حول الكتاب:
الصراع داخل المجتمع المسلم حول مصدر الشرعية السياسية وطبيعة النظام السياسي الأفضل مستمر منذ بدايات القرن الثامن عشر الميلادي، مذ أن بدأ السلاطين العثمانيون...
مؤيد اسكيف
لايمكن النظر إلى خريطة المنطقة سياسياً دون ملاحظة الدعم الغربي لإيران والحركات الشيعية في المنطقة، حتى ولو كان هذا الدعم على مستوى غضّ النظر عما تقوم به هذه الميليشيات المنتشرة في جنوب لبنان و اليمن و العراق ومؤخراً في سوريا، حيث باتت هذه الميليشيات في سوريا ترعى وتحمي عمليات التغيير الديموغرافي على مرأى ومسمع من من العالم وفي القرن الواحد والعشرين، الأمر -الذي ان استمر- ينبئ بنهاية ما تبقى من سوريا بعد تهجير سكانها واستقدام الغرباء من الشيعة الإيرانيين ليستوطنوا في دمشق ومحيطها وفي حمص.
بالطبع ستظهر نتائج هذا الدعم لاحقاً، وذلك بعد البدء بتنفيذ الإتفاق النووي الذي سيؤسس لمرحلة جديدة من المواقف و السياسات التي تراعي مصلحة إيران أولا في كل قضايا الإقليم، كونها عبرت عن نفسها كقوة مؤثرة في المنطقة، و قادرة على اللعب بملفاتها الداخلية وضبط إيقاعها..
إن الحديث عن دعم غربي "للشيعة" ليس على طريقة البعض الذين ذهبوا إلى القول بشيعية باراك أوباما ومنهم محي الدين اللاذقاني، لأن أميركا لا يسيرها التوجه المذهبي لشخص، ولكن وبكل تأكيد فإن المصالح هي المحرك للأحداث و التحالفات و هذا ما تلاقى مع الحالة الشيعية خصوصا في العراق.
أما في الملف السوري فأنا أميل إلى مايذهب به البعض في تفسير موقف ديميستورا ذي الطابع المذهبي المنحاز إلى الشيعة، ويقول هؤلاء بأن ديميستورا ينتمي إلى فريق فكري أمريكي نمى بعد إعتداء أيلول 2011 على مركز التجارة العالمية في نيويورك، والذي تبلور ضمن مفهوم أن السنة هم منبع للفكر الجهادي، وأن السعودية والمذهب الوهابي بخاصة يقوم على فكر متطرف غريب عن العصر وينتج متطرفين يومياً وعلى نطاق عريض، وهذا ما أثبت حقيقته من حيث أن غالبية منفذي الهجمات الانتحارية في 11 سبتمبر- أيلول، ومؤسس تنظيم القاعدة و غالبية المقاتلين في العراق و سوريا لاحقاً سعةديون.
يرى هذا الفريق الفكري بأن المذهب الشيعي مذهب غير متطرف وقد كان الشيعة مهمشين عبر التاريخ الإسلامي الذي سيطر عليه السنة، ويمكن استغلال هذه الناحية للتحالف معهم للعب دور أكبر، خاصة وأن إيران استطاعت أن تكون مرجعية لهم، وأن الشيعة منضبطون تحت هذه المرجعية ويمكن توجيههم عبر التفاهم مع المرجعية وقيادة إيران.
أما السنة فلا مرجعية واحدة لهم، وهم مفككون، ووفق هذه الرؤية قامت أمريكا بتدمير العراق وقلب صدام حسين وتسليم العراق لمجموعات مذهبية شيعية تتبع ايران.
من هنا لعب ديميستورا دوره كمبعوث أمم متحدة إلى العراق خلفا للأخضر الإبراهيمي، وساهم بترتيب سيطرة مذهبية شيعية على العراق وسيطرة إيران بالتالي، وهو يسعى للعب دور مشابه في سوريا. لذا تسعى مبادرته الأخيرة لإعادة تأهيل نظام بشار الأسد.
في الصورة المرفقة يظهر ديميستورا وهو يزور مرقد السيدة زينب في دمشق.
علِّق