نشرت في .September 10, 2016

 

هذه خواطر و آراء شخصية  سجلتها بتقمص دور كل من الاطراف الاساسية في سوريا، و لا أزعم ان هذا الطرح هو الوحيد او الكامل، كما أن هذا الطرح ليس للحكم على أي منها، و لكنني أظن أن طرحها بشكل واضح بسيط، قد يكون شيئا مفيداً في فهم الواقع المحيط و الذي هو المدخل للتفكير بالحلول المناسبة.

 

امريكا و الغرب:

التوجه العام في سوريا هو تشكيل دولة اسلامية،  و هي في حال قيامها لا تشترك معنا بالقيم بل ستكون معادية لنا و للعالم اجمع، كما انها ستشكل تهديداً لنا و لحليفتنا اسرائيل، و الارجح انه سيتوجب علينا في وقت ما قد يطول أو يقصر في المستقبل، أن نحاربها بشكل مباشر،  و بالتالي ليس في مصلحتنا نجاح هذه الثورة. و رغم اننا نعلم ان نظام الأسد نظام وحشي مجرم  إلا أنه مفيد في الوقت الراهن،  و يوفر علينا حرباً مؤكدة الحدوث في المستقبل، أما الثمن الذي يدفعه المدنيون فيمكننا رفع الحرج عن أنفسنا و اراحة ضمائرنا ببرامج إغاثة، و ربما استقبال بعض الفارين من جحيم الحرب. أما مستقبل هذه القضية فإنه اذا ما استمرت الحرب فانها ستنهك الاطراف المتنازعة بشكل  يجعل من السهل التحكم بالنتيجة ،و جعلها على أقل تقدير تسير في اتجاه مقبول.

 

النظام السوري:

لم يعد في يدنا أوراق كثيرة،  و لكن اذا أثبتنا فعاليتنا في محاربة الارهاب، فلربما وجد اللاعبون الكبار دوراً  لنا في المستقبل.

 

الروس:

هذه فرصة لنا لنستعيد هيبتنا في العالم و نثبت أننا ما نزال قوة كبرى نستطيع فرض ارادتنا حيث نريد،  كما أنها فرصة تدريبية قيمة للجيش و مختبر رائع و معرض لأسلحتنا، وسيكون لنا قاعدة عسكرية استراتيجية مهمة هناك، كما انها خطوة تمكننا من التحكم بمسار محتمل للغاز يمكن أن ينافسنا بتزويد اوربا بالطاقة، و بالتالي يؤثر على قدرتنا على التأثير على أوربا، و أخيراًا و ليس آخراً، يمكننا قتل الارهابيين الذين يغادرون بلادنا و يتجمعون في سوريا دون الحاجة لمواجهتهم في مدننا.

 

كثير من الفصائل:

نحن نحارب لإقامة شرع الله في الارض، و قد تكالب علينا الشرق و الغرب لأنهم يخافون الاسلام و يريدون تدميره، و لكننا  واثقون أننا سننتصر عليهم لأن الله معنا، و ستعلو راية الاسلام خفاقة في الارض، و ستبدد  ديموقراطيتهم الكافرة الكاذبة.

 

بعض الفصائل:

نحن نريد استرداد ارضنا و العيش بكرامة،  و لكن ليس هناك داعم حقيقي لنا،  و نحن في أصعب المواقع فالجميع لا يريدون وجودنا لاننا غير مفيدين لأحد سوى الشعب المسكين، و حتى كثيرون من الناس في هذه الظروف لديهم عاطفة دينية قوية يتفوق غيرنا في استغلالها،  و من الصعب علينا منافستهم فيها،  كما أن الجميع يريد تدميرنا او ابتلاعنا  لرسم صورة وحيدة للثورة  على ان الجميع متطرفون  و ما يتبع ذلك من مبررات للقتل و التنكيل، بينما تعتبرنا الفصائل الأخرى عملاء أو كفار و يريدون اقتلاعنا.


 

تركيا:

هذه مأساة كبيرة و سنحاول تقديم المساعدة الانسانية قدر المستطاع، و لكننا نريد متابعة نهضتنا الاقتصادية،  والتورط في سوريا قد يؤثر على ذلك،  لذلك من الأفضل البقاء خارج المعمعة، غير أننا يجب ألا نترك الاكراد ليشكلوا دولة على حدودنا تهدد استقرارنا، و يجب علينا العمل بكل قوة لمنع مثل هذا التهديد.

 

ايران:

السيطرة على سوريا ستجعلنا دولة عظمى تمتد من أواسط آسيا حتى شاطئ المتوسط،  و النجاح في سوريا يحدد مستقبلنا، لذلك يجب علينا أن نبذل في سبيل ذلك كل ما نستطيع.

 

مناقشة:

كما نرى فإن الامور شديدة التعقيد،  و لكن هناك حلول و قد لا يبدو بعضها مناسباً، الا أن الحكمة تقتضي التفكير بطريقة استرايجية، و نبذ المزاودات و اختيار حلول مبدعة لمواجهة خطر وجودي حقيقي

……  و الله هو الموفق.

 

 

علِّق