عدد القراءات: 2553

عندما يتنظر مبنى السفارة الايرانية حسم المعركة

 

السوري الجديد - ناصر علي- دمشق

 

حتى اللحظة… لم تكتب نهاية سعيدة لمبنى السفارة الايرانية الجديد بدمشق، ويبدو الأمر مرتبطاً بقدرة الايرانيين على البقاء في سورية كما كانوا يطرحون أنفسهم أصدقاء وإخوة وسنداً لمحور المقاومة.

مجمع السفارة الذي يتألف من مجموعة أبنية تقع على تقاطع أوتوستراد المزة مع كفرسوسة - والذي كتب على جداره ذات يوم (هدية من الشعب السوري الشقيق للأشقاء الايرانيين)، توقف العمل عليه مع بداية الأحداث وكأنه ينتظر حسم المعركة لصالح النظام الصديق الممانع، ولكن بعد خمس سنوات من الحرب لم يحسم الأمر، ويستمر الصراع ويستمر توقف المشروع الضخم الذي كان مقرراً أن يكون من أضخم الأبنية الدولية في العاصمة، والذي كان مقرراً أن يضمّ بالاضافة لمبنى للسفارة، المستشارية الايرانية التي سيتم نقلها من منطقة المرجة، ومسجداً ومجمعا دينياً ضخماً النشاط الدعوي والتشييعي.
المبنى القديم ذي النمط الايراني المصنوع على أنموذج الحسينيات إنما بطريقة أكبر و أجمل و أكثر بذخاً، محاط بأجهزة حماية ومراقبة، كما تمت إحاطته مع بدء الثورة بسواتر حديدية تم حشوها بالتراب، سيما وأن المجمع يقع في مقدمة حي الرازي الذي كان أحد أهم الأحياء الثائرة الملاصقة لداريا وكفرسوسة.
التقدم والتراجع في بناء المجمع الجديد يعطي أهالي دمشق الكثير من الدلالات، فحين تعود آلات البناء للعمل يشعرون أن الايرانيين مطمئنون لنتيجة معركة حليفهم وبقائه في السلطة، و حين يتوقف العمل فيه  يدرك الأهالي ان الايرانيين فقدو الثقة بإمكانية بقاء الأسد.
يتقاطع ذلك مع ما يحدث في حي الرازي المجاور للسفارة القديمة و المحيط بالسفارة الجديدة، سيما وأن محاولة إخلاء الحي سكانه بحجة تشييد ابراج سكنية ما زالت تبوء بالفشل حتى الآن رغم استفزازات المحافظة وقيام جرافاتها بإرهاب المواطنين  وتدمير بضعة منازل.
مبنى السفارة لم يكتمل بعد...والمعركة ايضاً لم تحسم؟.
 

علِّق

المنشورات: 1
القراءات: 2553

مقالات الكاتب