمنحبكجية على غبائهم

المتدبر لكتاب الله بفهم العلماء يعلم يقينا أن تدبير الله وقدرته مخفية وراء الأسباب والدليل على ذلك حالات الموت في الحقيقة أن أجل هذا الإنسان قد انتهى في علم الغيب أي في الكتاب المحفوظ وتدبير الله أن يكون هناك سببا لإنهاء أجله قال تعالى لكل أجل كتاب فإذا جاء أجلهم لا يستاخرون ساعة ولا يستقدمون وهذا ما أراد أبراهيم عليه السلام يراه بأم عينيه حين قال ربي آرني كيف تحي الموتى تم يأتي سؤال آخر هل أعمال الإنسان لها تأثير إيجابي أو سلبي على هذا الكون فالجواب نعم والدليل من كتاب الله ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا وقال تعالى وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم وأما من الناحية الإيجابية فقال تعالى ولو أن أهل القرى آمنوا و اتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض .., ثم كيف نعلم ان هذه الأسباب تأتي بالمصاءب هي من الله الدليل من كتاب الله قال تعالى ونبلوكم بالشر و الخير فتنة تم يأتي سؤال يطرح نفسه كيف نعلم أن هذه المصائب هي رحمة من الله أو نقمة يأتي الجواب من كتاب الله فإن أصابت من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فهي رحمة قال تعالى ولنبلونكم بشيء من الخوف و الجوع و نقص من الأموال و الأنفس و الثمرات وبشر الصابرين الذين إذا إصابتهم مصيبة قالوا إن لله وإن إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون .وإن أصابت غير المؤمنين فهم صنفين من الناس إما كفار مشتركين و إما عصاة فاسقين مجرمين فالصنف الأول اهلاكهم يكون بإرسال أسباب كونية كالريح والغرق والدليل على ذلك قول الله تعالى في كتابه العزيز (وفي عاد إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم )فهذه الريح ما جاءت من تلقاء نفسها ولكن الله أرسلها عقوبة للكافرين وأما العصاة الفاسقين فانظر كيف تكون عقوبتهم قال تعالى (واذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا )إما أن تكون العقوبة بالسسن الكونية أو بتسليط الكافرين على العصاة المجرمين وهذا ما ذكره الله عندما سلط فرعون على بني إسرائيل وإذ نجيناكم من ال فرعون يسومونكم سوء العذاب يقتلون ابناءكم ويستحيون نساءكم و ذالكم بلاء من ربكم عظيم . فبين الله أن البلاء من عنده وأما الذي جعله الله سببا لتنفيذ هذا البلاء هو فرعون ولماذا استحق بنو إسرائيل هذا البلاء لفسقهم وفجورهم وبعدهم عن طاعة الله.

اجمل ما في الموضوع انك نفيت كل كلامك ب سطرين قلت وقلت وقلت ولما اجيت بدك تفسر اللي قلتو قبل ان يتهموك بالرده على حد قولك غيرت مسار كلامك ب سطرين هل هذا من قبيل استخدام عواطف البشر والتلاعب ب فكرتك ومفهومها؟؟؟؟ نفيك للعقاب والبلاء والابتلاء بحد ذاته جحود لكن شرحك نفى هذه الصفه عن كلامك برافو لن تصلو للجيل القادم وقلبه وعقله بهذا الاسلوب الفلسفي بالنقد والتبرير واحذرو من التطاول على الشرع بحجة الفلسفه ليس من اجلنا بل من اجلكم

