صورة eiad
نشرت في .February 09, 2015
الناشر تاريخ النشر الكاتب ترجمة الرابط الأصلي للمادة
دير شبيغل Felix Knoke صلاح الدين صادق اضغط هنا

دير شبيغل- 2 شباط 2015


فتاة جميلة و صور مثيرة... بعد وقوعه ضحية لخدعة إنترنت قديمة، تمكن قراصنة من سرقة كمية كبيرة من المعلومات من أحد قادة المعارضة السورية، تتضمن خططاً عن المعارك و اتصالات عبر البريد الإلكتروني. فمن يقف خلف ذلك؟

إيمان المصري كانت بالنسبة لذلك الشاب السوري الثائر مصدر الإغراء. تمكنت هذه الفتاة اللبنانية من التواصل معه عبر سكايب بداعي الصدفة وقد أرادت أن تعرف منه لماذا يقاتل. في الصورة تبدو إيمان فتاة عشرينية محجبة ترتدي نظارات شمسية. و من خلال محادثة طويلة لمدة ساعتين أرادت إيمان أن تعرف إن كان المقاتل يتحدث إليها من الموبايل أم من كمبيوتره الشخصي, كما أخبرته أيضاٌ بأنهما يتشاركان عيد الميلاد نفسه .
يكتب لها المقاتل: أنت كالملاك .. وأنا مجنون بك.
ترسل إليه إيمان صورة لها أو ملفاٌ يبدو كصورة و قد سمّته: "New-Iman-Picture.pif" بينما هو في الحقيقة عبارة عن فايروس. يبدو الملف من لاحقته كملف صورة وعند فتحه يخترق هذا الفايروس الكمبيوتر و يقوم بإرسال المعلومات المخزنة لدى الضحية إلى كمبيوتر المهاجم. لقد وقع في الفخ .. إيمان المصري كانت المصيدة.
يدور الصراع السوري في العالم الإفتراضي أيضاً: مناصروا الأسد, الناشطون المعارضون, مقاتلوا الدولة الإسلامية, عاملوا اللإغاثة, والصحفيون السريون. فقد أظهرت دراسة أجراها معهد FireEye المتخصص بالدراسات التقنية الأمنية أن هذه الهجمات تحدث بكثرة و على مستوىً يومي.
في التقرير الصادر عن معهد FireEye و المسمى بـ "Behind the Syrian Conflict's Digital Front Line" يظهر الخبراء حجم عمليات القرصنة و الاختراق بين صفوف الناشطين المعارضين و يكشف عن حجم المعلومات التي تم كشفها من خلال هذه العمليات وعن النجاح الكبير الذي حققه المخترقون.(1)
و بحسب التقرير هاجم المخترقون الناشطين بعدة طرق متضمناً ذلك حساباتهم الشخصية على شبكات التواصل الإجتماعي وهواتفهم النقّالة خصوصاُ قي المناطق التي تعاني من انقطاعات طويلة و متكررة للكهرباء حيث تستخدم الهواتف الذكية بشكل أساسي للاتصال بالإنترنت. بالنسبة لخبراء معهد FireEye تبدو أن هناك مجموعة متخصصة مسؤولة عن هذه الهجمات و يبدو هذا جلياُ من خلال نمط  الهجمات والفيروسات وبرامج الاختراق المستخدمة بالإضافة إلى الطريق الذي تسلكه المعطيات المسروقة.

أربع وستون حساباً مخترقاً على سكايب و واحد وثلاثون ألف مكالمة مسجلة
في الفترة ما بين تشرين الثاني من عام 2013 و كانون الأول من عام 2014 تمكن المخترقون من نسخ كمية ضخمة من المعطيات المسروقة، تتضمن بشكل أساسي معلومات عن موضوع الإغاثة الطبية ومعلومات عن العلاقات الشخصية للثوار والعمليات العسكرية السرية. بالنسبة لخبراء معهد FireEye لا تعد هذه العمليات استراتيجية و حسب، بل تفوق تكتيكي واضح على أرض المعركة.

و قد تمكن المخترقون من سرقة ما يعادل ثمانية Gigabyte من المعطيات, و اختراق أربعة و ستين حساباً على سكايب كما تمكنوا من تسجيل أكثر من واحد وثلاثين ألف محادثة من خلال أكثر من إثني عشر ألف رقم اتصال بالإضافة إلى أكثر من مئتين وأربعين ألف رسالة نصية. كما توجد ضمن المعطيات المسروقة ملفات تتعلق باستخدام الأسلحة الكيميائية. وقد تمت معظم الاختراقات داخل سوريا بالإضافة إلى اختراقات حدثت في كل من تركيا و مصر و الأردن  وأوكرانيا و إسبانيا.

و يبقى السؤال: من يقف خلف هذه الهجمات؟
لا يستطيع خبراء معهد FireEye تحديد ذلك كما لا يرغبون بذلك أيضاً.
من جهة أخرى يشير التقرير إلى أن قوات الأسد كانت دائماً تعتمد على اللبنانيين, و بغض النظر إن كان مناصروا الأسد وراء هذه الهجمات أم أن لبنانيين وراءها فإن كون السوريين بوضع أكثر أمناً في البلد الجار لبنان مسألة غير مؤكدة.

     
(1) التقرير الصادر عن معهد FireEye  المسمى بـ "Behind the Syrian Conflict's Digital Front Line"
 

  • Felix Knoke

علِّق