الصورة: يوليا زفياجينا وأحمد حسين استمروا بالإتصال حتى بعد مشروع التوأم .تصوير : يوليا زفياجينا
أوكرانية وسوري يلتقيان في مدينة كونستانتس. لقد جاءا إلى ألمانيا لأسباب مختلفة، لكن ما يجمعهم هو أنهم ولدوا في نفس الشهر أكتوبر 1987. مشروع " توأمي الأجنبي " رتب لهذا اللقاء ولنرى ماذا حدث .
كان يبدو الحماس على يوليا زفياجينا حين ظهرت في كافيه " مونديال " في مدينة كونستانتس . شخص ما في هذه الغرفة يجب أن يكون التوأم لها ، ليس توأمها البيولوجي ، ولكن لاجئا يماثلها في العمر . ألقت تظرة على الموجودين ، محاولة أن تقدر عمر المشاركين الآخرين . لم تستطع التخمين على الفور بأن أحمد حسين هو توأمها .حين علمت بذلك في النهاية لم تخف سعادتها بمعرفته . لقد كانا توأما من أصل عشرة هناك .
الخطوة الأولى
"كثير من السكان المحليين يجدون صعوبات في عقد صلات مع اللاجئين " هكذا يقول هارالد كول ، الذي شارك في تنظيم هذا المشروع .
يتعين على الجانبين التغلب على الموانع الأولى . " هنا تساعد اللقاءات التي تبنى على فكرة ملموسة "، كما يقول كول ، لذلك كانت الفكرة أن يجتمع الناس الذين ولدوا في نفس عام الميلاد - في حالة زفياجينا والحسين، الأمر أكثر تعبيرا عن الفكرة ، فهم ولدوا في نفس الشهر. تاريخ الميلاد هو القاسم المشترك الوحيد الذي تبنى عليه علاقة " التوأمة " - ولا تدخل الاختلافات الدينية أو الثقافية أو الاجتماعية في هذا المشروع .
التجوال والهروب
تقول زفياجينا في توضيح سبب مشاركتها في المشروع " لقد وجدت أن هذه الفكرة جميلة جدا وأنا أحب اللقاء مع أناس من ثقافات مختلفة " . هي نفسها جاءت إلى ألمانيا في عام 2007 للعمل كجليسة أطفال . لقد بحثت عن التجوال و أرادت الحصول على حياة ملونة مع الكثير من الاخيارات . لقد تعلمت اللغة الألمانية في المدرسة ، و كانت قد زارت ألمانيا في وقت سابق .
في الطرف المقابل، أحمد حسين، الذين فر في أكتوبر/تشرين الأول 2015 إلى ألمانيا . " بسبب الحرب في سوريا.. لقد كان الطريق صعبا وطويلا جدا "، كما يقول بإيجاز . ويقول بأنه كان سعيدا في سوريا في السابق ، وسط عائلته وأصدقائه. في ألمانيا شعر بأنه غريب ، "لأنني لا أعرف أحدا هنا " . شارك في مشروع التوائم لأنه أراد التعرف على أشخاص جدد . لقد أتاح له ذلك متعة كبيرة .
أعجبت يوليا زفياجينا (في المقدمة) بفكرة اللقاء مع أشخاص من ثقافات أخرى . Foto: andreas-sauer-fotodesign.com
تعرف يوليا وأحمد (في الوسط في آخر الصورة) في مشروع " توأمي الأجنبي ". Foto: andreas-sauer-fotodesign.com
جميع الخيوط تؤدي إلى كونستانس . يوليا من أوكرانيا ، وأحمد من سوريا . Foto: andreas-sauer-fotodesign.com
يجب أن يتعارف السكان المحليين واللاجؤون . ان مشروع " توأمي الأجنبي" سيساعد في التغلب على الموانع الأولى . Foto: andreas-sauer-fotodesign.com
اكتشاف القواسم المشتركة
اشتركت زفياجينا ، المولودة في أوكرانيا ، في مشروع " توأمي الأجنبي" إلى جانب مجموعة من السكان المحليين . إنها تشعر بأنها مندمجة بشكل جيد في ألمانيا . لقد كانت تبدو مسألة اندماجها "خارجة عن المألوف " بالنسبة لها.
لقد ساعدها حقا معرفتها باللغة الأمانية حين وصولها إلى ألمانيا .لقد تقدمت خطوة فخطوة إلى الأمام . لكنها تقول :
"أستطيع أن أفهم ما يشعر به المره حين يكون وحيدا تماما في بلد أجنبي ." هذا ما ربطها مع حسين .
التماثل في العمر يعطي شبها في دورة الحياة . أوقات المدرسة أو الدراسة الجامعية ، لقد توقفت لدى كل من يوليا وأحمد . فقد درست هي علم اللغة الألمانية ، ودرس هو الملاحة . كلاهما يفكر في مواصلة الدراسة ، و يمكن لحسين أيضا أن ينخرط في تدريب مهني ، كلاهما يريد الحصول على رخصة القيادة ، كلاهما يعيش في كونستانتس منذ عام 2015 .
نتيجة ..
ما الذي يعطيه هذا التعارف في كافيه " مونديال " ؟
تجيب زفياجينا " إن اللقاء قد عرفني بشكل مختلف على كيفية سير حياة شخصين في نفس العمر . إن ما يحتاج للتوقف عنده هو : ما هي الفرص التي لدي ، ومالفرص التي لديه " .
لا يزال هذان " التوأم " محافظين على التواصل . يقول هارالد كول حول ملاحظاته في أوجه التشابه التي تم تحديدها فيما بين المشاركين : " نحن البشر - أياً كان عمرنا أو أصلنا - نسعى إلى الطمأنينة والأمان و أشياء أخرى تشبه الوطن . "
علِّق