صورة eiad
نشرت في .April 25, 2015
الناشر تاريخ النشر الكاتب ترجمة الرابط الأصلي للمادة
وول ستريت جيرنال 16 نيسان (أبريل), 2015 رجا عبد الرحيم حمود عبيد اضغط هنا

بعد دعوة وجهها أحد رجال الدين للهجوم على المناطق الثائرة، مصادر المعارضة تقول أن الحكومة السورية ألقت قنابل محملة بالشظايا على المدينة

 

أدت القنابل المحملة بالشظايا التي ألقتها القوات الحكومية السورية إلى مقتل أكثر من مائة شخص في مدينة حلب شمال سوريا. وكان أحد أبرز رجال الدين السوريين قد دعا إلى الإبادة الكاملة للمناطق التي يسيطر عليها الثوار، وفقاً لمصادر المعارضة.

وكان الشيخ أحمد بدر الدين الحسّون أثناء حديثه مع قناة تلفزيونية حكومية قد شجّع القوات الحكومية على الرد دون رحمة على أي هجوم يشنه الثوار على المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة. ويذكر أن الشيخ الحسّون هو من أبناء مدين حلب وهو أحد أهم رجال الدين في سوريا وقد سبق له أن أصدر عدة فتاوى دعماً للقوات الحكومية.

وكان الحسّون قد قال: "أنا أناشد الدولة السورية والجيش السوري وبشكل خاص القوات المسلحة والقوات الوطنية في حلب أن أي قذيفة ستسقط على حلب [بأن يكون الرد بأن] تباد المنطقة بأجمعها."

وينتمي الشيخ الحسّون إلى الطائفة السنية ويشغل منصب مفتي الجمهورية منذ تموز 2005 مما يجعله صاحب السلطة الدينية الأعلى والمرجع الأعلى لتفسير وتطبيق الشرع الإسلامي. إلا أن الكثير من أبناء الطائفة السنية في سوريا قد انقلبوا على الشيخ الحسّون بعد بدء الثورة السورية ضد الأسد في آذار 2011. ورغم أن معظم قادة الحراك الثوري هم من السنة إلا أن الحسّون وقف بحزم مع الأسد الذي ينتمي إلى الأقلية العلوية التي تعد فرعاً من الطائفة الشيعية.

 

1.jpg

مدنيون يهرعون هرباً من مكان تعرض للقصف بما يصفه المعارضون أنه برميل متفجر ألقته القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد على مدينة حلب يوم الأربعاء 15/4/2015.

 

وكان ابن الشيخ الحسّون قد قُتل في كمين يقال أن من نفذه هم الثوار في عام 2011، ومن المعروف عن الحسّون أنه يلتقي عادةً بمعظم الوفود الأجنبية التي تزور العاصمة دمشق. إذ تقدمه حكومة الأسد على أنه مثال عن الإسلام المعتدل على عكس الإسلام المتشدد السائد في مناطق المعارضة.

وكان العديد من العائلات التجارية الحلبية المؤيدة لنظام الأسد قد طالبت النظام باتخاذ إجراءات حاسمة ضد قوات المعارضة التي تسببت هجماتها بأضرار جسيمة على قطاع الأعمال في المدينة التي كانت منذ زمن طويل وحتى وقت قريب تعتبر العاصمة التجارية للبلاد.

ووفقاً لتقارير صادرة عن مجموعات حقوق الإنسان المعارضة وتأكيدات من السكان المحليين، كانت الحكومة السورية قد بدأت باستخدام ما يسمى بالبراميل المتفجرة في منتصف عام 2012 وزادت من استخدامها في عام 2013. ويتم تصنيع هذه القنابل من براميل تستخدم أصلاً لنقل النفط يتم حشوها بالمتفجرات والشظايا قبل أن تلقى على المناطق السكنية، وفقاً لمجموعات حقوق الإنسان، مما يسبب موت العشرات.

وقد أكد السيد نديم حوري، نائب مدير منظمة هيومان رايتس ووتش لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أن: "هذه الأسلحة غدت العلامة الفارقة للقوات السورية. وهي تتميز بأنها أبعد ما تكون عن الدقة."

وقد أنكرت الحكومة السورية استخدام البراميل المتفجرة رغم أن سكان المناطق المستهدفة أكدوا أن البراميل تسقط من طائرات هليكوبتر حكومية.

