علِّق

رغم أني لا أتفق مع معظم التفاصيل الواردة في المقال إلا أنني أتفق مع الخطوط العريضة التي يسلط عليها الكاتب الضوء. فأولها هو تفسيرنا الدائم للأمور بما يخدم وجهة نظرنا فقط ودعم هذا التفسير بالعديد من الآيات والأحاديث التي ننتقيها بعناية، إذ نقوم وبلمح البصر بتحويل كارثة طبيعية إلى نصر من الله أو إلى عقاب إلهي أو إلى معجزة قرآنية أو إلى رأفة أو ابتلاء أو اصطفاء أو ما شابهه، وهذه هي الطامة الكبرى لأننا وبحكم فردي من طرفنا نكون قد حولنا الضحايا إلى مجرمين أو صالحين أو مختارين ومرة أخرى بما يناسب توجهاتنا الفكرية أو السياسية أو الدينية. سقوط الرافعة كان مزيجا بين الخطأ البشري وبين عوامل طبيعية غير اعتيادية وكان من الممكن تجنبه لو قامت مصلحة الأرصاد بتحذير الشركة المقاولة من قوة العاصفة وبالتالي لتمكنت الشركة من اتخاذ الإجراءات المناسبة لها، أو على الأقل لتمكن المشرفون على الحرم الشريف من اتخاذ التدابير اللازمة، هكذا بكل بساطة لكان انتهى الأمر دون ضحايا ودون كوارث ودون ابتلاء ودون اصطفاء! أتفق تماما مع الكاتب في قوله أننا نحمل الله عز وجل سلبياتنا وأخطاءنا وتقصيرنا في مجمل ما يحدث لنا من انتكاسات.