نشرت في .July 22, 2016
الناشر تاريخ النشر الكاتب ترجمة الرابط الأصلي للمادة
الفورين بوليسي 22 تموز (يوليو), 2016 ZIA WEISE محمود محمد العبي اضغط هنا


 

توحدت الأحزاب السياسية في تركيا في معارضة محاولة الانقلاب العسكري، ولكن يمكن لمحاولة أردوغان استخدام الحادث لإحكام سيطرته على الدولة أن تمزق العلاقة بينهما مرة أخرى.

مواطنون في مواجهة الدبابات واستعادة السيطرة على شوارعهم وجسورهم، واعتقال الجنود المارقين

 

انتشرت صور انقلاب تركيا الفاشل في جميع أنحاء العالم خلال عطلة نهاية الأسبوع. وقد أصبح الآلاف من الأتراك رموز للمقاومة المدنية، حيث لبوا دعوة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الخروج إلى الشوارع ومقاومة سيطرة الجيش.
على أي حال، ذهب أردوغان بسرعة للعمل على ترجمة هذا الانتصار الاستثنائي للديمقراطية إلى انتصار سياسي لنفسه. فبينما احتفل أنصار الرئيس في الشوارع ليلة السبت، تم تطهير خصومه من القوات المسلحة التركية ومؤسسات الدولة.
زادت الأعداد، بشكل مذهل، مع مرور كل ساعة يوم الاثنين. قبل غروب الشمس، كان أكثر من 6000 عسكري في السجن، وتم احتجاز 755 من أعضاء السلطة القضائية، من بينهم اثنان من قضاة المحكمة الدستورية. وتم القبض تقريباً على  ثلث الجنرالات في تركيا والأدميرالات : 103.
تقريباً تم تعليق عمل 9000 من ضباط الشرطة، و2745 من القضاة، و1500 من موظفي وزارة المالية، و15200 من الموظفين في زارة التربية والتعليم، و8،777 من المنتسبين إلى وزارة الداخلية - من بينهم 30 من 81 من حكام مقاطعات في تركيا.
حذرت جماعات حقوق الإنسان من المطاردة، كما تم إغلاق 20 قناة اخبارية تنتقد الحكومة. واعترف مسؤولون حكوميون أن الأرقام التي ظهرت مفرطة (زائدة)، ولكنهم أصروا على أنها ضرورية للقضاء على مؤيدي فتح الله غولن، رجل الدين الموجود في الولايات المتحدة، المتهم بتدبير محاولة الانقلاب. وقال مسؤول للصحفيين يوم الاثنين: "أنا أفهم أن الأرقام تبدو مفرطة، ولكن في الوقت الراهن، هذا من أجل منع الموجة المقبلة من الهجمات ضد المدنيين والمباني الحكومية".
ويعتقد أن حركة غولن السرية قد تسللت ضمن المؤسسات الحكومية وقوات الأمن التركية على مر السنين.
في جنازة ضحايا أحداث ليلة الجمعة، وعد أردوغان المشيعين بأنه "سيطهر" البلاد من "الفيروس". ولكن خلال عطلة نهاية الأسبوع، استجاب قادة العالم - الذين قد أشادوا بالتزام تركيا الذي لا يتزعزع بالديمقراطية - بالذعر على نطاق واسع من الحملة (إجراءات ما بعد الانقلاب).
قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري: "بالتأكيد سندعم تقديم مرتكبي الانقلاب إلى العدالة، ولكننا أيضاً نحذر مما هو أبعد من ذلك".
تراقب المعارضة التركية أيضاً التطهير الظاهر للعيان بقلق متزايد. وعندما سقطت القنابل على البرلمان في أنقرة، وضعت الأحزاب الرئيسية الأربعة خلافاتهم جانباً، وأدانت المتآمرين في بيان مشترك نادر الحدوث. حيث تمت صياغة البيان في الطابق السفلي للبرلمان، بينما ألقت طائرات مقاتلة القنابل أمام المدخل، مما أسفر عن مقتل أربعة من رجال الشرطة. تحطمت ردهة المعارضة وتهشم الزجاج عندما ضربت الطائرات المزيد من القنابل على سقف المبنى.


