صورة eiad
نشرت في .April 11, 2015


السوري الجديد- خاص

استطلاع: محمد سيد حسن


الدفاع المدني هو مجموعة من الإجراءات، والتدابير التي يتم اتخاذها أيام السلم، والحرب لحماية أرواح المواطنين، وممتلكاتهم العامة والخاصة، ومن المهام الموكلة اليهم الاستجابة  لنداء الاستغاثة إسعاف – إطفاء ـ إنقاذ ـ تحذير المواطنين من الأخطار الطبيعية والصناعية، وتأهيل وتدريب العاملين والمتطوعين في الدفاع المدني، وإخلاء وإيواء العالقين والنازحين من مناطق التوتر، وتأمين الملاجئ وتجهيزها، ونشر ثقافة الدفاع المدني في المجتمع، وتوثيق الضحايا.

تأسس الدفاع المدني الحر في 18/3/2013 ، وذلك نتيجة استهداف النظام للمدنيين، مما دفع رجال من الدفاع المدني سابقاً ومن المتطوعين إلى تأسيس هذه المنظومة، التي تشكو من انعدام الدعم والنفقات والكلف التشغيلية وأجور الموظفين منذ ستة أشهر، مع ذلك لم يتوانوا عن القيام بواجبهم .

قيادة تبحث عن حل
مدير الدفاع المدني في محافظة حلب الحرة "عمار السلمو"  يشكو حال هذه المنظومة ويقول: "طلبت لقاء مع السيد رئيس الحكومة المؤقتة الدكتور أحمد طعمة عن طريق سكرتيرته، فقالت لي: "تعال بعد 3 شهور .. بيكون تشكلت الحكومة المؤقتة وصار في وزير"، .. وبعد ثلاثة شهور ذهبت ولم أوفق بلقاء سيادته، ولكن المسؤول عن الدفاع المدني في الحكومة المؤقتة قال لي بالحرف الواحد: "روح دبر حالك من القرود السود" وأضاف "السلمو" إن آليات الدفاع المدني بسبب الوقود غير النظامي تتعرض للتعطيل، وبالتالي تحتاج دائما إلى الصيانة والإصلاح، وهذا يتطلب نفقات مادية أو كلف تشغيلية، ما يعيق عمل المنظومة وبالتالي نحتاج إلى تمويل لاستمرار العمل، ومع ذلك لم ولن نتوقف، وسنعمل وفق ما هو ممكن ومتاح".

الحكومة المؤقتة .. العين بصيرة واليد قصيرة
ومن جانب آخر فقد صرح عضو مجلس محافظة حلب الحرة رئيس المكتب التنفيذي للدفاع المدني "ابراهيم هلال" حيث قال :"إن منظومة الدفاع المدني هي إنسانية، ونحن كمجلس محافظة لا ندّخر جهداً في سبيل تقديم ما تحتاجه هذه المنظومة، وعندما يأتي أي دعم نوزعه على المراكز في المدينة، ونحن منذ بداية عملنا إلى الآن لم نستلم أي دعم  من الحكومة المؤقتة، ودورنا كمجلس محافظة هو الرقابة، وتأمين الدعم مع أننا أشرنا للحكومة أن الدفاع المدني له الأولويات في مسألة الدعم، حكومتنا حكومة عاجزة، وإذا كانت حقيقة تمثل الشعب، وتهتم لمشاكلة، وواقعه يجب أن تنزل الى الداخل لتقوم بكسب الرأي الشعبي والدعم الشعبي والشرعية لها، وذلك من خلال دعمها لمنظومة الدفاع المدني"، كما وجه رسالة إلى الحكومة المؤقتة قال فيها: "إن كانت الحكومة السورية المؤقتة تمثل الشعب، يجب عليها أن تنزل الى الأرض، وتقوي دورها وعملها، ويجب أن تدعم الدفاع المدني ليستطيع القيام بواجبه المهني والثوري، علماً أنه مع انعدام الدعم يحاولون تطوير عملهم، وثباتهم في مواقعهم رغم عدم استلامهم أي مكافآت أو رواتب منذ ستة أشهر، ونلاحظ أن هناك محاربة لهذه المؤسسة كي لا تستمر وتنجح في عملها".

