نشرت في .May 22, 2016
الناشر تاريخ النشر الكاتب ترجمة الرابط الأصلي للمادة
نيويورك تايمز - NEW YORK TIMES 19 آيار (مايو), 2016 THE EDITORIAL BOARD محمود محمد العبي اضغط هنا

 

تقترح الآن كل من الولايات المتحدة وروسيا إسقاط المواد الغذائية والمساعدات الطارئة الأخرى من الجو؛ إذا ما سمح الرئيس السوري بشار الأسد لقوافل المساعدات (الشاحنات) بإيصال الإمدادات إلى المدن المحاصر في سوريا. يعتبر الإنزال الجوي خطوة محفوفة بالمخاطر ويائسة - مكلفة، ومن الصعب أن يتم تسليمها بدقة، وإذا تم إلقاء الحملة جواً بشكل سيئ، فإمكانية التهديد واردة بقتل أو جرح أشخاص من المفترض أن تتم مساعدتهم بهذا الإنزال الجوي.


تبدو هذه الخطوة ظاهرياً لفتة إنسانية من دولتين من المفترض أنهما شركاء في إنهاء الحرب الأهلية الدامية في سوريا. ما يتم حقاً هو تسليط الضوء مرة أخرى على ازدواجية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوريا وغيرها. إلى حد كبير يبقى الأسد في السلطة بسبب المساعدات العسكرية الروسية. ومن الصعب أن نعتقد أن السيد بوتين، الذي يتوهم نفسه بأنه الرجل الذي يمكن أن يحصل على ما يريد، لا يمكنه إقناع الأسد بالسماح بوصول المساعدات إلى المدن المحاصرة، لو قرر بوتين القيام بالمحاولة .


في الوقت الذي وعد وزير الخارجية جون كيري أنه سيعمل مع روسية على إنهاء الحرب التي وصل عدد قتلاها إلى 470000 شخصاً، كان السيد بوتين غير قادر أو غير راغب في إيقاف السيد الأسد عن قصف المدنيين، ووفقاً لتقارير تفيد بتواصل الضربات الجوية الروسية أيضاً. والآن إلى حد كبير، انهارت عملية وقف إطلاق النار المؤقت الذي أثار الآمال في سلام دائم، وأيضاً انهارت المحادثات بين الحكومة الأسد والمعارضة ، ولا تبدو خطط بدء التحول السياسي عن طريق التفاوض لتشكيل حكومة أكثر شمولية في 1 أغسطس واردة في المنظور القريب.
سوريا ليست سوى ساحة واحدة حيث هوس بوتين المفرط في جعل روسيا عظمية قد غذى عدم الاستقرار وقد أيقظ مرة أخرى الشكوك السياسية والعداوات التي تلاشت بعد انهيار الاتحاد السوفياتي.


بعد عام من غزو أوكرانيا وضم شبه جزيرة القرم في عام 2014، وقعت روسيا اتفاقاً في مينسك الذي من المفترض أن ينهي القتال. تنتهك روسيا الآن ذلك الاتفاق؛ حيث بلغ العنف بين القوات الأوكرانية والقوات الانفصالية المدعومة من روسيا أعلى مستوياته منذ وقف إطلاق النار في 2015.
الآن أيضاً روسيا مشتركة في السلوك الخطير والعدواني جواً وفي أعالي البحار. في الأسبوع الماضي، مقاتلات بريطانية اعترضت ثلاث طائرات نقل عسكرية روسية اقتربت من دول البلطيق. في 29 نيسان، انخفضت طائرة حربية روسية على بعد 100 قدم من طائرة مقاتلة أمريكية فوق بحر البلطيق، وقامت بالالتفاف حول الطائرة الأمريكية، الأمر الذي كان يمكن أن يكون كارثياً. قبل أسبوعين، أدت طائرتان حربيتان روسيتان 11 هجوم استعراضي بالقرب من المدمرة الأمريكية في بحر البلطيق.


أجبرت المخاوف من روسيا بين أعضاء حلف شمال الأطلسي في أوروبا الشرقية التحالف على وضع خطط لنشر أربع كتائب قتالية من ما يقرب من 1000 جندي في كل من بولندا وليتوانيا ولاتفيا واستونيا: كتيبتان أمريكيتان وواحدة ألمانية وأخرى بريطانية. هؤلاء الكتائب الأربعة غير كافية لصد الغزو الروسي، ولكن يأمل حلف شمال الأطلسي بأن تلك الكتائب سوف تردع موسكو عن عبور حدود التحالف. يشرع الناتو أيضاً بنظام دفاع صاروخي أوروبي يهدف إلى الحماية من الصواريخ الإيرانية. في الأسبوع الماضي، أصبحت القاعدة في رومانيا تعمل، وتتم التهيئة لقاعدة أخرى في بولندا. وهناك أيضاً مناورات عسكرية أكثر وأكبر على جدول الأعمال.
السيد بوتين قد أساء كثيرة لحلف شمال الأطلسي، التي كانت منزوعة السلاح بشكل كبير بعد الحرب الباردة، على أنها تهديد. حيث يمكن لسلوك بوتين الأكثر حزماً أن ينتج التحالف القوي الذي يخافه، التحالف الذي هو أكثر خطورة بشأن الإنفاق العسكري على الرغم من مشاكل النمو الاقتصادي، واللاجئين السوريين والخلل السياسي.


وسيجتمع 28 عضو لحلف الناتو في وارسو في تموز/ يوليو، وهو الوقت المناسب لإعادة تأكيد القرار. في حزيران/ يونيو، العقوبات المفروضة على روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا ستنتهي، وتلك العقوبات بحاجة إلى تجديد، على الرغم من أن أعضاء حلف شمال الأطلسي سيكونون حكماء في فتح قنوات للحوار مع روسيا. ولكن من الأفضل للسيد بوتين أن يحسن بشكل كبير من حظوظه في استعادة المكانة الدولية التي هو بحاجتها بهدف تنويع اقتصاد بلاده، وفي العمل بشكل بناء مع الغرب.

  • THE EDITORIAL BOARD

علِّق