قال أوكتاي فورال، وهو نائب عن حزب الحركة القومية: "كنا نعقد جلسة غير رسمية في البرلمان، و كان ابني ينتظر في الردهة، وعندما تم إلقاء القنبلة الثانية، هرعت هناك للعثور عليه، فوجدته تحت الأنقاض، ولكن الحمد لله لم يصب بأذى".
في حين سعى فورال وما يقرب من 100 من أعضاء البرلمان للحصول على مأوى في الطابق السفلي، بعضهم صلى، وتحدث البعض الآخر لأحبائهم. وأجرى آخرون اتصالاً هاتفيا مع محطات التلفزيون لدعوة المواطنين للمقاومة. وقام العديد من البرلمانيين الذين لديهم دراية بالجانب الطبي بالإسعافات الأولية للمصابين.
بعد أن تم استعادة الهدوء يوم السبت، عقد البرلمان جلسة طارئة. وكان الكثيرون يأملون أن البلد المستهدف سيجد أرضية مشتركة للدفاع عن الديمقراطية.
خلص زعماء المعارضة التركية أن عمليات تطهير أردوغان للجيش والقضاء تعزز قبضة الرئيس على السلطة، بدلاً من الديمقراطية في تركيا.
وقال محمد باكارأوغلو، وهو نائب عن حزب الشعب الجمهوري العلماني: "فكرة الاتحاد رائعة، ولكن يحاول الرئيس الاستفادة من هذه الكارثة".
وكان أنصار أردوغان المبتهجين الذين ملؤوا الشوارع بعد أن دعاهم الرئيس للتظاهر في كل ليلة منذ المحاولة الانقلابية يوم الجمعة. وعلى الرغم من معارضة الانقلاب، ظل الليبراليين والعلمانيين في تركيا في المنزل، يشاهدون بحذر عندما بحر من الأشخاص الذين يحملون العلم الوطني ويهتفون بشعارات دينية غمرت ساحة تقسيم في اسطنبول ومنطقة كيزيلاى وسط أنقرة.
وقال ايهان بلغن، وهو نائب عن حزب الشعب الديمقراطي الموالي للأكراد: "لا يكفي كونك ضد الانقلابات للدفاع عن الديمقراطية. هناك اختباراً. لنفترض أننا أو حزب الشعب الجمهوري العلماني كانت في منصبه. إذا حاولت جماعة دينية القيام بانقلاب، هل سيخرج هؤلاء الناس للدفاع عن الديمقراطية؟ من غير المؤكد ما إذا كانوا يدافعون عن الديمقراطية أو يدافعون عن السلطة".


دعا المحتجون مراراً وتكراراً لعودة عقوبة الإعدام. وفي يوم الاثنين، أعلن أردوغان أنه سيصدق على قانون من البرلمان يدعم عودة عقوبة الإعدام. واستجاب القادة الأوروبيون بإبداء الرعب، فقد حذرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن هذا سيكون المسمار الأخير في نعش محاولة تركيا في الانضمام المتداعي مسبقاً للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
وفي الوقت نفسه، كان نواب من حزب العدالة والتنمية الحاكم على ثقة من أن فشل الانقلاب من شأنه أن يعزز الدعم الشعبي لطموح أردوغان منذ فترة طويلة في استبدال الديمقراطية البرلمانية التركية بالرئاسة التنفيذية القوية.
وقال جلال الدين كوينك، وهو نائب حزب العدالة والتنمية ورئيس لجنة الشؤون الدولية في الحكومة: "إذا [كان] هناك استفتاء اليوم، سنفوز بـ 70 إلى 80 في المئة". وأضاف: "نريد قرارات شجاعة يتم تطبيقها بطريقة سريعة. ويمكن لرئيس قوي القيام بذلك".
 

  • ZIA WEISE

التعليقات

ولكن كيف يتم معاقبة الانقلابيين واستئصالهم اذا كان الجيش الثاني والثالث متورطين فمن المؤكد ان عدد المتورطين كبير وبالتالي عدد الموقوفين كبير ايضا

الصفحات

علِّق