الجولاني ، الأسد : أحسست أني أتابع شخصا واحدا مع اختلاف العنوان .
الجولاني : خلافة اسلامية عادلة يحكمها مجلس شورى غير منتخب من الشعب بل من أهل العقد والربط .
الأسد : دولة ممانعة تحكمها قيادة قطرية غير منتخبة من الشعب ورئيس يحكم بانتخابات مزورة .
في الحالين لا دور للشعب؛ عند الخليفة يهيأ الأطفال للجهاد ومبايعة الخليفة، وعند الأسد يهيأ الأطفال للممانعة وعبادة الرئيس .
عند الجولاني : العالم كله ضدنا وسنصمد ومعركتنا طويلة . عند الأسد : العالم كله ضدنا وسنصمد ومعركتنا طويلة .
عند الجولاني : مهاجرون جاؤوا من أصقاع الأرض وأنصار سوريون مجاهدون . عند الأسد : حزب الله وإيران وروسيا يساندون الشعب السوري المقاوم .
الجولاني : يمثل دور الهادئ الواثق من النصر ويحلل الوضع تاريخياً وجغرافياً وكأنه يتلو درسا حفظه عن ظهر قلب . الأسد : يمثل دور الهادئ الواثق من النصر ويحلل الوضع تاريخيا وجغرافيا وكأنه يتلو درسا حفظه عن ظهر قلب .
عند الإثنين أمثلة عن تابعيهم الذين يستشهدون بدافع الكرامة والغيرة على أعراضهم وأوطانهم . الإثنان كما يبدوان من نفس الجيل وتبدو حركات أيديهما متشابهة وانفعالهما متشابه ونبرة صوتيهما متشابهة .
الإثنان لا تعنيهما كلمة حرية وينظران إليها على أنها لعبة استعمارية انطلت على البسطاء فتظاهروا ليستغل ذلك الإستعمار في التدخل والهيمنة .
القضاء في دولة الخلافة بيد قضاة من علماء الدين يأتمرون بأوامر الزرقاوي. القضاء في دولة البعث بيد قضاة يأتمرون بأوامر الأسد .
الشعب عندهما رعية لا دور له في قيادة البلد . الجولاني يرى أن نظام الأسد شارف على نهايته ، والأسد يرى أن نهاية الإرهاب قريبة .
جمهور الجولاني يتابع أخبار انتصاراته وإخفاقاته فيهتف تارة وينشد ويحزن تارة ، وجمهور الأسد يتابع انتصاراته وخيباته فيهتف تارة ويغني ويبكي تارة .
الخلاصة أننا حيال مشروعين للهيمنة لايختلفان إلا في العنوان ؛ أمام سلطتين قاهرتين لا تعترفان بالشعب كبشر ثاروا من أجل بلوغ دولة المواطنة والتعددية والحرية ، وليس لموضوعات كاالثقافة والعلم والإبداع ومعايشة العصر أية أهمية ..... الإثنان يعيشان في الماضي السحيق الذي تستحيل عودته بحكم المنطق .
هذه رؤيتي مع بالغ احترامي لمن يتوقعون تحقيق أحلامهم من خلال الجولاني . أما عن البديل فهو ذات السؤال الذي يسأله أتباع الأسد ؟ البديل عشرات الآلاف من شباب وشابات سوريا المتنورين والذين يعملون بصمت وتنظيم في الداخل وحول العالم .
البديل هو الإصرار على الوصول إلى دولة معاصرة حرة ديمقراطية مهما طال الزمن وطال نزيفنا وعذابنا . لن نقبل أن نكون وقودا لمشاريع عفى عليها الزمن وأحلاما مستحيلة التحقق .
التعليقات
محمد سعيد (لم يتم التحقق)
5 حزيران (يونيو), 2015
Permalink
الجولاني يساوي الاسد
Amier (لم يتم التحقق)
5 حزيران (يونيو), 2015
Permalink
توفيق حلاق كنت كتير احترمك بس
Anonymous (لم يتم التحقق)
5 حزيران (يونيو), 2015
Permalink
وجهة نظر
حسام (لم يتم التحقق)
5 حزيران (يونيو), 2015
Permalink
نحتاج تغيير المجتمعات قبل الحكام
علِّق