وكان بشار الأسد قد علّق على الموضوع في مقابلة سابقة مع قناة CBS حين قال: "ليس هناك شيء اسمه براميل متفجرة، هناك قنابل. والقنابل تستخدم للقتل وليس للدغدغة."

وجاءت تصريحات الحسّون بعد أن نفذ مقاتلو المعارضة هجوماً بأكثر من 12 قذيفة هاون على  منطقة تسيطر عليها الحكومة في حلب مما أدى إلى مقتل تسعة أشخاص وفقاً لمصادر إعلامية من الطرفين المؤيد للحكومة والمعارض لها.

ومنذ هذا الهجوم تم إلقاء أكثر من 50 برميلاً متفجراً على المناطق الثائرة في عملية رد واضحة، كما جاء في تقرير من الشبكة السورية لحقوق الإنسان وهي مجموعة رصد تدعمها المعارضة.

وقد صرّح السيد علي حميدي المسؤول عن إحدى مجموعات الإغاثة والمقيم في حلب قائلاً: "لم يتوقف القصف العشوائي على منازل المدنيين والأبنية السكنية منذ أسبوع تقريباً."

وأضاف أن الكثير من السكان قد نزحوا في الأيام الأخيرة إلى ضواحي المدينة. أما من تبقى فهم يتجنبون الشوارع ويحاولون البقاء في الطوابق الأرضية والأقبية. وأضافت الشبكة السورية المعارضة أن القصف استهدف مناطق مزدحمة بما فيها المدارس وأحد المساجد بالإضافة إلى مستودع يحوي الطحين ومساعدات إنسانية.

وكان مجلس الأمن قد اعتمد العام الماضي قراراً يدعو لوضع حد لاستخدام الأسلحة العشوائية في سوريا بما فيها البراميل المتفجرة. ولكن القرار لم يردع استخدام هذا النوع البدائي والعشوائي من الأسلحة.

وذكرت الشبكة السورية أن القصف هذا الأسبوع بدأ مع استهداف أحد أسواق الخضار القليلة العاملة في المناطق التي يسيطر عليها الثوار مما أدى إلى مقتل 23 شخصاً.

2.jpg

الشيخ أحمد بدر الدين الحسون (الثاني من اليسار) في لقاء جمعه مع وفد تركي في دمشق في شهر آذار. وكان المفتي قد دعا الحكومة بأن تبيد أي منطقة يخرج منها هجوم على المناطق التي تسيطر عليها الحكومة.

 

ويأتي هذا الهجوم فيما تشن القوات الحكومية غارات جوية مكثفة على مناطق أخرى تابعة للثوار بما فيها مخيم اليرموك المحاصر والواقع على أطراف مدينة دمشق.  وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش قد ذكرت في تقرير صدر يوم الأربعاء (15/4/2015) أن الأدلة المتاحة تشير بقوة إلى استخدام قوات النظام لغاز الكلور في هجوم بالبراميل المتفجرة على محافظة إدلب في شهر آذار الماضي مما أدى إلى مقتل ستة مدنيين منهم ثلاثة أطفال. وكانت الحكومة السورية قد نفت عدة مرات استخدامها للأسلحة الكيماوية.

وعلى إثر تصريحات المفتي يوم الأحد الماضي 12/4/2015 التي دعا فيها إلى إبادة مناطق الثوار، ضربت البراميل المتفجرة مدرسة ابتدائية في حلب مما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن تسعة أشخاص منهم خمسة أطفال، وفقاً لسكان المنطقة والمرصد السوري لحقوق الإنسان وهو مركز رصد تدعمه المعارضة.

ويظهر في فيديوهات تم نشرها على الانترنت ويُقال أنها من القصف على المدرسة يوم الأحد كيف أن أرضية أحد الصفوف مغطاة بالزجاج والدماء بينما يظهر على اللوح بقايا كتابات من حصة كيمياء أوقفتها القذيفة الساقطة على المدرسة.

وتظهر الفيديوهات رجال الدفاع المدني وهم يحملون جثث الضحايا والناجين بينما تبدو أعمال التلاميذ الفنية معلقة في الصالة فيما يقف آخرون في الخارج مترقبين وصول طائرات هليكوبتر أخرى.

  • رجا عبد الرحيم

علِّق