صورة eiad
نشرت في .March 04, 2015

 

خاص السوري الجديد- دمشق

هنا مدخل سوق (الحرامية)...المكان الأكثر تلوثاً بدمشق قبل الثورة، والأكثر قذارة بعدها، والأكثر بؤساً كأنه الثقب الأسود الذي يجمع بشر العالم السفلي السوري في شكله الجديد.
هنا سوق الحرامية حيث يستباح كل شيء، لا قيمة لشيء ولا لمبدأ أو معتقد، وهنا المدينة في فجورها العلني، وهنا اللصوص والعاهرات والقوادون، وكل ما يمكن أن يجمع العالم من سواد ونقيصة.
على مدخل السوق الذي يتوسط العاصمة عائلة تحمي  أبنائها من المطر والثلج بكيس بلاستيكي هو أقرب إلى الحماية الكاذبة، ينامون وهم يحلمون بسقف من اسمنت أو خشب او حتى (توتياء) مثقوب، ولكنها سنوات السوريين القاسية المؤلمة.
في السوق نهاراً كل شذاذ الآفاق، والشرطة والأمن والمخبرون (نساء ورجالا) يجتمعون هنا، ويبدأ العمل في بيع المسروقات، والبحث عن معلومات، و الدعارة حيث النسوة المهجرات وبنات الهوى، وعناصر الجيش الذين يبحثون عن متعة قبل الموت المحتوم في جوبر أو داريا أو الغوطة الشرقية؟.
يعج السوق بباعة الموبايلات المسروقة والمصادرة من المواطنين، وأغلب الباعة يرتدون نصف اللباس العسكري في محاولة لفرض مهابة النظام على رواد السوق، وليعبروا عن انتمائهم الرخيص لجسد النظام القبيح على شاكلتهم.
هنا في السوق تجد ما لا يخطر في بالك من (أنتيكا) البيوت التي انتهكت حرمتها أو من بقايا البيوت التي هوت من حجم القصف الحاقد على مدن البلد، ومن الممكن أن تجد أجهزة كهربائية جديدة أو شبه بالية وبأسعار رخيصة.
المشاهد الأقسى التي تواجهك في جولتك وجوه صغيرة بدأت تتعلم السرقة والدعارة والعمالة، وجوه يربيها سوق الحرامية على هواه، ومن خلفهم يقوم بعض اللصوص  بتشغيلهم في التسول وتعليمهم اللطم على الصدر وأغاني النواح الكربلائي الحاقد.
هنا دمشق الجيدة التي يرسم ملامحها (الملالي)، ولكنهم لا يدركون أنهم فقط يرسمون على الجدران السوداء فدمشق أوسع من تاريخ مغتصبيها.
 

علِّق