هذه حجج ومبررات الدينيين أنتظر عقوبة من الله! انت لا تفهم الدين! انت انسان متحرر ومنحرف وشاذ! الإسلام سينتصر عاجلآ ام آجلآ! انت لا تفهم حكمة الله لانك منحرف!! الله يحبنا ويبتلينا! المؤمن الحقيقي هو الصابر والقانع! وغيرها من الأسباب والمبررات اللامنطقية التي ستظهر امامك اذا تناول احدنا احد هذه المواضيع وسيقذف بأشنع التهم في حقك ان واجهته بما هو موجود في كتبه الدينية ويطالبك بأيجاد تفسير لما يحدث ،حيث عجز هو وغيره عن معرفة أي حكمة مما يحدث في هذا الكون ! ويحيلك لما غرس في ذاكرة المجتمع الجمعية ويستخرج لك مئات الايات والاحاديث التي ترسخ مبدأ السكون والاذعان لأرادة الله !!!! التهم جاهزة (التكفير والزندقة) لمن حاول ان يرى شيء من الحكمة او المنفعة لما يجري خصوصآ في منطقتنا العربية لكن هو التفكير العاجز عن قراءة الاحداث بمعزل عن موروثنا الفكري والعقائدي.

في الحقيقة جل ما فهمته من مقالك أنك لم تفهم تفسيرا واحدا لتلك الظواهر التي حدثت في مكة ، قلمك يأخذ منحى آخر غير التفسير . راجع نفسك .

صحيح ان الماء مكون من ذرتي هدرجين وذرة اكسجين لكن هذة المعلومة لا علاقة لها باستدرار الماء ....وقد اثبتت الارصاد الجوية ان التنبؤ الجوي المبني على العلم لا يمكن ان يعطي حقائق 100% اي ان الحقائق العلمية تبقى تحت سيطرة الله والدعاء المسنون يمكن ان يحدث تغييرا في حركة الرياح لتؤدي الى اصطدام الغيوم المشحونة بذرات الماء لتهطل في مكان مقدر بدقة لا متناهية .....طبعا انا اتفق معك بكل المقدمات واختلف فقط بهذة الجزئية العابرة التي لم اجدها تخدم الموضوع بل تبين البون الشاسع بين ما اردته وبين انكارك لسنن كونيه ...سنن التوفيق واجابة الدعاء بعد الاخذ بالاسباب

اوﻻ قال الله تعالى ﻻيسئل عما يفعل وهم يسئلون ثانيا قال رسول الله صل الله عليه وسلم جوابا ﻻمنا عائشة لما سئلته انهلك وفينا الصالحون قال نعم اذا كثرا الخبث واخيرا استاذ اياد هل تمعنت قليلا ما سبب وفات النبي ثل الله عليه وسلم مع انه خير خلق الله على الاطلاق الم يكن سبب موته ذالك الذراع المسموم التي سمته المرءة اليهودية الله ينور قلبك بالحق المبين

لولا المقطع الأخير كنت حطيت لايك وشير بس أنت حكيت حكي حلو بالأول ولكن بالأخير خربطت الأوراق .. التفجير الأرهابي لمبنىي التجارة هو عمل مدروس وليس من قبيل المصادفة وهذا أمر لا يخفى على أحد وخصوصا من كان التفجير في ديارهم

مقال (شربجي) من نقطتين: الأولى: أن المسلمين يقولون عن الكوارث الطبيعية والمصائب: هي بسبب المعاصي والكفر... و هو هنا ينقل.. وبرأيي أننا لسنا بحاجة للقيل والقال وكثرة الكلام فكلام الجرائد والقنوات يكفينا، وإنما نحن بحاجة لمن يبيّن صحة الكلام من عدمه. والثاني: طرح سؤالاً وهو: ما دام هذا هو سبب المصائب كما يقولون: فلم سقطت الرافعة على (الصالحين) من العباد في الحرم؟ وهذا كما قال رامز تركه بدون إجابة! ولعل شربجي يريد جواباً من رحم أمريكا اللادينية التي يعيش فيها. والعجيب أن مقالاً مؤلفاً من قيل وقال، ثم سؤال بلا جواب يُكتب ويُقرأ!!! والتحليل العلمي والمنطقي هو كالتالي: جعل الله المسببات نتيجة للأسباب، فكانت نتيجة الدراسة الإنشائية السيئة لرافعة الحرم: سقوطها، وكانت نتيجة الدراسة الإنشائية الصحيحة لعشرات الرافعات الأخرى في الحرم: عدم سقوطها. هذه أهم نقطة كان ينبغي أن يشير إليها الشربجي لو أراد إسداء نصيحة للأمة في الإخلاص في عملها وتطبيق قول نبيها عليه الصلاة والسلام: ( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه). أما لماذا سقطت على المصلين، فلأن الحكيم العليم أراد رفع درجتهم فهم ميتون لا محالة، فهل من غير العدل الإلهي ( الذي قد يدعيه شربجي) أن مالك النفس البشرية سبحانه يتوفاها في بيته وفي لباس الإحرام بدل أن يتوفاها في حال معصية أو حتى على السرير؟ أفصح يا شربجي عما تعتقد، ولا تلف وتدور وتطرح الأسئلة وتترك الجواب لأنك محتار تائه، لا تريد أن تتبع الوحي ولا أن تعلن صراحةً عن (غضب الطبيعة) المضحك!

