صورة eiad
نشرت في .March 07, 2015
الناشر تاريخ النشر الكاتب ترجمة الرابط الأصلي للمادة
nena-news 02/28/2015 Chiara Cruciati فريق الترجمة- السوري الجديد اضغط هنا


مرة أخرى الانتصار الأهم ضد آلة الحرب الإسلامية في سوريا والعراق كانت للمقاومة الكردية: فبعد تحرير كوباني/عين العرب إضافة إلى 100 قرية مجاورة استطاعت قوات الحماية الشعبية الكردية  "واي بي جي" رفع علمها على قرية تل حاميش المعقل الأهم لـداعش والنقطة الاستراتيجية للعبور إلى العراق.
تل حاميش يقع في ريف الحسكة( الذي يسيطر عليه مناصفة الأكراد وداعش والذي هو منذ أسبوع ساحة للمعارك بين الطرفين ) وهو نقطة عبور بين سوريا والعراق، واحد من النقاط الرئيسية  لعبور الأسلحة والمقاتلين." الراية تخفق فوق تل حاميش - يقول "ريدور خليل" الناطق باسم قوات الحماية الكردية- نحن الآن نقوم بتطهير المدينة من الألغام التي زرعها الإرهابيون. القرية كانت معقلا لداعش انطلقت منها في غزوها المدن العراقية من سنجار إلى الموصل".

حسب تقارير كردية استطاع المقاتلين هنا قتل اكثر من 175 عنصر من داعش وبمساعدة غارات التحالف الدولي التي تجوازت 20 غارة من يوم الخميس الماضي، هزيمة قاسية للخليفة، الذي خسر في شهر واحد كلا من كوباني والان تل حاميش.. هزيمة استراتيجية كونها ليست فقط من منظور تكتيكي حربي بل من على الصعيد الرمزي والمعنوي الذي يشكل  عنصرا هاما عليه أسس البغدادي حملته الإعلامية الشخصية.
مع الانتصارات الكردية ضدهم بدء عنف داعش ليشمل السوريين من الأقليات الدينية، مثل خطف 350 آشوري مسيحي الأيام الماضية فقد كانوا قد شكلوا وحدات حماية خاصة بهم تعمل إلى جانب الوحدات الكردية. منذ اكثر من شهر بدا واضحا للعيان أن الهجوم الكردي المضاد لاستعادة كوباني ومعها أكثر من 100 قرية صار ممكنا بدعم من الأقليات المسيحية والقبائل العربية اللذين شكلوا معا اتحادا فريدا ضد الدولة الإسلامية: داعش.
قوة الإرادة والاستعدادات العسكرية المحلية والتي هي كردية مسيحية ومن القبائل العربية كان لها معنا مؤثرا أيضا نظرا إلى محدودية النجاح الذي حققه التحالف الدولي ( حسب البنتاغون فقط 1 بالمائة من الأراضي العراقية المحتلة من قبل داعش تم استعادتها) إضافة إلى تقاعس تركيا المجاورة.

تقاعس خطير بالمبادرة والنشاط ضد المسلحين الإسلاميين إن كان قبل أو أثناء حصار كوباني والدفاع الكردي المستبسل عن هذا الجيب، وتترافق الاتهامات _ حتى من قبل الأمم المتحدة وإن ليس يكن بشكل رسمي_  بمساعدة الإسلاميين بشكل غير مباشر بطريقة أو بأخرى. هي تغلق عينا واحدة على الحدود التركية السورية التي يسهل اختراقها، بينما يتم عبور المقاتلين الأجانب والأسلحة خلالها، كما يؤكد أكراد أتراك تواصلوا مع المقاتلين الإسلاميين أثناء مجازر كوباني..
تقرير هام نشرته هوفينغتون بوست حول المخاطرة المميتة في عبور الحدود التركية نحو سورية، وتقول تقراير المخابرات الدولية أن هذه الحدود كانت على الدوام سهلة  أكثر من الوصل إلى أنقرة عبر الحدود الأوربية المقابلة، بينما تصر الحكومة التركية على صعوبة ضبط الحدود التي تمتد أكثر من 500 كم رغم كل الجهود.

خمسة وعشرين دولارا، رشوة صغيرة تدفع إلى المهرب وتتحول بدورها إلى حرس الحدود: مقاتلين، مسلحين، شرطة فاسدة وعصابات مسلحة تم خلقها هناك تتابع الهوفينغتون، شبكة دقيقة وفعالة: يكفي أن تدفع الـ 25دولارا واعبر.
"اذا اغلق الأتراك منطقة ما تفتح أخرى"، يتحدث جاسم كلثوم _30 سنة، مهرب:" لكن اذا أرادوا يمكن لهم أن يجعلوها أصعب".
عادة يتم شراء منطقة حدودية لمدة زمنية محددة، المهرب يدفع للمسؤول في الاستخبارات "اي سي اي" مثل أبو علي، الذي هو بنفس الوقت مسؤول عن حرس الحدود، وهكذا يتم تأجيرالمعبر الحدودي. " الجنود يخشونه، لأبو علي _يكمل كلثوم_ مرة أغلق الحدود لمدة 10 أيام، كان غاضبا. هناك يلزم الكثير من الأموال، إضافة لشراء الأسلحة والذخائر، لداعش".
الحرس والشرطة الفاسدون يتلقون حصتهم ثم يديرون ظهورهم. الكل يمر من هذه الحدود حتى المقاتلون الجدد الذين لا يحملون جوازات سفر معهم. رامي زياد _ناشط 23 سنة، من حلب_ يقول أنه يمكن له عبور هذه الحدود مرة أو اثنتين الشهر؛ أبو مروان "؟؟" مهرب سوري يعبر كل يوم برفقة المئات _خلال شهر_ داخلا وخارجا من الأراضي السورية.

في هذا السياق، كل محاولات تركيا في إظهار نفسها كشريك موثوق به في الحرب الدولية على داعش تذوب كما الثلج تحت الشمس. غدا ينطلق وسط ضجيج كبير برنامج تدريب وتسليح الدفعة الأولى من المعارضة السورية المعتدلة (5 ألاف من أصل15 ألف)، برنامج مشترك بين الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا، وينتظر مشاركة أيضا كلا من الأردن، قطر والعربية السعودية.

الهدف الأساسي للرئيس/الإمبراطور أروغان واضح، إعداد مقاتلين جدد.. ليس لوقف تمدد داعش، إنما للإطاحة بالعدو الحقيقي لأنقرة: الرئيس الأسد...
 

  • Chiara Cruciati

علِّق