لا خير فينا إن لم نقلها
أحد عناصر الدفاع المدني يقول: "نعم ..عملنا طوعي، ومهمتنا إنسانية، فعندما ننقذ أحد الأطفال من تحت الأنقاض، فقد يجوز هناك من ينقذ طفلي في مكان آخر من البراميل التي يسقطها طيران النظام على السكان الآمنين، لكن نحن حقيقة بحاجة الى دعم، فهناك أسر تنتظر منا أن نقدم لها لتعيش، نحن منذ ستة أشهر لم نقبض أي راتب مع العلم هناك مديرية في مجلس محافظة حلب الحرة لنا حق عليها". ووجه رسالة إلى الحكومة المؤقتة قائلاً: "يبدو أن الأمر لم يعد يعني أحداً ممن تسلموا شؤون الدفاع المدني، وتكفلوا بتلبية احتياجاته من المسؤولين في الحكومة المؤقتة، فالأمر وصل إلى مرحلة لا يمكن السكوت عنها، اتقوا الله فينا، وكفى متاجرة بنا، ومن المعيب أن تعجز الحكومة المؤقتة عن دفع رواتبنا التي كلها قد لا تتجاوز راتب مسؤول واحد منهم".
النقيب "علي عبيد" رئيس مركز التأهيل والتدريب في مدينة الأتارب يقول: "في مديرية الدفاع المدني هناك من يحاول إقصاء أهل الكفاءات، فالبعض فهم الثورة على أنها موجة الكل يركبها، فمنهم من يقع، ومنهم من يثبت، ومنهم من يحاول البقاء ولو على حساب الجميع، ولا بد من الإشارة الى أننا في داخل هذه المنظومة جسم واحد، ولكن هذا الجسم هو سقيم، فعندما جاءت منحة مالية لمركز التدريب من منظمة "ارك" بقيمة 68 الف دولار تم توزيع خمسين ألف دولار على المراكز بحجة عدم وجود مصاريف تشغيلية، وإنقاذ الأرواح أهم من الدورة التي يتم تأجيلها، فتمت المناقلة من مركز التدريب لباقي المراكز لصيانة آلياتها، وشراء وقود للسيارات، وبالمقابل لماذا لا يتم اعتبار مركز التدريب جزءاً من المديرية؟، وأضاف "عبيد" أنه تم تجهيز خيمة للوقاية من المواد الكيماوية في مركز التأهيل والتدريب التابع لمديرية الدفاع المدني في مجلس محافظة حلب الحرة، وتعتبر الأولى في كل الدفاع المدني السوري الحر، ومع مع ذلك يسأل:" الدفاع المدني إلى أين".

قبعات بيضاء تستحق الشكر
"محمود حجي أحمد" يقول: "كان لا بد من وجود مراكز للدفاع المدني في هذه الظروف التي نعيشها في الداخل المحرر، حيث يقوم النظام بارتكاب المجازر باستهدافه المدنيين بالأسلحة الكيماوية والبراميل والصواريخ الفراغية، مما يسبب دماراً هائلاً في المنازل، وبالتالي لا بد من رجل الإنقاذ الذي يعرض نفسه للمخاطر من أجل إنقاذ حياة غيره بالرغم من قلة الإمكانيات الفنية والتخصصية لديه، الدفاع المدني يجب أن يستمر رغم العتب الكبير على منظمات المجتمع المدني، والشخصيات الاجتماعية صاحبة رأس المال، وحريّ بها أن تدعم هذه المنظومة، ولا بد من القيام بحملة توعية للتعريف برجل الدفاع المدني ومهامه وآلية التعامل معه أثناء القصف والكوارث، ونناشد الحكومة المؤقتة، والمنظمات الإنسانية الداعمة أن تهتم بهذه المؤسسة الهامة في هذه المرحلة التي تعيش فيها سوريا، ولا بد لنا أن نقدم الشكر الجزيل لأصحاب القبعات البيضاء رجال الإنقاذ والإطفاء.

تقرير عن تدريبات الدفاع المدني

علِّق