رغم أني لا أتفق مع معظم التفاصيل الواردة في المقال إلا أنني أتفق مع الخطوط العريضة التي يسلط عليها الكاتب الضوء. فأولها هو تفسيرنا الدائم للأمور بما يخدم وجهة نظرنا فقط ودعم هذا التفسير بالعديد من الآيات والأحاديث التي ننتقيها بعناية، إذ نقوم وبلمح البصر بتحويل كارثة طبيعية إلى نصر من الله أو إلى عقاب إلهي أو إلى معجزة قرآنية أو إلى رأفة أو ابتلاء أو اصطفاء أو ما شابهه، وهذه هي الطامة الكبرى لأننا وبحكم فردي من طرفنا نكون قد حولنا الضحايا إلى مجرمين أو صالحين أو مختارين ومرة أخرى بما يناسب توجهاتنا الفكرية أو السياسية أو الدينية. سقوط الرافعة كان مزيجا بين الخطأ البشري وبين عوامل طبيعية غير اعتيادية وكان من الممكن تجنبه لو قامت مصلحة الأرصاد بتحذير الشركة المقاولة من قوة العاصفة وبالتالي لتمكنت الشركة من اتخاذ الإجراءات المناسبة لها، أو على الأقل لتمكن المشرفون على الحرم الشريف من اتخاذ التدابير اللازمة، هكذا بكل بساطة لكان انتهى الأمر دون ضحايا ودون كوارث ودون ابتلاء ودون اصطفاء! أتفق تماما مع الكاتب في قوله أننا نحمل الله عز وجل سلبياتنا وأخطاءنا وتقصيرنا في مجمل ما يحدث لنا من انتكاسات.

مع الاخطاء الجمة بالادلة المنقولة ولكني سأفترض طيب نيتك عندما أردت حزيناً من تدني فكر المسلمين أن تنزه الذات الإلهية عما نسبت أنت لها لا المسلمين ولا أهل العلم ...ولكني أدعوك لأن تكون متواضعاً قليلاً تنزل إلى ساحات المساجد التي تكلمت عنها لتأخذ عن العدول الثقات دينك وعلمك الشرعي لا أن تكتفي بقراءة كتابين لأحد المحدثين ثم تتصدر للتفسير وماذا أراد الله منا وماذا لم يرد وتتمنطق بمقدمات فاسدة لتبني عليها نتائج خاطئة وغير حقيقية كما وصلت في الثلاث خيارات التي قلتها ..أنصحك أخي إياد بمراجعة الكلام الذي قلته ستجد فيه الكثير من الاخطاء

السلام عليكم جميعا .. كل ما يحصل في هذه الدنيا من كوارث و بأساء و ضراء و مصائب ( بسورية و بالحرم رأسمالها بالكتير 100 سنة ) ، و إن افترضنا أن هذه الحياة كلها مأساوية فهو شيء مؤلم جدا إنما نصبر 100 سنة ، ولو على مضض .. البطولة أن تفكر كيف ننعم بالنعيم الأبدي .. الخلود في نعيم مقيم الذي لا يقارن متعته النفسية و المادية بكل متع العالم منذ بدء الخليقة إلى نهايتها مجتمعة ... أو لا يكفي أننا نرى الله جل و علا سبحانه !! أقترح على الأستاذ إياد متابعة برنامج آدم للشيخ سلمان العودة في حلقته الرابعة عشرة ، فقد تحدث في 8 دقائق و نصف عن القدر و هل الإنسان مسير أم مخير ...و هل الإنسان مسير أم مخير ... و الشيخ العودة نحسبه و لا نزكيه على الله من ذوي العلم و الحكمة الذين يستشهد بهم .. أتمنى للجميع مشاهدة ماتعة. اللهم اجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ... وكل عام أنتم جميعا بخير وسورية بخير ...

ذكرت في مقالتك ان هناك قوانين وسنن لله سبحانه وتعالى في مخلوقاته، مثل مكونات الماء وغيرها، فلماذا لا يكون من أسباب المصائب الان أن الناس لا يتدارسون سنن الله ولا يتعلمونها، فكما أن النار تحرق إذا وضع الانسان يده عليها لأن من خصائصها الاحراق، فكذلك الصراع والثورات خيارات خطيرة يجب تدارس سلبياتها وايجابياتها ودراسة سنن الله فيها قبل الاقدام عليها. لماذا لا تكون مصائب المجتمع السوري حاليا بسبب أنهم دخلوا أتون صراع دون استعداد له ودون تكافىء مع العدو، ودون إدراك عمق تأثيرات القوى الاقليمية ومؤامراتهم في المنطقة، فصاروا ضحية خدعة للغرب ولأمريكا الذي أعطى إيحاءات بأنه سيدعم ثورات الشعوب وحركاتها نحو التحرر ثم تخلى عن ذلك وكان في الحقيقة داعما لبشار الأسد. خلاصة القول بأن المصائب ممكن أن تكون: _ابتلاء _عقوبة _نتائج للغفلة أو الإعراض عن دراسة السنن الكونية والاجتماعية التي وضعها الله. أنصحك سيد إياد _بما أنك في مشروع وعي وتغيير _وبما أن الناس يركزون فقط على سببي الابتلاء والعقوبة، أن تتجه حضرتك لتوعية الناس بدلا من التشكيك في الثوابت من الدين والقرآن، وأن تنصح المجتمع السوري بأن يضع الثورة ومآلاتها وسلوك المؤثرين فيها تحت المجهر فالنتائج التي تحصد من أي نشاط بشري هي ثمار لما يزرع الانسان),وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم) وهذا يدعونا إلى النقد الذاتي المستمر، والمراجعة المستمرة لحقيقة أعمالنا وهل هي تخضع لمقياس الاخلاص والصواب أم لا؟ وهذا من جوهر الدين.

كلام سليم. و اكبر اثبات على صحة الافكار المطروحة هي كمية التعليقات الكرامخط.

انها لفته رائعة واحييك عليها فالعقل العربي عقل تراجعي منكسر واللوم كله على الحكواتية (المشايخ) الذين صوروا لنا الدين وروجوا له بهذه الطريقة ... فهم من ثبط همم الشباب واوهموهم باحاديث موضوعة نسبت بهتانا للرسول محمد .. احاديث صبت في مصلحة الامويين ومن تلاهم وهي الان بدت تامة الوضوح في الواقع العرلي فثبتت حكم المستبد وسمحلت لذوي الجهالة ان يتحكموا برقاب العباد .فشكرا لك واستمر في طرحك .

الاخوة الكرام لماذا تناقشو شخص الكاتب بدل ان تناقشو الفكرة التي طرحها -تساؤلات لديه عرضها عليكم للمناقشة وربما للاستفادة من ارائكم لماذا يتم قذف اي انسان يقوم بسرد افكار تاتي في خاطره من اعطى الحق بالهجوم على الكاتب بغض النظر ان كانت افكاره صحيحة او خاظئة بنظركم-اعتقد اننا لن نتطور الا عندما تصبح لدينا رحابة الصدر لسماع اراء الاخر وعندما نؤمن باننا لسنا الوحيدين المتيقنين والعارفين بكل الامور مع ثقتي ان الافكار والتساؤلات التي طرحها تدور باذهان الكثيرين ممن لايتجرؤون على طرحها بالعلن خوفا من السنة البعض والنقد اللاذع الذي سيتعرضون له.

علِّق